أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
قد يكون إنجاب طفل هو أسمى أسباب وأهداف الزواج، صورة أسرت مخيلة كل إنسان، يرى فيها نفسه ممسكا بيد غضة، ينظر بكل حنو الى وجه ملأته البراءة، إنه ذلك الكائن المولود من لحمه ودمه، من سيحمل يوما ما ملامحه وطباعه واسمه ومعها جميعا شيخوخته بعد ضياع الشباب.
وبقدر ما تكون هذه الفطرة التي جبلت عليها كل روح مبعثا للسعادة والإشراق، بقدر ما تكون منغصا للبعض يكدر عليهم صفو عيشهم، أولئك من حرموا هذه النعمة العظيمة بسبب العقم..
يسعون بكل ما أوتوا من سعة متسلحين بالأمل للحصول على علاج يثلج القلب ويعيد للخاطر الهناء من جديد، ومع تقدم العلم والطب أصبحت إمكانية الحمل متاحة من خلال تقنية التلقيح الإصطناعي، وعلاجات العقم المتطورة. إلا أن الأمر في هولندا أنطوى على صدمة إنسانية تلقتها أسر ما يزيد عن 60 طفلا سببها جريمة ارتكبها طبيب تخطت حدود المعقول.
موقع أخبار الآن تناول القصة دون تبنيها وذلك فقط لتسليط الضوء على أبعادها الأخلاقية، وفيما يلي تفاصيلها الكاملة نقلا عن صحيفتي "اندبندنت" و"تيلغراف".
وفي التفاصيل فقد طالب 23 هولنديا مولودين بتقنيات تلقيح اصطناعي أمام القضاء بإجراء فحص للحمض النووي لمدير سابق لبنك للسائل المنوي توفي حديثا للتأكد من فرضية أن يكون هو والدهم البيولوجي.
إقرأ: أم تحتجز 4 من أبنائها لأكثر من 40 عاما.. والسلطات تتحرك لتحريرهم
ويتهم الأهل والأبناء هذا الطبيب المتخصص الذي توفي مطلع نيسان/ابريل بأنه استخدم سائله المنوي الخاص في عمليات الإخصاب بدل الحيوانات المنوية للواهبين الذين اختارهم بنك السائل المنوي.
وكان يان كاربات وهو المدير السابق لهذه العيادة القريبة من روتردام (غرب) قد أكد بنفسه أنه الوالد البيولوجي لستين طفلا ولدوا بتقنيات التخصيب الاصطناعي.
وطلب المدعون الجمعة في قضية أمام قضاء العجلة بأن يتم سحب عينة من الحمض النووي للمدير السابق لبنك السائل المنوي للتمكن من مقارنته مع حمضهم النووي.
وقال محامي عائلات تيم بويترز أمام المحكمة المدنية في روتردام "إنها مسألة هوية، هذا الأمر يساعد شخصا ما على تكوين شخصيته"، مضيفا "معرفة النسب حق أساسي للأشخاص".
وتطرق المحامي إلى قصص كل واحد من أطفال الأنبوب هؤلاء بينهم امرأة بعينين بنيتين فيما الواهب المفترض له عينان زرقاوان أو رجل أثار غياب الشبه الجسدي مع والده المفترض الشكوك.
وعلقت ليزيت دي هان وهي ممثلة قانونية عن زوجة المتوفى "لا يوجد حتى طرف دليل يؤكد أن كاربات كان هو الواهب"، متحدثة عن الحق في احترام الخصوصية.
وأشارت إلى أن هذا الطبيب "الرائد في مجال التخصيب" كتب في وصيته بعدم جواز سحب أي عينة حمض نووي منه بعد موته.
لكن تمت مصادرة مقتنيات في منزل كاربات على يد حاجب للمحكمة وعناصر الشرطة في الثاني من مايو بموجب قرار قضائي بطلب من العائلات.
وبالنسبة للمحامي بويترز، يمثل سحب حمض نووي من غرض شخصي للمتوفى كفرشاة أسنانه مثلا الخيار الأكثر رجحانا. كذلك يشكل إجراء فحص للحمض النووي على طفل شرعي أو نبش الجثة فرضية محتملة.
هذا المركز الطبي الذي أقفل سنة 2009 بسبب شوائب إدارية إثر تلقي شكاوى عدة هو موضع شكويين لمفتشية الصحة العامة.
وقام كاربات بالتلاعب بالبيانات والتحاليل الطبية والتوصيفات لواهبي السائل المنوي متخطيا الحد الأقصى المتوافق عليه والمحدد بستة أطفال لكل واهب.
وتصدر القاضية بترا دي بروين حكمها في الثاني من حزيران/يونيو المقبل.
إقرأ المزيد