الصين تروج لأفلام احتفالاً بتأسيس الحزب الشيوعي
أمرت بكين دور السينما الصينية باستخدام شباك التذاكر هذا العام، لنشر الدعاية الاحتفالية بتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين من عشاق السينما في البلاد، باعتبار أن ذلك يؤدي إلى عدم تمكنهم من مشاهدة بعض أفلام هوليوود التي يطالبون بها.
وثار رواد السينما الصّينيون، الشهر الماضي، بعد أن توقفت مواقع بيع التذاكر الرئيسية في جميع أنحاء البلاد عن الترويج لعروض إعادة إصدار جديدة لأفلام “سيد الخواتم” الثلاثة، بحسب شبكة “CNN“.
كذلك، كان من المقرر إطلاق أفلام أخرى في دور السينما الصّينية، إلا أن ذلك توقف، إذ بدأ الترويج لأفلام احتفالاً بتأسيس الحزب الشيوعي.
وفي الواقع، اختفت الملصقات الترويجية ومعلومات التذاكر الخاصة بـ”سيد الخواتم” من تطبيقات التذاكر الرئيسية. وفي الوقت نفسه، غمرت الأفلام التي مضى عليها عقود والتي روجت للحزب، جداول المسارح.
وتعليقاً على ما حصل، علّق أحد الأشخاص على موقع التواصل الاجتماعي الصّيني “Zhihi” قائلاً: “نريد فقط مشاهدة أفلام الفشار.. لا تزعجنا بالعلاقات الأمريكية الصّينية هنا.. من فضلك”.
من جهته، قال مستخدم آخر على موقع “ويبو” الصّيني: “نحن لسنا غير وطنيين.. نريد فقط مشاهدة الأفلام الجيدة”.
وبعد ذلك، وبشكل مفاجئ، عادت أفلام “سيد الخواتم” لتبرز من جديد. وفي بيان لها عبر “ويبو”، أشارت شركة “ورانر بروس” إلى أنّ الأفلام الجديدة ستعرض في دور السينما الصينية.
وتسعى بكين باستمرار إلى غرس الولاء الحزبي بين الشباب وتعزيز صناعتها الخاصة بالأفلام. ووسط ذلك، فإن الصين استفادت بشكل كبير من الأفلام الأجنبية.
وعلى مدى عقود، اعتمدت بكين على عدد من أفلام هوليوود الكبيرة لتعزيز شباك التذاكر كل عام. وفي العام 1994، استوردت الصين أول فيلم غربي وهو “الهارب”، حيث جرى عرضه في دور السينما.
وفي ذلك الوقت، كانت صناعة السينما في أزمة، وقد تراجعت مبيعات التذاكر بأكثر من 40% من عام 1990 إلى عام 1993، إذ تجنب الجمهور الصيني الإنتاج المحلي.
إلا أن ذلك تغير مع تسريع البلاد لانفتاح اقتصادها، وإلى جانب التجارة الخارجية والاستثمار، بدأت الصين في الترحيب بالثقافة الأجنبية أيضاً. وفي ظل هذا الأمر، سمحت السلطات بعرض عشرات من الأفلام الأجنبية في البلاد كل عام، ويأتي معظمها من الولايات المتحدة.
وتعدّ تلك الأفلام المستوردة مساهماً كبيراً في النمو الهائل لشباك التذاكر الصيني، كما شكلت الأفلام الأجنبية أكثر من 40% من الإيرادات السنوية في المتوسط على مدى العقدين الماضيين.
شاهد أيضاً: في أغنية جديدة .. BTS تذوب الزبدة