أخبار الآن | بيلاروسيا – BBC
بالنسبة لأي شخص يشاهد الاحتجاجات في بيلاروسيا، هناك أغنية واحدة لا تزال تُسمع بين الحشود، وهي تسمى “Khochu Peremen”.
للأغنية هذه صدى عميق لدى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، إذ أنها تدعو للتغيير، وقد أنتجها نجم الروك الروسي فيكتور تسوي في ثمانينيات القرن الماضي مع فرقته “كينو”، وذلك قبل وقت قصير من سقوط الإتحاد السوفياتي.
وفي أغسطس/آب 1990، توفي تسوي في حادث سير، وقد سلّط فيلم يحمل عنوان “Assa” الضوء عليه، وينتهي الفيلم الذي أنتج في العام 1987 بمشاهد تبرز وصول تسوي إلى مطعم حيث كان عليه الإطلاع على القواعد الرسمية للعمل ضمن الفرقة الموسيقية، وما يحتاج إليه في سبيل ذلك. إلا أن هناك الكثير من الشروط التي لم يكن يتمتع بها، وقد بدا في المشهد صديق تسوي يقول أن نجم الروك هو فنان وشاعر.
وهنا، رفض الشابان الاستماع إلى باقي القواعد التي كانت تتلوها امرأة، ليتوجّها فوراً إلى قاعة المطعم، وهناك انضمّ تسوي إلى فرقته. وبعدها، تنتقل الكاميرا لتكشف عن الفرقة وبعدها لتبرز حشداً كبيراً من الجمهور الذي كان يغني تسوي أغنيته أمامه، إذ قال فيها: “قلوبنا تطلب التغيير.. عيوننا تطلب التغيير”.
تقول كارولين ريدلر من جامعة نوتنغام أنّ “هذه هي اللحظة التي أوصلت النجم إلى جمهور كبير وجلعته رمزاً للتغيير”.
وأصبح فيلم “Assa” رمزاً للتغييرات الثقافية السريعة التي تحدث في الإتحاد السوفياتي، مثل التغييرات التي بدأت مع سياسات ميخائيل غورباتشوف الجديدة في غلاسنوست (الانفتاح والشفافية) والبريسترويكا (إعادة الهيكلة السياسية والاقتصادية).
بعد أكثر من 30 عاماً، باتت الأغنية تغنى في شوارع مينسك. في العام 2011، غناها المتظاهرون المعارضون لفلاديمير بوتين في موسكو. وتقول ريدلر: “لقد أصبح هذه الأغنية نشيداً للمعارضة السياسية”، مشيرة إلى أن “صورة تسوي كثوري غير دقيقة”، وأضافت: “مما قاله، لم يكن تسوي ينوي أن تصبح أغنيته نشيداً سياسياً، كما أنه لم يكن يريد أن يكون شخصية ثورية”.
وتردف: “كان يحقق أقصى استعادة من جلاسنوست وبيريسترويكا. كان يظهر في التلفزيون الحكومي. استفاد مما كان يحدث.. لقد قال إنها أغنية عن التغيير الداخلي”. وتقول ريدلر: “كان فيلم Assa رسمياً، وكان يعبر عن السياسة السوفياتية الرسمية في ذلك الوقت”.
السمّ القاتل.. وسيلة للتخلص من المعارضين لبوتين
في عام 2006، اغتيل عميل جهاز الأمن الروسي السابق، ألكسندر ليتفينينكو، بتسمم قاتل بمادة البولونيوم المشعة، بعد احتسائه كوب شاي في لندن. ورفضت روسيا تسليم المشتبه به الرئيسي، أندريه لوغوفوي، الذي أصبح نائبا قوميا، وفي 2016، خلص تحقيق بريطاني إلى أن مقتل ليتفينينكو ربما كان بموافقة الرئيس الروسي.