أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (متابعات)
الحب هذا اللغز الرائع ذو الطاقة العجيبة إذا نزل على جبل حوله رملا حير العلماء والفلاسفة في تفسيره ولا يمكن لأي علم من العلوم أن يستأثر بتفسيره لأن حدوده أوسع من العلوم كلها لكن أبحاثه الشيقة تثير أي علم كي يفسر أحد جوانبه المتنوعة والمتشعبة وإليكم تفسير علم الكيمياء للغز الحب
ففي مراحل الحب الأولى "مرحلة الانبهار" ينشط ناقل عصبي يدعى الدوبامين وهذا الناقل ينشط مراكز الانفعالات والعواطف في الدماغ فيعطي الحب طعم الشوق واللذة واللوعة والجنون ويثبط مراكز الربط المنطقي فيقال عن الحب أعمى ويرى المحب محبوبه كاملا ويغفل عن عيوبه ويتبعه بكل شيء حتى لو خالف أحيانا عاداته و رغباته ومنطقه
أقرأ أيضا: لحركات واشارات الجسد معانٍ اعمق من الكلمات كيف أستطيع قراءتها؟
لكن هذا الناقل لا يدوم لفترات طويلة لأن الجرعات العالية منه تسبب الإدمان وتخريب لخلايا الدماغ لذلك جعله الله يتفكك بسرعة عند إشباع الرغبة وخاصة بعد الزواج ليأتي دور ناقل عصبي آخر يختلف كليا بطبيعته الكيميائية عن الدوبامين ويدعى الأوكسيتوسين الذي يعمل على فترات طويلة من الزمن وهو الذي يسود في مرحلة الزواج "التعايش" حيث يهدأ الدوبامين وينشط الأوكسسيتوسين ليبدأ كل طرف في استكشاف عيوب الآخر ويتعايش معها وهنا يبدأ اختبار قوة الحب بشكله الصحيح فإذا استمر الطرفان بتمسكهما ببعضهما رغم انكشاف عيوب كل منهما للآخر فسوف يتوج هذا الحب بمعناه السامي ويطلق عليه الحب الحقيقي وإلا فإنه سيصبح كالفقاعة التي نمت وكبرت بشكل سريع وملفت للنظر وأتى شيء صغير ودمرها فتلاشت
ومن هنا لابد من التنويه أن على الطرفين تذوق متعة كلا الناقلين لكي تنجح العلاقة بينهما فالأول هام جدا لحدوث الانجذاب العاطفي والثاني هام أيضا لديمومة هذه العلاقة المقدسة والتي تبنى على التكافؤ بين الطرفين ولابد من أخذ رأي طرف ثالث في بداية العلاقة لا يخضع لتأثير الدوبامين المخدر للمنطق ليعوض نقص الأوكسيتوسين في هذه المرحلة كما أنه لا بد للزوجين بعد طول فترة الزواج من إعادة تنشيط الدوبامين من فترة لأخرى لكي تعود لذة ونشوة العلاقة بينهما من جديد
وفي النهاية لابد أن ننوه للأغذية التي تحوي مادة الدوبامين مثل الموز والمحار والكاكو والسمك وجوز الهند واللوز والبندق والجزر
ونعتذر أننا لم نجد أغذية تحوي الأوكسيتوسين لأن من يغذي هذا الناقل هو الألفة والعشرة والإخلاص وإنجاب الأطفال.