أخبار الآن | الولايات المتحدة – businessinsider
يقفز مرضان جديدان من الحيوانات إلى البشر كل عام، في المتوسط، على مدى القرن الماضي. فالبعض خفيف، لكن البعض الآخر مدمر مثل الإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
ويقول معظم الخبراء الآن أنّ “فيروس كورونا جاء من الخفافيش”، على الرغم من أنه لا يعرف الضبط كيف جاء ومتى حدث ذلك. ومن المحتمل أن يكون الفيروس التاجي قد مر عبر نوع وسيط قبل أن يصيب البشر.
ومع هذا، يقول العلماء أنّ “إزالة الغابات على نطاق واسع وتفشي تجارة الحياة البرية العالمية، قد جعلت البشر يختلطون بالحيوانات أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية. وكلما حدثت هذه التفاعلات، كلما زاد انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ”.
ويقول رئيس تحالف ايكو هيلث إلايانس، بيتر داسزاك، في أبريل/نيسان الماضي أن “زملائه يكتشفون ما بين 1 إلى 7 ملايين شخص معرضين للفيروسات الحيوانية المنشأ في جنوب شرق آسيا كل عام”. وفي الوقت الحالي نجد أن 3 من كل 4 أمراض معدية ناشئة تأتي من الحيوانات.
إلى ذلك، قال عالم الأحياء بجامعة ديوك ستيوارت بيم لـ”businessinsider”: “سنواجه المزيد من هذه الأمراض، ولا أستطيع أن أخبرك متى، ولكن اعتقد أن الأمر سيكون في غاية السوء والفظاعة، والبعض الآخر أقل فظاعة، ما يمكننا قوله بوضوح هو أن هذه الاتجاهات مستمرة.”
وخلال شهر يوليو/تموز، صرّح بيم والعديد من الباحثين الآخرين في ورقة بحثية أن “قادة العالم يمكنهم أن يمنعوا العديد من الأضرار الصحية غير المباشرة التي يسببها الحيوان، وذلك من خلال إنفاق حوالي 20 مليار دولار سنوياً على جهود الوقاية”. وللمقارنة، فإن التكلفة المقدرة لمكافحة فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم هي 5 تريليون دولار هذا العام، وهو رقم لا يضع الخسائر في الأرواح البشرية في الحسبان.
وقال الباحثون أنّ “هذه الأموال يجب إنفاقها بـ3 طرق رئيسية: منع إزالة الغابات، وفرض أساليب للاتجار الآمن في الحياة البرية، ودراسة الأمراض المعدية الناشئة التي تأتي من الحيوانات.
ويساهم قطع الغابات الاستوائية في انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ لعدة أسباب. فعلى سبيل المثال، يزدهر البعوض الحامل للأمراض في المناطق الاستوائية التي تحتوي على عدد أقل من الأشجار والمزيد من برك الماء. وإلى جانب ذلك، فإن قطع الأشجار وانتقال الناس للسكن في مناطق غابات سابقة يضعهم في اتصال وثيق مع الحيوانات البرية. ومن المرجح أن الخفافيش تلجأ للبحث عن غذائها بالقرب من المستوطنات البشرية، عندما تتعرض بيئاتها الطبيعية للتخريب.
ولفت بيم إلى أنّ “برامج التمويل التي ترصد إزالة الغابات في المناطق الاستوائية وتطبيق القوانين التي تعاقب قطع الأشجار غير القانوني، يمكن أن تقلل من تدمير الغابات بنسبة 40% في المناطق التي يرجح أن تنتشر فيها الفيروسات. هذا التغيير، بدوره، يمكن أن يقلل من عدد الأمراض الجديدة التي ستصيب البشر.
وعملت مثل هذه البرامج على الحد من إزالة الغابات من قبل. ففي البرازيل، أدت حوافز الحفاظ على الغابات وإجراءات تطبيق قيود قطع الأشجار إلى الحد من إزالة الغابات بشكل كبير بين عامي 2005 و 2012. ومع ذلك، فإن معدلات إزالة الغابات هناك ارتفعت من جديد. ففي العام 2019، اختفى ما يقرب من 3800 ميل مربع من الغابات، وهي مساحة تزيد عن ضعف مساحة كاليفورنيا.
ولم يُعرف بعد على وجه التحديد أين أو متى نشأ فيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية. لكن الخبراء على يقين تام بأنّ تجارة الحياة البريّة العالميّة، وهي صناعة تزيد قيمتها على 300 مليار دولار، قد ساهمت في تفشي الأمراض المتعددة. وعلى سبيل المثال، كان تفشي فيروس جدري القرود الذي أصاب 47 شخصاً في العام 2003، مرتبطاً بكلاب البراري الأليفة التي تم إحضارها إلى الولايات المتحدة من غانا.
ويقول بيم وزملاؤه إن مثل هذه الأمراض يمكن منعها من خلال شبكات التمويل، التي تساعد وكالات إنفاذ القانون من مختلف البلدان على تنسيق استجاباتها للسوق السوداء الخاصة بالحياة البريّة. ويمكن أن يؤدي سن قوانين أكثر صرامة إلى جعل التجارة القانونية للحياة البرية أكثر أماناً أيضاً.