صوم الدوبامين حل محتمل للعلاج من الادمان الالكتروني
هل أصبحت الأشياء البسيطة التي كانت تسعدكم في الماضي روتينية ومملة وباتت محفزات السعادة لديكم متعلقة بمنبهات جديدة كوسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو.
نحن على أبواب شهر رمضان المعظم وبالطبع يستعد المسلمون حول العالم للصيام لتطهير القلوب والأبدان
ولكن الصوم الذي سنتحدث عنه اليوم صار مهما ومصيريا ومن الممكن أن يحدث تغييرا جذريا في عاداتك وصحتك النفسية والاجتماعية.
جميعنا صار يعاني من الروتين وخاصة من فقدان المحفزات التي تجعلنا سعداء، أشياء بسيطة كانت تحرك فينا هرمون السعادة سابقا ولكن اليوم فقدت وصارت مملة وروتينية.
وادي السيليكون او Silicon Valley الذي لطالما كان مصدرا لكل أشكال التكنولوجيا التي نعيش بها اليوم وصرنا شبه مدمنين عليها، يأتينا بمصطلح وبأسلوب حياة جديد انتشر بقوة في أرجائه والأهم أنه يعكس كليا ما بني عليه هذا القطب التكنولوجي.
صوم الدوبامين أو الامتناع المؤقت عن المحفزات اليومية مثل وسائل التواصل الاجتماعي وتنبيهات الهاتف الذكي وألعاب الفيديو
هذا الصوم المؤقت عن كل هذه المحفزات سيعيد ضبط نظام المكافأة في الدماغ الذي يلعب فيه الدوبامين دورا رئيسيا.
طبعا الدوبامين هو مادةٌ كيميائيّة تنتقل بين الخلايا العصبيّة، أو ما يُسمّى بالنواقل العصبيّة وهو مسؤول عن نظام التحفيز والمكافأة في الدماغ.
هذا الصيام ليس تغييرا في كيمياء الدماغ أو خفض أو زيادة نسبة فكرة الدوبامين لا، ولكن يرتكز على التحرر ولو نسبيا من المحفزات اليومية الغير صحية، إذ يتحكّم الدوبامين في تكوين الذكريات المُتعلقة بجميع رغبات الإنسان التي توصله إلى الشعور بالمتعة.
ما يعني أن أدمغتنا برمجت منذ سنوات على محفزات جديدة للسعادة كإضافة جديدة على فيسبوك من فتاة جميلة مثلا، أو اشعار بخصم من محل حلويات أو متجر الكتروني.
يعني ببساطة أكثر، هذا الصيام سيتيح لنا العودة قليلا للوراء عندما كانت السعادة تتمثل في نزهة على شاطئ البحر أو اللعب مع أطفالك أو حتى مباراة كرة قدم مع أصدقائك بدل ألعاب الفيديو أو اللايكات على انستغرام وفيسبوك اليوم،
وبعبارة أخرى هذا الصوم هو علاج محتمل للإدمان الالكتروني.
كم مدة صوم الدوبامين؟
عالم النفس والأستاذ في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الدكتور كاميرون سيباه هو أحد رواد هذه الفكرة والذي ساعد في انتشارها بقوة.
الدكتور كاميرون يقول” لكي نقرر ما يجب أن نصوم عنه، فقط فكر مليا هل أن أمرا ما تقوم به ممتع لك أو يثير إشكاليات لديك، وبالتالي فقد تحتاج إلى استراحة منه”
ويوصي الدكتور بصيام يومي مدته من ساعة الى 4 ساعات أو تخصيص يوم كامل بدون هواتف وتكنولوجيا والخروج فيه من المنزل للاستمتاع بالحياة.
ولكن الدكتور كاميرون يحذر في المقابل من صيام الدوبامين المفرط الذي ينتهجه البعض من خلال الصيام أيام كاملة.