أخبار الآن | بيروت – لبنان (رويترز)
بعد 40 عاما على اغلاقها .. فتحت في الاونة الأخيرة المكتبة الوطنية اللبنانية ابوابها من جديد لعشاق القراءة في لبنان .
وتضررت المكتبة، التي كانت تُعرف باسم دار الكتب الوطنية الكبرى، جراء الحرب عام 1975 وتعرضت محتوياتها للضياع والنهب , حتى اضطرت لإغلاق أبوابها تماما عام 1979 .
يمضي الصحفي والباحث اللبناني جان دايي ساعات طوال في القاعة الرئيسية للمكتبة الوطنية اللبنانية، التي أُعيد افتتاحها في الآونة الأخيرة، ليستعيد ذكريات الماضي الجيدة عندما كان مُعتادا على التردد على دار الكتب القديمة بلبنان في سبعينيات القرن الماضي.
وقال جان دايي إنه زائر قديم للمكتبة الوطنية عندما كان اسمها دار الكتب.
وتضررت المكتبة، التي كانت تُعرف باسم دار الكتب الوطنية الكبرى، جراء الحرب الأهلية اللبنانية التي نشبت عام 1975 واستمرت حتى 1990 وتعرضت محتوياتها للضياع والنهب حتى اضطرت لإغلاق أبوابها تماما عام 1979 خاصة وأنها كانت على ما كان يسمى خطوط التماس بين الأطراف المتحاربة.
وفتحت المكتبة الوطنية الجديدة أبوابها لعُشاق القراءة اللبنانيين يوم الرابع من ديسمبر كانون الأول 2018 في احتفال رسمي، ومنذ ذلك الحين يتم فتحها تدرجيا أمام الجمهور.
وكان دايي، وهو في السبعينيات من عمره الآن، زائرا منتظما للمكتبة في شبابه حيث كان يتردد على مبناها القديم، في وسط بيروت، والذي تأسس عام 1921 على يد المؤرخ والأديب اللبناني فيليب دي طرازي.
ويمضي دايي حاليا ساعات في المبنى الجديد الذي يزوره مرات عديدة أسبوعيا. ويستمتع بتصفح مخطوطات الصحف القديمة التي تساعده في إكمال دراسة يجريها حول كُتّاب لبنانيين.
وأضاف جان دايي، وهو جالس بجانب الجدار الزجاجي في قاعة القراءة الرئيسية بالمكتبة، “كان عندي خوف، قد ما طولت المكتبة الوطنية، إنه ما تفتح ع أيامنا، بس لحسن الحظ انه دُشنت وبلشت يعني وضعها، يعني وضع المكتبة الوطنية حاليا جيد جداً”.
وكان الباحث دايي يلجأ لمكتبات الجامعات في أنحاء لبنان على مدى الأربعين عاما الماضية، لكنه يشعر بسعادة الآن لعودته لما سماه “نقطة التقاء للمثقفين”.
وأردف “أنا بأشوف انه المكتبات العامة الغنية والفاتحة أبوابها للناس، هي مجال مش بس للفائدة، للمتعة كمان، يعني بأقعد 3 ساعات 4 ساعات 5 ساعات بين الصحف القديمة”.
وأوضح حسن عكرا، رئيس مجلس إدارة المكتبة الوطنية أن المكتبة الجديدة تضم الآن نحو 300 ألف مخطوطة بينها كتب وصحف وحتى لوحات، يعود معظمها للقرن الحادي عشر وما بعده.
وقال عكرا “فينا نقول اليوم فعلياً نحن لأول مرة بلبنان يكون عندنا مكتبة وطنية بمفهومها القانوني. واليوم ضمينا المجموعة القديمة اللي كانت بدار الكتب الكبرى وعم نكبرها، أكان من هبات، من أشخاص، أو إنه حسب الإيداع القانوني اللي عم يتم اليوم بوزارة الثقافة، ونحن عم نحصل على نسخ، صارت مقتنياتنا حوالي 300 ألف”.
ويقع مبنى المكتبة الجديد في منطقة الصنائع في بيروت وهو من تصميم المهندس المعماري الهولندي الشهير رِم كولهاس. كما أنه مجهز لكافة الزوار بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة.
ويحتوي المبنى الجديد عددا من الابتكارات التكنولوجية مثل نظام فرز الكتب الآلي وشاشات الوسائط التفاعلية ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية التي تمكن أعضاء المكتبة من استعارة الكتب وإرجاعها بسهولة ويسر.
وسبق للمبنى، الذي عمره 110 أعوام، ان استُخدم كمدرسة وكلية للحقوق. وهو يقع في مدخل شارع الحمراء وسط جامعات عديدة بينها جامعة هايكازيان والجامعة الأمريكية في بيروت.
وترى جزائرية تقيم في بلجيكا وتزور لبنان للمرة الأولى، وتدعى ليندا دجزار، أن إعادة فتح المكتبة الوطنية اللبنانية يحمل رسالة هامة للشعب اللبناني.
وقالت دجزار أثناء زيارتها للمكتبة “حبيت المكتبة كتير، لأنها اختلاط بين القديم، الحضارة العثمانية في هذا الحال، والجديد، مودرن، ده السبب الأول، والسبب الثاني النور طبيعي في المكتبة، وهذا مهم جداً لمطالعة الكتب. والسبب الثالث أنا فرحانة إن لبنان فتح مكتبة بعد كل المشاكل اللي الشعب اللبناني عاشها في الماضي”.
ويوضح عكرا أن المكتبة تفتح أبوابها حاليا من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الواحدة والنصف بعد الظهر يوميا، وتستقبل نحو 40 زائرا في اليوم، مشيرا إلى وجود خطط لمد ساعات العمل.