على مدى سنوات طويلة، ظل العاملون بصناعة الفخار في قرية النزلة المصرية يستخدمون الطمي الذي يحمله النيل في صنع منتجاتهم يدوياً، بوسائل وآليات يقولون إنهم ورثوها من مصر القديمة.
لكنهم يضيفون أن الأمواج عاتية على سفينتهم وأنهم أصبحوا يجدون صعوبة في إبقاء حرفتهم على قيد الحياة تحت ضغوط التضخم والتلوث والحداثة.
يمزج العاملون بأيديهم الطين والقش (التبن) والرماد في الهواء الطلق قبل الدفع بالأواني في أفران ضخمة تستمد حرارتها من حرق الأخشاب والإطارات؛ ويخرج المنتج النهائي في شكل أوان وجرار بلون بني فاتح.
قال حسني أحمد الذي يبلغ من العمر 38 عاما ويعمل في هذه الحرفة منذ ربع قرن إن الحرفة قديمة قدم القرية نفسها ويوضح مضيفا “عمر الحرفة دي من عمر القرية نفسها أنا سابع جيل أعمل فيها.. القرية، حسب ما أسمع من اللي بيزوروها يبلغ عمرها حوالي 300 سنة أو أكثر”.
النزلة تقع جنوب القاهرة قرب قناة يغذيها نهر النيل
وتقع النزلة على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي القاهرة على قناة (ترعة) يغذيها النيل.
وبالإضافة للانخفاض الموسمي في الإنتاج بسبب احتجاب الشمس جزئيا وزيادة الأمطار في الشتاء، يقول سكان القرية إنهم يعانون من ارتفاع أسعار المواد الخام وانخفاض جودة الطمي.
وقال علاء أحمد (31 عاما) وهو شقيق حسني “النيل مبيجبش طمي زي الأول… وإذا جاء لا يكون نظيفا”.
ويضيف السكان أن السلطات عرضت عليهم تطوير الحرفة، باستخدام أفران غاز أقل تلويثا للبيئة، وإنتاج أنواع مختلفة من الأواني لتلبية احتياجات محبي الفخار والسياح الذين يزورون القرية.
ويطالب حسني باعتبار القرية محمية طبيعية قائلا لو أن السلطات تريد التحديث فإن عليها أن تعامل القرية كمنطقة محمية طبيعية.