ما هي فوائد الروتين الصباحي اليومي؟
يهبّ الكثيرون من أسرّتهم بنشاط وحيوية في الصباح دون أي معاناة وينطلقون في نشاطاتهم اليومية وصراعات الحياة فور غسل وجوههم، لكن في المقابل يعاني الكثيرون في الصباح الباكر وتبدأ التحديات بالنسبة لهم قبل أن يستيقظوا وأولها وأصعبها هو الاستيقاظ والنهوض من الفراش وتحضير أنفسهم للخروج من المنزل.
لكن ليس هناك حاجة للصباح لأن يكون أمراً مؤلماً أو عصيباً حيث قد يكون الحل هو روتين صباحي مدروس وشخصي ليصبح الصباح وقتاً مثالياً للتحضير لباقي اليوم بأفضل شكل.
ما هو الروتين الصباحي؟
منذ اللحظة التي تفتح بها عينيك في الصباح تتسارع المئات من المهمات والأمور التي تحتاج إلى إنجاحها خلال اليوم مما قد يجعل الإحباط الشعور الأول والدائم يومياً.
الروتين الصباحي باختصار هو أداء مجموعة من الخطوات والمهمات الرئيسية البسيطة كل يوم وبنفس الترتيب إلى أن تصبح عادةً جسدية وعقلية تكفل انطلاقة سلسة للنهار.
فوائد الروتين الصباحي التي يؤكدها العلم:
الروتين الصباحي يجهّزك لبقية اليوم
إن الوقت الذي تقضيه في الصباح والطريقة التي تقضيه بها تؤثر ببقية يومك. فإذا بدأت نهارك بكسل أو على عجالة، توقع أن بقية يومك سيكون لها نفس الطابع، إلا أن الروتين الصباحي يضعك على المسار الصحيح منذ اللحظة التي تفتح بها عينيك من حيث المهمات التي تنجزها كما يضع ذهنك في الإطار المطلوب لبقية اليوم.
الروتين اليومي لزيادة الإنتاجية اليومية
بإمكانك أن تبدأ يومك بشكل صحيح عبر الروتين الصباحي لإنك باتباعه تستثمر كل لحظة من وقتك بشيء قيّم ومنتج منذ لحظة استيقاظك.
كما يمكنك الحفاظ على عقلية التنظيم التي يعطيك إياها الروتين طوال اليوم لتفادي إضاعة الوقت. وستجد أنك قادر على التركيز وإنهاء المهمات الموكلة إليك أو التي تضعها لنفسك دون أن تتعرض لحالة عدم التنظيم التي يمكن أن تجعلك تبدأ بعدة مهمات ولا تتمكن من إنهائها جميعاً. وفي نهاية يوم العمل الذي يبدأ بروتين صباحي صحيح، ستكون متأكداً أنك أنجزت كل ما يمكنك إنجازه خلال اليوم مما يعطيك إحساساً بالراحة والرضا.
الروتين الصباحي يشعرك أن الأمور تحت السيطرة
عندما ترتبط بالعديد من الالتزامات، قد ينتابك شعور أنك تقفز من مهمة إلى التالية، وهكذا يبدأ الإحساس بأن يومك ومهماتك تتحكم بك عوضاً عن العكس. قد يكون حيّز الروتين الصباحي ضيقاً بعض الشيء ولا يستحوذ على وقت كبير من يومك، ولكنه خطوة ضخمة نحو التحكم بيومك والسيطرة على جوانبه كلها.
الروتين الصباحي لتقليل التوتر
عادة ما يشعر الشخص بالتوتر عندما يراوده إحساس أنه لا يمتلك وقتاً كافياً لإكمال مسؤولياته كلها أو عند القلق بشأن الخطوة التالية له. أما عند اتباع روتين صباحي، سيكون لديك معرفة تامة بالخطوة التالية لما تفعله في هذه اللحظة. ويمكنك إتمام روتينك الصباحي كاملاً دون التفكير بالأمر، بالإضافة إلى ذلك سيكون لديك إدراك تام للوقت المتاح لديك لإنهاء كل خطواتك ومهامك دون الاستعجال أو الارتباك.
عندما تتمكن من تفادي القلق والتوتر، ستتمكن كنتيجة لذلك من تحسين صحتك النفسية والجسدية. على سبيل المثال، قد يساعدك الروتين الصباحي الفعال على تقليل احتمال الإصابة بالاكتئاب أو التوتر المزمن وأمراض أخرى مثل ارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب والأوعية والسكري.
الروتين الصباحي يساعد على اكتساب العادات الصحية
قد يكون أمراً مغرياً أن تضغط على زر الغفوة أو أن تبقى في الفراش تتصفح الإنترنت على هاتفك عوضاً عن النهوض مباشرة، إلا أن هذا النوع من العادات يضيع وقتك فقط. عندما يكون لديك روتين يومي ثابت في الصباح، يصبح من السهل تفادي العادات السيئة كافةً واكتساب عادات صحية سليمة. على سبيل المثال يمكنك الروتين الصباحي من تناول إفطارٍ صحي وممارسة الرياضة أو التأمل خلال فترة الصباح كجزء منه قبل التوجه إلى العمل.
إن هذا النوع من العادات الصحية ينتقل معك وتعتاد عليه إلى مراحل حياتك اللاحقة كاملةً ويمكن أن أن تجد أنك بدأت بالفعل بتناول الطعام بشكل صحي أكثر أو أصبحت ممارسة الرياضة جزءاً مهماً من حياتك اليومية أو بدأت بتقليل الوقت الذي تضيعه أمام الشاشات الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي.
تحسين مستويات الطاقة
يعود سبب كره الكثيرين لفترة الصباح وللاستيقاظ باكراً إلى انخفاض مستويات الطاقة في بداية اليوم المبكرة. أحد الجوانب الإيجابية للروتين الصباحي تتلخص بأن له القدرة على زيادة الطاقة في الجسم، وخصوصاً عندما لا تعطي لنفسك الفرصة لأن تتكاسل وإنما فقط لإيلاء وقتك الثمين لجدول مهماتك الصباحي.
إذا كنت تطمح لرفع طاقتك في الصباح، فعليك تضمين تمرين رياضي عالي الشدة أو التأمل أو حمام بارد في روتينك الصباحي اليومي.
الروتين اليومي له دور في تحسين العلاقات الاجتماعية
هناك عدة عوامل يساهم الروتين الصباحي عبرها بتحسين العلاقات الاجتماعية للشخص وأهمها دون منازع هو قدرة الروتين الصباحي على تخفيض مستوى التوتر والقلق. من الشائع أن ينعكس القلق الذي يشعر به الشخص على علاقته بالمقربين من أفراد العائلة والأصدقاء وعلى شريك الحياة بالدرجة الأولى إلى درجة أنه من الممكن أن يقوم هذا الشخص بالانفجار بوجه المقربين إليه رغم أنهم ليس لهم أي علاقة بالأمر الذي يسبب الإحباط أو التوتر له. وهكذا عندما يساعك الروتين الصباحي على تقليل التوتر، فهو تلقائياً يساعدك في تحسين علاقاتك الشخصية.
الروتين الصباحي الناجح يعني أنك منخرط في حياة أفراد أسرتك أكثر وهو أمر مهم جداً لتحسين علاقتك بهم. عندما تعمل على تنظيم وقتك ومهامك وواجباتك وتنجح بإنجازها بوقت قياسي، يصبح بمقدورك إمضاء وقت أطول مع عائلتك.
إن اكتساب روتين صباحي مريح ومنظم أمر مهم للغاية في تحسين علاقاتك الاجتماعية مع الأشخاص المحيطين بك والذين يعيشون معك وذلك لأن أفراد الأسرة أو شركاء السكن أو الحياة عندما يعرفون روتينك الصباحي، يتمكنون من ترتيب خطواتهم الصباحية الخاصة بهم بشكل لا يتعارض مع برنامجك. على سبيل المثال لن يكون هناك خلافات حول من يستخدم الحمام أولاً أو الاضطرار لتواجد شخصين أو ثلاثة في مساحة ضيقة كالمطبخ.
الروتين الصباحي لتقليل حالات النسيان
عندما يكون لك روتين صباحي ثابت فمن المرجح أنك لن تنسى شيئاً لأنك اعتدت تنفيذ المهمات اليومية ذاتها دون تفكير، وتصبح فرص أن تصل إلى العمل وتدرك بعد ذلك أنك نسيت شيئاً مهماً للغاية في المنزل ضئيلة جداً. ومع الوقت يصبح نسيان الأمور الهامشية على روتينك الصباحي صعباً أيضاً مثل التأكد من إغلاق باب المنزل أو إطفاء الموقد.
الروتين الصباحي يساعد على اكتساب ثقة بالنفس
عندما تكون هادئاً وتمسك بزمام أمورك، تكتسب شعوراً تلقائياً بالثقة. بالإضافة إلى ذلك، تصبح قادراً على إنجاز أمور كثيرة أكثر من العادة عندما تكتسب قدرة على التحكم بالوقت.
الروتين الصباحي يعلمك السلاسة والمرونة
إن الروتين الصباحي اليومي ليس إلا بداية جدولك لليوم، ومن الطبيعي أن الأمور لا تجري دائماً كما تتوقع أو تأمل مما يعني أنك ستضطر للتكيف معها. من الرائع أن تتمكن من اتباع روتينك الصباحي بشكل يومي ودائم، ولكن المهم أن تكون قادراً على استيعاب الأمور التي تطرأ بشكل فجائي.