عمر هلال: أطمح لتقديم أعمال للتاريخ.. وسعيد باختيار فيلمي للأوسكار بعد 5 أيام فقط من طرحه
- هلال لـ “أخبار الآن”: كُنت أرغب دائمًا في الحديث عن الهجرة غير الشرعية
- هلال لـ “أخبار الآن”: اختيار لمحمد فراج بسبب تميزه.. وأتمنى التعاون مع كريم عبد العزيز
شهدت صناعة السينما العربية خلال الفترة الماضية، طفرة كبيرة من حيث الإنتاج، ونوعًا لافتًا من الإبداع، ولعل أبرز مثال بحسب النقاد والجمهور هو الفيلم المصري “فوي فوي فوي” الذي يسعى صُناعه من أجل دخوله سباق الأفلام المُرشحة للأوسكار، ضمن قائمة الأفلام الأجنبية.
وفي هذا السياق، أجرت “أخبار الآن” لقاءً خاصًا مع مُخرج العمل عمر هلال، الذي شاركنا من خلال حوارٍ عبر تقنية “زووم”، أصعب اللحظات خلال تصوير الفيلم، وخُططه المُستقبلية، وشعوره باقتراب الفيلم للترشح لجائزة الأوسكار، كما تحدثنا معه عن الأسباب التي دفعته لتقديم هذا العمل الفني، الذي يتطرق لقضية الهجرة غير الشرعية، حيث اقتبس “هلال” النص الخاص بها من قصة حقيقية، فيما يقوم ببطولة الفيلم، محمد فراج، ونيللي كريم، وبيومي فؤاد، وحنان يوسف، وطه دسوقي، ومجموعة من النجوم الشباب.
دوافع تقديم الفيلم
وعن دوافع إصراره لتقديم “فوي فوي فوي”، قال المُخرج المصري عمر هلال: “عندما قرأت بأحد المواقع الإخبارية، عن واقعة انتحال مصريين صفة المكفوفين قبل أن يتم فقدانهم في بولندا، قلت لنفسي: هذا هو العمل الذي سأعمل على تنفيذه من حيث الكتابة والإخراج”.
وأضاف: “القصة الأساسية تجمع بين الكوميديا السوداء والدراما كذلك، وهو ما دفعني لتقديم العمل، فزمان الفيلم يُحاكي فترة 2013، وهي فترة تخبط سياسي أثرت بشكل كبير على المصريين، وهذا ما شجعني في ترجمة هذه المشاعر بشاشة السينما، وأتاح لي التحدث عن مشاكل الناس، وفي نفس الوقت ليس بطريقة ثقيلة”.
كما أشار هلال الذي عمل بمجال الإعلانات لـ 20 عامًا: “كُنت أرغب دائمًا في الحديث عن الهجرة غير الشرعية، وكذلك المُهاجرين خارج بلدانهم بشكلٍ عام، خاصة باعتباري واحدًا منهم، لأنني عشت كثيرًا في السعودية”.
واستطرد: “في نهاية المطاف، عدت من إيطاليا، من أجِل تحقيق حلمي في مصر، وقد كان”.
وذكر هلال أن: “أصعب المشاهد في فوي فوي فوي كان مباراة كينيا، حيث قمنا بتصوير يوم كامل من أجل إخراج بضع دقائق فقط”.
واستطرد: “دشنت (جروب) على فيسبوك يتضمن كواليس تصوير فوي فوي فوي”.
الطرح الكوميدي
وأكد هلال أن: “القصة كوميدية بالأساس، وهذا الأمر حمسّني كثيرًا.. واخترت أن أقدمها في إطارها الحقيقي، فيما كانت تفاصيل الشخصيات غير واضحة تمامًا بالنسبة لي”.
وتابع: “قمت بخلق أحداث ووضع أبعاد للشخصيات، بناءً على القصة أو الواقع التي حدثت في الحقيقة”.
الترشح لجائزة أوسكار
وفيما يخص مساع وصول فيلم “فوي فوي فوي” إلى الترشح ونيل جائزة الأوسكار، أعرب المُخرج عمر هلال عن سعادته الغامرة بخصوص هذا الأمر مؤكدًا: “سعيد أن هذا حصل مع أول أفلام.. خاصة وأنني أسعى منذ طفولتي أن أكون ضمن قائمة وفي مصاف المخرجين الكبار”.
وفي هذا الصدد وجه هلال الُشكر إلى اللجنة التي اختارت فيلمه من أجل دخوله الأوسكار، بعد 5 أيام من طرحه في دور العرض فقط.
ماذا بعد الأوسكار؟
وردًا على سؤالٍ بخصوص سيناريوهات ما بعد المنافسة في الأوسكار، والمسؤولية الكبيرة التي سيحملها على عاتقه، قال هلال: “أنا سأتأنى (بشكل غير طبيعي) في اختيار أعمالي القادمة”، لافتًا: “كان هناك مشروع كوميدي آخر، ولكن بعد هذا النجاح الكبير، لن أعمل أو أقدم هذا العمل”.
وواصل: “من الممكن أن يكون الفيلم القادم (عملاق) وعملًا ضخمًا يختلف كثيرًا عن الأجواء الشعبية التي تضمنها فوي فوي فوي”.
وردًا على سؤال فيما يخص، الخلطة السرية التي اتّبعها هلال خلال تنفيذ هذا العمل من أجل تحقيق النجاح الكبير، قال: “لم أتبع آلية مُحددة، لكني تعمدت أن يكون الطرح بسيطًا”، لافتًا: “المُخرج الأشطر هو من لا يملك بصمة”.
واستشهد في معرض حديثه بالمخرجين الأمريكي “ستانلي كوبريك”، والبريطاني “ريدلي سكوت”، مؤكدًا أنهما عملا كل أنواع الأفلام (الكوميدي – الرعب – الدراما) بـ “احتراف تام، دون أن يتركا بصماتٍ ثابتة”.
لماذا محمد فراج ونيللي كريم؟
وعن اختيار محمد فراج لأول أفلام عمر هلال، قال: “محمد فراج ممثل ممتاز، ويتمكن من تقديم أي شخصية، كما أنه يُشبه كثيرًا شخصية حسن بطل فيلم فوي فوي فوي”.
ولفت: “كنت أرى محمد فراج ونيللي كريم خلال كتابتي لنص الفيلم”.
وأضاف: “فرحت بقبول نيللي للعمل، وفي الوقت ذاته نجومية فراج زادت كثيرًا، تحديدًا مسلسل لعبة نيوتن، وهو ما جذبني لاختياره”.
كما لفت: “أتمنى التعاون قريبًا مع النجم كريم عبد العزيز”.
الطموحات والخطط المستقبلية
وإلى ذلك، قال المخرج المصري عمر هلال: “أطمح بتقديم أعمال مُهمة تبقى للتاريخ، وأن تكون إضافة لفن السينما في مصر بشكلٍ خاص وفي العام بصورة عامة، مشيرًا: “دائمًا أبحث عن مواضيع ظريفة تستثير عقلي، أُخرج من خلالها عملًا صالح للمشاهدة”.
أيضًا، لفت المُخرج المصري الذي حاز العديد من الجوائز خلال عمله بمجالِ الإعلانات إلى أنه يطمح لتقديم عمل يخص المرأة، مؤكدًا: “تربيت على أفلام عبّرت عن قوة المرة مثل أريد حلًا، يوم مر ويوم حلو”.
وعن وضع السينما الحالية، أكد هلال: “السينما بحاجة إلى إبداعٍ أكثر”، مشيرًا: “الأوضاع في البلد بعد الثورة، سمحت للآسف لانتشار (الأفلام السهلة)”.