فيديو لترحيل مهاجر تونسي من غينيا
بعد أيام على عودة حوالى خمسين غينيّاً إلى بلدهم هرباً من الاعتداءات ضدّ المهاجرين الأفارقة في تونس، التي تصاعدت منذ التصريحات المثيرة للجدل للرئيس قيس سعيّد، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه لترحيل مواطن تونسي من غينيا ردّاً على الإجراءات التونسيّة.
يُظهر الفيديو شرطيين من ذوي البشرة السوداء وهما يقتادان شخصاً ذا بشرة بيضاء إلى ما يبدو أنها سيارة شرطة.
وعلّق الناشرون بالقول “هذا ما جناه الخطاب العنصري غير المسؤول” للرئيس التونسيّ.
وأضاف الناشرون “ترحيل فوري لكلّ تونسيّ بغينيا”.
لكن الادّعاء خطأ والفيديو مصوّر العام الماضي وليس حديثاً، وهو يُظهر في الحقيقة لحظة القبض على تاجر مخدرات إسباني في ساحل العاج.
وجاء تداول هذا الفيديو بعدما استقبل رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا، العقيد مامادي دومبويا الأربعاء الماضي على أرض المطار في كوناكري حوالي خمسين من مواطنيه لدى عودتهم على متن طائرة استأجرتها الحكومة لإجلائهم من تونس حيث تصاعدت الهجمات ضدّ المهاجرين الأفارقة منذ تصريحات قيس سعيدّ التي أثارت جدلاً ووصفتها منظّمات ونشطاء بأنها عنصريّة.
ما حقيقة الفيديو؟
لكن الفيديو قديم ولا شأن له بالأحداث الأخيرة في تونس.
فبالتدقيق في تفاصيل الفيديو تظهر عبارة DPSD على سترة أحد أفراد الشرطة، والتي يُرشد التفتيش عنها على محركات البحث – إضافة إلى كلمات مفتاحية مثل “Police afrique” – إلى تقرير إخباري يتضمن صورة من الفيديو منشوراً بتاريخ 27 نيسان/أبريل من سنة 2022.
وجاء في التفاصيل أن الصورة تُظهر لحظة القبض على تاجر مخدرات إسباني على يد شرطة المخدرات المعروفة اختصاراُ بـ DPSD في مدينة سان بيدرو بساحل العاج.
على ضوء ذلك، يرشد البحث بكلمات مفتاحية باللغة الفرنسية مثل “سان بيدرو/مخدرات/ DPSD” إلى نفس الفيديو المتداول منشوراً على قناة يوتيوب لموقع محليّ العام الماضي مشيراً كذلك إلى أن الأمر يتعلق بتوقيف تاجر مخدرات في ساحل العاج.