الفروق بين إنتاجية العمل عن بعد والعمل التقليدي
تشير استطلاعات الرأي مؤخراً إلى أن أكثر من 52% من الأشخاص يفكرون باستبدال مهنهم العادية إلى وظائف عن بعد أو عبر الإنترنت أو إلى مزيج من الأسلوبين.
أصبح العمل عن بعد الخيار المتاح الوحيد خلال فترة الحجر الصحي بعد تفشي فيروس كورونا لفترة ليست بالقصيرة، ومن بعد انتهاء الحجر أصبحت الشركات تفكر في اعتبار العمل عن بعد خياراً اعتيادياً في التوظيف. وقد أدى ذلك أيضاً إلى دراسة تأثير هذا الأسلوب من العمل على إنتاجية العامل وتقدم العمل.
تأثير العمل عن بعد على الإنتاجية
العمل عن بعد يعطي سعادة أكبر للعامل
كان معظم الناس مجبرين على العمل من المنزل خلال فترة الحجر الصحي، ولكن حتى بعد رفع القيود الصحية كافةً، لا زال الكثيرون يفضلون العمل من المنزل. ووفق تقرير Owl Labs 2021 Remote Work Study الذي استطلع رأي أكثر من 2,050 شخصا، فإن 84% من الأشخاص يفضلون العمل من المنزل ويشعرون بسعادة أكبر بهذا الأسلوب.
العمل عن بعد قد يعيق التقدم الوظيفي
في الجهة المقابلة يشعر بعض الموظفون أن العمل عن بعد قد أعاق تقدمهم، وقد أكد تقرير Buffer عن العمل عن بعد هذا الأمر حيث صرح 45% من الأشخاص الذين تم استطلاع رأيهم أنهم يشعرون أن التقدم في وظيفة أصعب بكثير عند العمل عن بعد.
الموظفون عن بعد يعملون لساعات أطول
تفيد التقارير والإحصاءات التي تتناول العمل عن بعد أن الأشخاص الذين يعملون عن بعد من منازلهم يعملون في الحقيقة لوقت أطول ممن يزاولون العمل بشكل اعتيادي في مقرات الشركات ومراكزها، وقد أفاد 30% من الرجال الذين يعملون عن بعد و21% من النساء اللواتي يعملن عن بعد أنهم يعملون لمدة ساعتين إضافيتين في اليوم.
يعني ذلك أن بعض الموظفين عن بعد يمضون أكثر من 10 ساعات في اليوم في العمل وهذا قد يسبب التوتر ونقص الطاقة وانخفاض الإنتاجية. لهذا السبب ينصح بتعزيز النشاطات التي تسمح للموظف بالابتعاد عن عمله بما في ذلك النشاطات الترفيهية والرياضية والفنية والثقافية لأعضاء الفريق الواحد الذين يعملون عن بعد.
كما أنه من المهم التشديد على الالتزام بعدد ساعات محدد من العمل بهدف السماح للموظفين أن يحددوا ساعات عملهم ووضع الحدود الواضحة بين الحياة الشخصية والعمل.
الاستغناء عن التنقل والمواصلات يرفع الإنتاجية
لا يتوجب على الموظف عن بعد التنقل بشكل يومي من وإلى مقر العمل مما يغنيه عن التوتر الناتج عن استخدام المواصلات العامة ويمكنه من استخدام الوقت الذي يتطلبه التنقل في زيادة إنتاجية العمل. ووفق إحصائية تم إجراؤها على أكثر من 32,000 عامل عن بعد، فإن عدم الحاجة لاستقلال المواصلات العامة أو الخاصة يومياً إلى العمل يوفر ما يعادل 70 دقيقة في اليوم بشكل وسطي.
باختصار، مع إزالة الوقت اللازم للوصول للعمل يومياً والتوتر الذي ينتج عن ذلك، فإن الموظفين يصبح في جدولهم اليومي وقت وطاقة أكثر للتركيز على العمل والمهمات الموكلة إليهم.
العمل عن بعد يستدعي اجتماعات أكثر
واحدة من سلبيات العمل عن بعد تكمن في الحاجة الدائمة إلى تفقد سير العمل وأن أعضاء الفريق يسيرون في نفس الاتجاه، وذلك في الكثير من الأحيان يعني ضرورة عقد المزيد والمزيد من الاجتماعات بالمقارنة مع بيئة العمل التقليدية.
ينصح أصحاب العمل عن بعد بدعوة الأشخاص المعنيين بموضوع الاجتماع فقط لحضوره بهدف عدم إضاعة وقت باقي أعضاء الفريق. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يحرص أصحاب العمل أن الاجتماعات التي يقومون بها قصيرة قد الإمكان لكي لا يصاب الموظفون بالملل والإرهاق ويتسنى لهم التركيز في المهام الحقيقية.
المحترفون يؤكدون أن إنتاجيتهم ترتفع خلال العمل عن بعد
قد يكون أحد أهم أسباب عودة بعض الشركات إلى بيئة العمل التقليدية هو الشعور بأن إنتاجية الموظف تنخفض عندما يعمل من المنزل. ويفيد بعض الموظفين أن المدراء يشعرون بأنهم غير ممسكين كلياً بزمام الأمور عندما يعمل الموظفون عن بعد وأن الحضور الفعلي في المكاتب يجعل الموظفين حاضرين ذهنياً أيضاً ومتأهبين أكثر للعمل.
ولكن الأبحاث والإحصاءات تشير إلى عكس ذلك تماماً في الحقيقة حيث أنه كلما شعر الموظف براحة أكبر في بيئة العمل تزداد إنتاجيته أكثر، ووفق تقرير بعنوان “العمل عن بعد في عصر كوفيد -19” فإن أكثر من 60% من الموظفين المحترفين يجدون أن العمل عن بعد أو من المنزل يؤدي إلى إنتاجية أعلى.
العاملون عن بعد لا يعانون من مصادر الإلهاء التقليدية
يواجه العاملون عن بعد مجموعة أقل من مسببات الإلهاء وتشتيت الانتباه من الموظفين التقليديين مما يساعدهم على التركيز بشكل أكبر على المهمات الموكلة إليهم وأن يكونوا منتجين أكثر وأكثر. وقد وجدت الإحصاءات والدراسات أن الموظفين العاديين يواجهون العديد من مسببات الإلهاء، وخصوصاً من قبل رؤسائهم في العمل، لأنهم يتشاركون الحيز المكاني مع الآخرين.
العمل عن بعد يساهم في تحسين الصحة الذهنية لدى الموظفين
وجدت استطلاعات الرأي أن 82% من الموظفين يرون أن العمل عن بعد كفيل بتحسين صحتهم العقلية لأنه يضمن لهم السلاسة في العمل ويمكنهم من عيش أسلوب حياة أفضل والتحكم أكثر بالتوتر والقلق.
على سبيل المثال، يعني العمل من المنزل أن هناك وقتاً أطول يقضيه الموظف مع الأصدقاء وأفراد العائلة وحتى مع الحيوانات الأليفة ويبعده عن الأجواء السلبية في مقر العمل وتأثيراتها النفسية على الصحة النفسية والتركيز في المهام.
هل العمل عن بعد يزيد الإنتاجية؟
تشير الدراسات أن العمل عن بعد بالفعل أكثر إنتاجية عندما يتم إدارته بشكل حكيم وصحيح، ولكن من المهم للشركات وأصحاب العمل أن يضعوا حدوداً واضحة وتوقعات منطقية للعمل بهدف تشجيع عادات عمل صحية.
كيف يمكن للعاملين عن بعد أن يوازنوا بين حياتهم الشخصية والعملية؟
روتين صباحي لا يتمحور حول العمل
من المهم أن لا يبدأ الموظف عن بعد يومه مباشرة بتلقي الرسائل الإلكترونية والمهام العالقة أو الجديدة، وإنما يجب أن يكون له روتين صباحي يسمح بالاسترخاء والتركيز والتهيؤ للعمل مثل:
- تناول كوب القهوة أو المشروب الصباحي المفضل.
- القيام بتمارين رياضية صباحية أو اليوغا.
- الاستحمام الصباحي السريع.
- نزهة قصيرة حول المنزل.
إياكَ أن تفتح رسائلك الإلكترونية قبل أو بعد النوم
إذا كنت واحداً من الأشخاص الذين يفتحون أعينهم في الصباح و يتفقدون إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، فحاول أن لا تفتح الرسائل الإلكترونية في هذا الوقت أبداً وإنما عليك الانتظار لإنهاء روتينك الصباحي والاستعداد للبدء بالعمل.
تخصيص مكان محدد في المنزل ليكون “ركن العمل”
لا يتوجب أن يكون ركن العمل مكتباً أو غرفة منفصلة، ولكن من المهم أن يكون خالياً من الإلهاءات وأن يستوعب الأطفال أو شريك الحياة أنك غير متاح للأحاديث الجانبية أو الطلبات المتنوعة عندما تكون فيه.
حدد جدولاً زمنياً لعلمك عن بعد
يجب أن يبدأ عملك في ساعة محددة وينتهي في ساعة محددة من اليوم حتى لو كنت تعمل من المنزل وإلا سيصبح نهارك وليلك جزءاً من عملك و سرعان ما ستفقد التحكم به.
خصص لنفسك استراحة غداء حتى لو كنت في المنزل
من الطبيعي أن يكون للموظف استراحة لتناول الطعام خلال وقت العمل مما يسمح للموظفين عن بعد أيضاً التركيز في العمل وعدم اختلاق الحجج لترك ركن العمل، كما يفضل هنا أن يتم تحضير الطعام بشكل مسبق عوضاً عن تحضيره خلال الاستراحة أو طلب الأكل الجاهز.