أخبار الآن | دبي – الإمارت العربية المتحدة
تولى ثلاثة شبان سوريين في مدينة لايبزيغ شرقي ألمانيا مهمة القبض على سوري آخر تعقبته الشرطة بشبهة الإعداد لاعتداء إرهابي. ويُنظر الآن إلى الشباب السوريين الثلاثة في حي بالمدينة كأبطال، وذلك حسبما ذكره موقع محطة "DW" الألمانية
الشاب السوري جهاد درويش المقيم في مدينة لايبزيغ عايش كيف كانت طائرة الهليكوبتر تحلق ليلا فوق سقف المبنى الذي يقطن فيه، وفي الصباح التالي سمع نبأ مفاده أن سوريين ألقوا القبض على المشتبه به جابر البكر. "حينها قلت في نفسي هذا يوم جميل"، هذا ما ردده جهاد درويش.
سوريون يحنجزون "السوري" المطلوب في ألمانيا
ويقيم جهاد درويش بأمتار قليلة فقط بعيدا عن البيت الذي كان يعيش فيه الرجل المطلوب في ألمانيا والذي ألقي القبض عليه في منتصف الليل. في تلك الليلة لم تعترض الشرطة أية مقاومة، لأن المشتبه به جابر البكر كان مقيد اليدين ومرميا على الأرض في شقة بالطابق الرابع لبناية من السكن الشعبي.
"جهاد" يحاول التعبير تارة بالألمانية وتارة أخرى بالانجليزية، وهو يعيش منذ 18 شهرا في ألمانيا حيث يواظب على دروس الألمانية يوميا. وحتى لو أن العمل الذي قام به أبناء وطنه اعتبره الكثيرون بطوليا، فهو ينظر إليه كشيء عادي. "99 في المائة من السوريين في ألمانيا أناس طيبون، وسيكونون في كل لحظة على أهبة الإستعداد لمكافحة الإرهاب في ألمانيا. هناك مثل عربي يقول إذا فتحت لي بيتك، فأنا أعطيك دمي. الألمان قدموا لنا المساعدة ونحن لن ننسى ذلك أبدا.
إقرأ أيضا: عربي مسلم رد بتغريدة على ترامب فأصبح نجما بين الأمريكيين.. ماذا قال؟
قيدوه وصوروه ثم أبلغوا عنه
البداية كانت جد عادية، فالسوريون كانوا يريدون فقط تقديم المساعدة. "إذا كان أحد ما بحاجة إلى مكان للنوم، فنحن نستضيفه ونقدم له فسحة لينام"، يقول جهاد درويش. وهكذا فعلوا مع المشتبه به الذي كان مطلوبا من قبل الشرطة ولم يتعرفوا على حقيقته إلا داخل الشقة. إنه جابر البكر صانع المتفجرات. الشباب السوريون اتصلوا هاتفيا بالشرطة للإبلاغ عنه، إلا أن الشرطة لم تفهمهم، لأنهم لا يجيدون الألمانية. إثرها لجأ الشباب إلى تقييد جابر وتصويره. وذهب أحدهم بصورته إلى مركز الشرطة حيث أدرك رجال الأمن حقيقة الأمر.
الشرطة لا يمكن لها المطاردة بتجهيزاتها الثقيلة
بعدها كل شيء مر بسرعة. طائرات هليكوبتر، سيارات شرطة لتنفيذ التدخل. لكن هذه المرة كل شيء يمر خلافا لما حصل يوما قبلها بمدينة كيمنيتس حيث تمكن جابر البكر من الإفلات والهرب، لأن قوات الشرطة الخاصة فوجئت بالهرب في الصباح الباكر من المنزل الذي حاصرته، ولم تكن قادرة على المطاردة وعناصرها مثقلون بلباسهم لصد العنف. وفي عين المكان لاحظت الشرطة أن المهمة الأمنية تمت بالكامل. "قيدوه مثل طرد بريدي"، قال عنصر من شرطة مكافحة الجريمة.
ثلاثة سوريين أصبحوا في ولاية سكسونيا أبطالا في مكافحة الإرهاب، وجهاد يشعر بالسعادة. وفي هذا السياق يجب التذكير أن وزير الداخلية في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا رالف ييغر حذر من الاشتباه بشكل عام في اللاجئين بعد إلقاء القبض على السوري المشتبه به في مدينة لايبتسيغ. وعارض ييغر أيضا في تصريحات صحفية مطالب صادرة من حزب الاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن يخضع جميع اللاجئين لفحص أمني شامل.
وأكد أن السلطات الأمنية الألمانية تقتفي أثر أي إشارة على وجود إرهاب، ولكنه شدد بقوله: "سيكون من الخطأ أن يتم وضع مئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من الحرب والإرهاب إلى ألمانيا تحت طائلة الاشتباه حاليا".
إقرأ كذلك