دليلك الشامل لأنظف مدن العالم
يسافر الناس في أنحاء العالم ويعودون محملين بذكريات وصور عن الأماكن التي زاروها حيث يوثقون لطف سكان هذه المناطق ولذة أطباقها وجمال الطبيعة والمغامرات التي خاضوها. إلا أن أحد أهم عوامل الرضا عن الرحلة تتعلق بنظافة البلد الذي تمت زيارته أو مدى تلوثه وقذارته. وفي هذا المقال نتحدث عن أكثر 10 مدن نظيفة في العالم في عام 2023.
كوبنهاغن – الدنمارك
وفق تقديرات مكتب البيئة الأوروبي تأتي مدينة كوبنهاغن مباشرة بعد زيوريخ بالنسبة لنسب التلوث، ولكن هذه المدينة تظهر نظافتها بسبب نقاء الهواء فيها وتهدف الحكومة إلى جعلها حيادية كربونيا بحلول 2025، فليس من المستغرب أن تحتل المرتبة الأولي في لائحة أنظف مدن العالم.
تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتقليل انتشار القمامة في الشوارع بما في ذلك مبادرات التحكم بالقمامة وإعادة التدوير. كما أن المبادرة الخضراء التي تم تنفيذها من قبل الحكومة جديرة بالتقدير خصوصاً الخطة طويلة الأمد تتضمن جعل كوبنهاغن أكثر مدن العالم ملاءمة لركوب الدراجات الهوائية.
كل هذه الأسباب تجعل مدينة كوبنهاغن تحتل مركزاً مرموقا في لائحة مدن العالم الأكثر نظافة لعام 2023.
مدينة سنغافورة – سنغافورة
إن التقدم الذي شهدته مدينة سنغافورة خلال العقود القليلة الماضية يستحق الاهتمام والإعجاب حيث كان من الممكن في السابق أن تجد هذه المدينة في قائمة أقذر مدن العالم. يعود الفضل في هذا الانقلاب الجذري إلى تفعيل قانون صارم يفرض غرامات باهظة في هذه الشؤون بهدف تحسين الوضع البيئي مما نقل هذه المدينة نقلة نوعية لتصبح واحدة من أنظف مدن العالم وليس فقط شرق آسيا، فما كان إلا وأن حلت في المرتية الثانية على لائحة أنظف مدن العالم.
وتفرض الحكومة في سنغافورة ضرائباً مرتفعة على مالكي السيارات بهدف تقليل عددها وحماية البيئة وتضم عدداً هائلا من عاملي النظافة بالإضافة إلى نظام خدمات عامة مدهش.
هلسنكي – فنلندا
تعتبر العاصمة الفنلندية واحدة من الوجهات السياحية المفضلة لدى الكثيرين بسبب محيطها الرائع وقد ازدادت جاذبيتها السياحية خلال السنين القليلة الماضية بعد أن أصبحت جزءاً ثابتاً من قائمة المدن الأكثر نظافة. توصف مياه هلسنكي بأنها نظيفة للغاية لدرجة أن السكان يشربون ماء الصنبور بشكل اعتيادي، كما أن نوعية الهواء في وسط المدينة جيدة ويتم المحافظة على مستويات مقبولة من التلوث.
اتخذت الحكومة مجموعة من الخطوات الكفيلة بجعل المدينة صديقة للبيئة خصوصاً فيما يتعلق بإنتاج الكهرباء، كما أن الكثير من السكان تخلوا عن السيارات ويفضلون ركوب الدراجات الهوائية، لذلك احتلت المرتية الثالثة في لائحة أنظف مدن العالم.
بريزبان – أستراليا
يطلق على بريزبان اسم مدينة الشمس والبحر والرمال وتقع على الساحل الشرقي لأستراليا. ومع أن بريزبان هي ثالث أكبر مدينة من حيث التعداد السكاني في أستراليا، فهي من أنظف مدن العالم وتضم مساحات خضراء واسعة ومحميات طبيعية ومنتزهات ضخمة تساهم كلها في تقليل حجم التلوث الذي تعاني منه المدينة بالإضافة إلى كونها مدينة ساحلية مما يقلل من مستويات التلوث بشكل تلقائي.
وجدت إدارة مدينة بريزبان طرقاً خلاقة للحفاظ على المدينة صديقة للبيئة ونظيفة مثل نظام النقل العام المتطور الذي يشجع الناس على ركوب المواصلات العامة عوضاً عن قيادة السيارة لتخفيف التلوث والحد من الاكتظاظ المروري.
بريزبان جاءت في المرتبة الرابعة في لائحة أنظف مدن العالم.
هامبورغ – ألمانيا
ثاني أكبر مدن ألمانيا وتحتل الموقع الخامس في لائحة أنظف مدن العالم، فقد اتخذت مدينة هامبورغ خطوات ضخمة لضمان أن البيئة نظيفة وغير ملوثة.
تحتوي هامبورغ على بنية تحتية مثالية لركوب الدراجات الهوائية مما يساعد في الحد من مستويات التلوث بسبب وجود عدد أكبر من راكبي الدراجات بالمقارنة بالسيارات الخاصة في الشوارع. لهذا السبب، ليس من المفاجئ أن تحتل هامبورغ مركزاً في هذه اللائحة بين المدن الأكثر نظافة في العالم.
هناك مبادرة تستحق الذكر في هامبورغ وهي جعل المواصلات العامة فيها مجانية بالكامل خلال عقدين من الزمن بهدف تقليل استخدام السيارات الخاصة، وتهدف الحكومة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 80% بحلول 2050.
ستوكهولم – السويد
مدينة اسكندنافية أخرى في لائحة أكثر المدن نظافة في العالم في 2023. يذكر لمدينة ستوكهولم إنجاز كبير أنها العاصمة الأوروبية الأولى الصديقة للبيئة بالكامل وهو لقب نالته ستوكهولم عام 2010 بفضل مبادراتها العديدة الخضراء أو الصديقة للبيئة.
إلا أن ستوكهولم لم تكتفي بهذا الإنجاز فقط وإنما تابعت اتخاذ خطوات كبيرة للوصول إلى بيئة نظيفة عبر تقليل الانبعاثات الكربونية فيها بنسبة 25%. كما أن ستوكهولم تتمتع ببيئة مناسبة جداً للدراجين مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل هائل. وتهدف هذه المدينة إلى التخلص من استخدام الوقود الأحفوري تماماً بحلول 2025 عبر تعزيز التنوع البيئي وتقليل القمامة والانبعاثات الضارة وتحسين نظام المواصلات العامة.
تحتل ستوكهولم المرتبة السادسة في لائحة أنظف مدن العالم.
كالغاري – كندا
تقع مدينة كالغاري في مقاطعة ألبيرتا وهي المدينة التي تقود صناعة الغاز والنفط في كندا، ومع ذلك فالمدينة أنظف من تورونتو. تمتلئ منطقة وسط المدينة بناطحات السحاب وأفضل فنادق المقاطعة على الإطلاق إلا أنها تحجز لنفسها مكاناً مميزاً في قائمة المدن الأكثر نظافة في العالم.
لا تستطيع الكثير من المدن في شمال أمريكا أن تنافس كالغاري من حيث المبادرات البيئية الخضراء التي تعتمدها، حيث هناك نظام غرامات باهظ وهناك جهود تعليمية جبارة لتعليم الأجيال الجديدة على ثقافة إعادة التدوير مما من شأنه أن يؤدي إلى تقليل حجم النفايات التي تصل إلى المطامر بنسبة 80% عن السابق.
كالغاري جاءت في المرتبة السابعة في لائحة أنظف مدن العالم.
ويلينغتون – نيوزيلندا
قد لا تكون عاصمة نيوزيلندا من أكبر مدن العالم وأكثرها كثافة سكانية حيث لا يتجاوز عدد قاطنيها نصف مليون شخص، إلا أنها مع ذلك أكبر التجمعات البشرية في نيوزيلندا. واحدة من أهم خصائص هذه المدينة التي ساهمت في الحفاظ على مستوى التلوث الهوائي منخفضاً هي أن 33% من سكانها على الأقل يستخدمون وسائل النقل العامة حصراً، ولهذا فالمدينة تعتبر واحدة من أنظف مدن العالم.
وقد اتخذت سلطات ويلينغتون مجموعة من برامج التحكم بالقمامة والكفاءة الكهربائية بهدف تقليل انبعاثات المدينة الكربونية، وأصبحت المدينة تتمتع بهواء نظيف وتناسب الجولات السياحية في الطبيعة المحيطة.
واحتلت ويلينغتون المرتبة الثامنة في لائحة أنظف مدن العالم.
هونولولو – هاواي
لا تعتبر هونولولو جنة استوائية فقط، وإنما هي مدينة تراعي الأنظمة البيئية بشكل كبير أيضاً كما أنها لا تحتوي على الكثير من الصناعات أو المجالات الملوثة للبيئة. استطاعت بذلك مدينة هونولولو أن تتحكم بنوعية الهواء ونسبة تلوثه ويساعدها بذلك قربها من المحيط الهادئ حيث تحمل رياح المحيط معها جزيئات الكربون القليلة المنبعثة من المدينة وفنادقها وسياراتها، كما تلعب الهطولات المطرية الدائمة دوراً كبيراً في تنظيف الهواء.
تلعب حكومة هونولولو دوراً كبيراً في الحفاظ على جمال المدينة وتحسينها خصوصاً في الأماكن العامة حيث تكثر المساحات الخضراء التي يمنع إلقاء أي نوع من القمامة فيها.
لذلك احتلت هونولولو المرتبة التاسعة في لائحة أنظف مدن العالم.
تالين – إستونيا
يبلغ عدد سكان مدينة تالين حوالي 430,000 وهي عاصمة إستونيا ولها جذور تعود إلى العصور الوسطى الأوروبية وتتميز بشوارعها الضيقة بالمقارنة مع عواصم أوروبا الأخرى وتوصف بأنها واحدة من أفضل المدن للعيش في أوروبا.
بما أن مدينة تالين قديمة للغاية، فالبنية التحتية فيها غير مجهزة لاستيعاب السيارات الضخمة وخصوصاً في منطقة وسط المدينة التي لا يمكن للسيارات دخولها مما أسفر عن مستويات تلوث هوائية مدهشة بشكل إيجابي. بالإضافة إلى ذلك، هناك مساحات خضراء شاسعة حول المدينة مما يساهم في تقليل انبعاثات الكربون وهناك ثقافة عامة حول إعادة تدوير النفايات الورقية بهدف تقليل النفايات المطمورة.
واخيرًا، جاءت تالين في المرتبة العاشرة في لائحة أنظف مدن العالم.