أحمد عبد العال هو أحد الحطابين القلائل المتبقين في غزة يقول إن “قطع الخشب مهنة قديمة بالنسبة لنا، ورغم التطور والحداثة إلا أنها لا تزال قائمة”، لكنه يكافح من أجل كسب لقمة العيش من وظيفة تقليدية متناقصة.
فرص العمل نادرة في هذا الجيب الفلسطيني، وكذلك المساحات الخضراء.
ويأتي النمو السريع للسكان على حساب الأراضي الصالحة للزراعة.
وتحتفظ إسرائيل بمنطقة عازلة بعرض 300 متر على طول حدودها مع غزة وفي ذروة انتفاضة عام 2000، جرفت جرافاتها العسكرية مساحات شاسعة من بساتين الحمضيات في المناطق الحدودية.
يتم وضع السكان على جدول كهرباء دوري مدته ثماني ساعات، يليه انقطاع التيار الكهربائي لمدة ثماني ساعات.
هنا يجد حطابون الفرصة
يزداد الطلب على الخشب في الشتاء حيث يبحث الناس عن الحرارة وسط مصدر طاقة غير موثوق به.
أحد العملاء المفضلين لدى عبد العال هو مطابخ صغيرة تطبخ الطعام في أفران محفورة في الأرض.
في هذه الحفر، يتم حرق الخشب إلى الفحم قبل رمي الدجاج وأكتاف الضأن والسيقان وتركها للطهي لساعات.
تزداد شعبية هذه التقنية وسط حالة عدم اليقين المحيطة بالكهرباء.
يقول أحد العاملين في المطعم: “نستخدم الخشب الطبيعي، ويحبّه الناس لأنه يجعل الطعام لذيذًا ومميزًا”.
كما تذهب أخشاب الزيتون والحمضيات إلى موقع حرق في شرق مدينة غزة لتحويلها إلى فحم.
يقول أبو أشرف الحطاب، الذي كان يعمل في حرق الفحم منذ عقود، إن النشاط التجاري قد تراجع في السنوات الأخيرة بسبب تقلص الإمدادات المحلية من الخشب، وتحول الناس إلى استيراد الفحم لأنه أرخص.