أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
تكتسب جزيرة "غوام"، التابعة للولايات المتحدة والبعيدة عن أراضيها الرئيسية جغرافيا، أهمية عسكرية كبيرة رغم أن مساحتها تزيد ثلاث مرات فقط عن مساحة العاصمة واشنطن، وتخضع هذه المستعمرة الإسبانية السابقة لسيطرة الولايات المتحدة منذ عام 1898 بعد تنازل إسبانيا عنها عقب انتهاء الحرب الأميركية – الإسبانية..
لكن بعد مرور حوالي 70 عاما على وصول القوات الأمريكية إلى "غوام" الواقعة غرب المحيط الهادئ، خلال الحرب العالمية الثانية، تعاني الجزيرة الصغيرة من انتشار غير مسبوق للثعابين، وتحوي "غوام" الآن حوالي 2 مليون ثعبان بني، تغطي أشجار العديد من المناطق على طول الجزيرة (مسافة 48 كلم)، ما يمثل نحو 13 ألف ثعبان لكل ميل مربع.
موضوع ذو صلة: تعرف على جزيرة "غوام" الأمريكية التي تهدد بيونغ يانغ بضربها
ويرجع وصول الثعابين إلى الجزيرة، إلى فترة وجود القاعدة البحرية الأمريكية في "غوام"، Apra Harbor، في منتصف الأربعينيات، كما يُعتقد أنها لم تأت من أمريكا، بل من جزر المحيط الهادئ التي سافر إليها الأسطول الأمريكي، ويذكر أن الثعابين تسببت بحدوث خلل في النظام البيئي لجزيرة "غوام"، مما أدى إلى القضاء على معظم الطيور الأصلية في المنطقة.
في الواقع، اختفت 10 من أصل 12 نوعا من الطيور التي كانت متواجدة على الجزيرة، بحلول منتصف الثمانينيات، وفقا للبحث الذي نشرته Nature Communications، وأثر اختفاء مجموعة كبيرة من أنواع الطيور على حياة النباتات في غوام، بسبب الانخفاض الكبير في توزيع البذور. كما انخفض معدل نمو الأشجار الجديدة في الجزيرة، بنسبة تصل إلى 92%، بسبب ثعابين الأشجار البنية.
ووضعت وزارة الزراعة الأمريكية الآلاف من الفئران الميتة، المليئة بالباراسيتامول، كجزء من برنامج القضاء على الثعابين (تكلفته 8 ملايين دولار)، الموافق عليه عام 2013، وتبين البحوث أن الثعابين تناولت الطعم، وفقا لتقارير "ساينس أليرت". ومع ذلك، فإنه ما يزال من السابق لأوانه معرفة حجم تأثيره على انتشار الثعابين في الجزيرة.
يذكر أن الولايات المتحدة أنفقت الملايين في محاولة القضاء على الثعابين، التي لم تدمر الحياة البرية فحسب، بل تسببت بخسارة الحكومة لنحو 4.5 مليون دولار، ناجمة عن الأضرار الملحقة بالنظام الكهربائي للجيش، خلال السنوات السبع الماضية.
اقرأ أيضا: ماذا تحوي هذه الجزيرة لتعرض بهذا السعر الخيالي؟ (صور)