في خطوة غيرت قواعد قطاع سياحة الغواصات، سلمت شركة الهندسة البحرية “Triton Submarines” التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها، أول غواصة ذات هيكل أكريليك تتسع لـ6 أفراد يمكنها الغوص إلى عمق يبلغ 1000 متر.
وتتميز الغواصة “Triton 3300/6″، التي وصفت بأنها “صالون تحت سطح البحر”، بأكبر مقصورة ركاب كروية شفافة في العالم، إذ يبلغ قطرها 2.5 متر، مما يمنح فرصة مشاهدة مغمورة تحت الماء لمن هم على متنها.
وتبلغ قيمة الغواصة 5.5 مليون دولار، وتتناسب مساحتها الداخلية مع مقصورة طائرة “سيسنا سيتيشن” من طراز “CJ2” تتسع لـ6 ركاب”، ويبدو أن هيكلها الخارجي، المزين بلون “تيفاني” الأزرق، الذي طلبه مالكها بشكل خاص، “يختفي” بمجرد أن يصبح تحت الماء.
وتبلغ السرعة القصوى للغواصة المكيفة 3 عُقدات بحرية، وتوفر فرصة القيام برحلات تحت سطح البحر تدوم مدتها لأكثر من 10 ساعات، بحسب ما ذكرت شبكة “CNN” الأمريكية.
وبينما استغرق إكمال الغواصة مدة عامين، يقول باتريك لاهي، رئيس شركة “Triton Submarines”، إن الأمر استغرق عقداً للوصول إلى نقطة كان من الممكن فيها بناء هيكل كروي بهذا الحجم.
ويعتبر لاهي أن هذا الأمر بمثابة تطور مثير للغاية، ويقول: “أثبتنا الآن قدرتنا على إنتاج مركبات غوص تحمل 6 أفراد إلى عمق 1000 متر”.
ويؤكد لاهي أن الشركة تعمل على إنشاء مركبة تقل 3 أشخاص إلى عمق 7500 قدم، مشيراً إلى أنها تواصل العمل على مركبة تغوص حتى عمق 4000 متر وتحمل شخصين في مسافة أكثر سمكاً.
https://twitter.com/cnnphilippines/status/1339173122642046976
الطلب على الغواصات يرتفع بشكل كبير
وعلى مرّ السنوات، ارتفع الطلب على الغواصات بشكل كبير، مع تزايد عدد مالكي اليخوت العملاقة الذين يبحثون عن السفن كوسيلة للترفيه مع العائلة والأصدقاء أثناء وجودهم في البحر.
وعلى الرغم من أن الأفلام الوثائقية عن الطبيعة قد ساعدت بلا شك، إلا أن لاهي ينسب الفضل إلى الرواد الأوائل لسياحة الغواصات، مثل رجل الأعمال الأمريكي فيكتور فيسكوفو، الذي كلف غواصة “Triton 36000/2” برحلة غوص إلى أعمق أجزاء من محيطات العالم الـ5، لإثبات قدراتها.
ومن الواضح أن تطوير الغواصات التي تعمل بالبطاريات جعل من الممكن لعشاق الغوص تحت الماء تجربة المحيط بطريقة جديدة كلياً. ويقول لاهي: “في الغواصة، أنت في الواقع محمي من قوى المحيط من خلال وجودك داخل هيكل مقاوم للضغط”.
ومع هذا، يشير لاهي إلى أن “تجربة الغوص تتطلب مستوى معيناً من القدرة البدنية، أما الغوص على متن هذه غواصة فيشبه الجلوس في غرفة المعيشة”.
وفي أبريل/نيسان الماضي، سلمت شركة “Triton” غواصة “Triton DeepView 24” ذات 24 مقعداً إلى منتجع “Vinpearl” الفيتنامي، الذي يخطط لتقديم رحلات حول جزيرة هون تري في مدينة نها ترانج، مما يشير إلى أن قطاع السياحة البحرية التجارية يمكن أن تكون في طور الازدهار.
ويستثمر عدد من شركات السفن السياحية أيضاً في الغواصات، وتمتلك خطوط “جنتنج كروز” في آسيا ما لا يقل عن 4 سفن مجهزة بغواصات مقدمة من شركة “U-Boat Worx” الهولندية.
وفي حين أن هذه علامة مشجعة، يبدو من غير المرجح أن يتمكن من ليسوا من أصحاب المليارات من المشاركة في التجربة في أي وقت قريب بسبب “العملية الشاقة والمستهلكة للوقت والمكلفة للغاية” التي ينطوي عليها بناء سفينة معتمدة بالكامل.
ويقول لاهي أنها “عملية تستغرق الكثير من الوقت وتتطلب الكثير من العمل والنفقات”، مشيراً إلى أنهم ملتزمون بتقديم الغواصات المعتمدة بالكامل.
والجدير بالذكر أن جميع غواصات “Triton” مصنوعة باستخدام هيكل أكريليك عالي الجودة “مثالي بصرياً” لتحقيق أوضح المناظر، ويتم تسليم معظمها في غضون عام ، لكن النموذج الجديد تماماً الذي يتطلب التطوير قد يستغرق نحو 24 شهراً. وحالياً، فإن الشركة تعمل على طلبات لغواصات تتسع لـ7 و9 مقاعد.
ويبتكر المصممون والمهندسون البحريون الآن مفاهيم تركز على توفير تجارب جديدة ومثيرة للعملاء، بعد أن أصبحت الغواصات من الملحقات المرغوبة للغاية، حسبما ذكره لاهي.
ويقول لاهي أنه “في الماضي، كان الأمر يتعلق أكثر بمدى غرابة وفخامة اليخوت”، موضحاً أن “هناك اهتماما بالسفن ذات المستوى الأعلى من المنفعة والتركيز بشكل أفضل على مدى قدرتها والتجارب التي يمكن استخدامها من أجلها”.
وأدت قدرات الغواصات مثل” Triton 3300/6″ إلى العديد من الاكتشافات في الحياة البحرية، مثل تحديد أنواع الكائنات البحرية الجديدة. وفي الوقت ذاته، فإن العملاء الذين في الأصل لأغراض ترفيهية يستخدمونها الآن لإكمال البحث البحري، وهو تطور يقول لاهي إنه لم يتوقعه أبداً.
ويضيف لاهي: “عندما تخوض تجربة الغوص في أحد الغواصات، فإن ذلك يغير نظرتك إلى المحيط إلى الأبد”.
لقطات مذهلة تحرير قرش حوتي في الإمارات
أعلنت أبو ظبي أنّها تمكنت من تحرير سمكة قرش حوتي، يبلغ طولها 6 أمتار، كانت علقت الشهر الماضي في مجرى مائي في العاصمة الإماراتية. وتعاونت هيئة البيئة في أبو ظبي و”الأكواريوم الوطني” في عملية تحرير القرش، الذي كان عالقًا في البحيرة ويسبح في دوائر.