أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
لا شك أننا جميعا ننتشي برائحة يطول انتظارها، رائحة الأرض، تحمل معها بشائر الخير، وتفتح الباب أمام موسم يجدد حياة الأرض ويسقيها بعد طول ظمأ، تلك هي دورة الحياة التي لا تنفك تبث في نفوسنا الدهشة كلما شهدنا تبدل أطوارها، رغم معرفتنا المسبقة بها.
ولكن الفضول "الجميل" يدفعنا في كثير من الأحيان للسؤال عن كيفية تشكّل تلك الظواهر المدهشة في بيئتنا، ومنها الرائحة الزكية التي نشتمها في مطلع كل خريف، هل المطر ما يبث ذاك العبير؟ هل للمطر رائحة؟ وإن كان لا علاقة لماء المطر بهذا الأمر، فلم لا تصطنع الأرض ذاتها تلك الرائحة على تعاقب الفصول؟
الإجابة عند موقع "شبيغل" الذي نشر تفسيرا علميا لهذه الظاهرة وهو أن اتحاد عناصر الماء مع جملة من الظروف المادية والزمنية هو ما ينتج عنه ما يعرف علميا بـ "البيتريكور" وهي كلمة ذات جذر يوناني، وتعرف بالعربية بالـ"الرهام" وهو بالمناسبة اسم مؤنث علم عربي الجذر، يتشكل الظاهرة المنسوبة له باجتماع ثلاثة عناصر وهي:
مركب الغيوسمين، وهو مركب كيميائي تنتجه البكتيريا الموجودة في التربة، وهو ما يسمى برائحة الأرض.
زيت أصفر تفرزه النباتات خلال فترة الجفاف.
الشحنة الكهربائية الناتجة عن البرق.
إقرأ أيضا: حقائق غريبة ومدهشة عن جسم الانسان لم تسمع بها من قبل
رائحة مميزة في أوقات محددة
والآن لماذا تنشأ هذه الرائحة المميزة، فقط مع مطر الصيف أو مع أول هطول بعد فترة جفاف؟ الباحثان كولين بويه ويونغ سو جونغ، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، توصلا إلى نتائج مهمة بهذا الخصوص بحسب موقع DW العربي. ما يجعل هذه الرائحة تنشأ وتنتشر بشكل أكبر هي 3 عوامل: المسامية في الأرض، والرطوبة، وقوة الهطل.
كلما كانت الأرض أكثر جفافا، كلما زادت قوة الرائحة الصادرة عنها، بحسب الباحثين. والسبب بسيط: الأرض الجافة تخرج منها جسيمات أكثر. وأيضا المسامية، أي كثرة التشققات واتساعها في الأرض تلعب دورا هاما، فكلما زادت هذه التشققات واتسعت كلما زادت فقاعات الهواء الخارجة من الأرض.
وأيضا عامل آخر مؤثر في الأمر وهو قوة الهطول، فإذا كان المطر خفيفا، وهو ما يحدث مع مطر الخريف في البدايات، تخرج الرائحة وتنتشر بشكل أكبر، أما الهطول القوي والغزير فيؤدي إلى تشبع الأرض بالمطر بسرعة، ما يؤدي إلى كتم الماء لتلك الرائحة ومنع انتشارها.
إقرأ كذلك