المسموطة العراقية التي يعتقد أنها ترجع إلى العهود الأولى من حضارة ما بين النهرين القديمة في منطقة الأهوار في جنوب العراق، حيث يتم تجفيف السمك المملح لمدة عشرة أيام قبل طهيه كحساء.
المكونات مهمة في هذه الوصفة التي تصنع بأنواع مختلفة من الأسماك. وملح البحر الخشن مكون أساسي حسب قول سعيد فاضل الخبير في عمل المسموطة وهو يتفقد الأسماك المعلقة لتجف في خلفية منصة البيع الخاصة به في أحد أسواق مدينة البصرة العراقية.
A man prepares traditional Basra dried fish, ‘Masmouta’, to be sold at a market in Basra, Iraq, May 12, 2021. Picture taken May 12, 2021. REUTERS/Essam al-Sudani
ويقول حمزة البالغ اربعين عاما وهو بائع آخر لهذه الأكلة العراقية في البصرة “والله صار لها مئات السنين من أيام الأهوار يعني من زمن أجداد أجدادي متعودين عليها يعني أكله قديمة مو جديدة”.
من المرجح أن تكون وصفة المسموطة تغيرت على مر القرون وحسب المناطق، إذ تعد هذه الأيام باستخدام أنواع معينة من البهار ومنها الكاري الذي جلبه تجار هنود أقاموا سوقا للبهارات في البصرة بعد الحرب العالمية الأولى.
وعادة ما تؤكل المسموطة في أول أيام عيد الفطر ويقول فاضل “المسموطة عادة الناس ترغبها بداية العيد. ليش يرغبوها بداية العيد؟ يصير عندهم مثل ما تقول نقص بالأملاح فهذا يعوض الأملاح كلها مال شهر كامل يأكلوها بمصباحية العيد”.
وتابع “نغسلها وبعدين نملحها من نملحها بملح نشبجها وياه كاري هذا كاري خاص بيها وملح البحر هو الي يخليها كامله ويبقي لحمتها على حطتها”.
ويقول عبد الله وهو يعد السمك “هاي من البارحة نطبخ بيها الحد الصباح، أول ما نشتريلها البهارات والنومي بصره والفلفل الأخضر والفلفل الحار والها بهارات خاصة فنرتب الأمور كلها والبصل… هاي كل أول يوم العيد من شهر رمضان المبارك، الفطر المبارك، احنه نجيب هاي المسموطة ويجمعون عندنا والحمد لله والشكر”.
ولا تؤكل هذه الأكلة الشهيرة في المنازل فحسب بل يعد اجتماع الناس حول حساء المسموطة مناسبة اجتماعية وطقسا من طقوس عيد الفطر.
وقال الحاج صادق وهو يتذوق أول ملعقة من الحساء وهو جالس إلى الطاولة على الأرض في بيت عبد الله الذي يستضيفهم كل عام في صباح اليوم الأول لعيد الفطر على إفطار المسموطة “احنه متعودين كل سنه يم بيت أبو علي، نخلص من الجامع ونجي، كانت الأعداد أكثر بأضعاف المرات بس بسبب جائحة كورونا، وهاي مو بس أبو علي هسه أكثر من 50 أو 60 بيت بالزبير مسوينها ومجمعة وكلها تعزمك بس متعودين يم أبو علي”.