أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
ما الذي يحدث في جسدك ودماغك عندما تتوقف عن التفكير العقلاني ويغريك تخفيض الأسعار على التسوق؟، هل تعرف ذلك الشعور جيدا عندما يتدفق الأدرينالين والرغبة في جسدك حتى عند مجرد التفكير في التسوق؟ يبدو أنك تحتاج إلى جرعتك المقبلة من الشراء، وعندما تقترب من ذلك،، قد لا يكون بإمكانك إيقاف نفسك.
ووفقا لبي بي سي بالنسبة للبعض منا، لا تعد الإعلانات الصاخبة التي تروج لخفض الأسعار بنسبة 50 في المئة، والتخفيضات التي يُعلن عنها ليوم واحد فقط، وكذلك التصفيات لبعض السلع، مختلفة كثيرا عن إشارات التنبيه لدى مدمني المخدرات إلى أنهم في حاجة لجرعة أخرى.
فالشعور بالفوز بالتسوق في يوم التخفيضات ليس مختلفا عن إدمان الكحول أو المخدرات أو حتى الطعام، حسب قول خبراء طبيين، حتى أولئك الذين لم تُشخص حالاتهم بما يُعرف باسم "اضطراب الشراء القهري" الحقيقي، يمكن أن يختبروا اندفاعا مماثلا. ولذلك السبب، حتى المتسوق العادي يجد تحديا حقيقيا في ممارسة ضبط النفس أمام عملية الشراء.
في الواقع، نحن نقرر في العادة شراء شيء ما في جزء من الثانية، دون كثير من التفكير العقلاني، كما تقول كونيونغ أوه، الأستاذة المشاركة في جامعة بافالو في ولاية نيويورك، والمتخصصة في مجال التسويق العصبي، وهو تخصص يتعقب سلوك المستهلك من خلال علم الأعصاب.
إقرأ أيضا: نصائح للتخلص من هوس التسوق
وتقول أوه، التي تدرس الموجات الدماغية لتتبع فترات الاندفاع الخفية في عواطفنا، إننا لا نستخدم عملية موازنة منطقية للنتائج عندما يتعلق الأمر بإغراء بطاقات تخفيضات الأسعار، وبدلا من ذلك فإن "معظم قراراتنا بشراء شيء ما نتخذها فورا" طبعا مع الأخذ بعين الإعتبار القدرة الشرائية لكل شخص على حده.
وتضيف أننا لا نستخدم عملية الموازنة المعتادة للنتائج كما نفعل في مكان العمل، لأن مثل هذه الأنواع من القرارات العاطفية غالبا ما تتخذ لاشعوريا بسبب تركيبة الدماغ البشري.
ففي اللحظة التي نقرر فيها الشراء، نشعر بالراحة، وتتدفق المشاعر الإيجابية لدينا. ولكن بعد ذلك، وعلى غرار مدمن المخدرات أو الكحول، فالمشاعر العميقة بالذنب بعد الانغماس فيه، يكون من الصعب علينا التعافي منها، وفقا لكيت يارو، المتخصصة في علم نفس المستهلك في سان فرانسيسكو، ومؤلفة كتاب "فك رموز العقل الجديد للمستهلك".
أحيانا نقول لأنفسنا: نحتاج إلى المزيد، ويجب أن نحصل على المزيد، وعلينا العودة للحصول على المزيد. إذا كان كل هذا يبدو خارجا عن السيطرة، فقد لا يكون الوضع كذلك. فالأمر الرئيسي هنا هو ضرورة فهم ما يحدث لنا عندما تشتعل لدينا الرغبة في التسوق.
إن دخولك إلى متجرك المفضل أو موقعك المفضل للتسوق على الإنترنت هو الحافز لذلك. فهذا الفعل ذاته يُخبر جسدك بأن عليه أن يبدأ في إفراز كميات أكبر من مادة الدوبامين، وهي ناقل عصبي في الدماغ يجعلك تشعر بالارتياح لمواصلة التسوق والبحث عن المتعة والمكافآت، حسب قول دارين بريدجر، المستشار في شركة نيوروستراتا، وهي شركة أبحاث في مجال التسويق ومقرها لندن.
ويضيف دارين أن التسوق "يشبه عملية البحث عن الكنز نوعا ما. فعملية البحث ذاتها محفزة للغاية".
إقرأ كذلك