تعلم كيفية الرسم حتى لو لم يكن لديك الموهبة
بالرغم من أن الكثيرين يتمنون تعلم أو ممارسة الرسم، قد لا يكون لديهم متسع من الوقت للبدء بتنفيذ هذا الأمر أو قد يعتقدون أنهم لا يمتلكون الموهبة المطلوبة ليتقنوا هذا الفن. سنتطرق في هذا المقال إلى إمكانية تعلم الرسم عبر الممارسة والتصميم وإلى أهمية الموهبة.
موهبة الرسم والتصميم على التعلم
يعتقد معظم الناس أن بعض الأشخاص يولدون مع قدرات تؤهلهم لإنجاز أشياء عظيمة مثل الفن وأن البعض الآخر لا يتمتع بالموهبة ولن يتمكن من تحقيق أي إنجاز في هذا المجال مهما حاول. إلا أن الكثيرين، في المقابل، يقسمون أن المثابرة والممارسة والتدريب هي طريق النجاح الحقيقي.
السؤال الذي يجب طرحه هنا هو عن عدد الأشخاص الذين يصبحون محترفين أو خبراء بأي مجال لمجرد أنهم يتمتعون بموهبة فيه. على سبيل المثال، قد تلاحظ أن طفلا ما يتمتع بمهارة في كرة القدم بالمقارنة مع أصدقائه، لكن هل يعني ذلك بالضرورة أنه سيحترف لعب الكرة عندما يكبر أو أنه سيتمكن من الانتساب إلى فريق كرة قدم مشهور؟ بالطبع لا.
أن تصبح محترفاً بأي شيء يتطلب الكثير من التمرن والتدريب والتعلم والوقوع بأخطاء متنوعة وتعلم تداركها وتصميماً كبيراً للاستمرار في مشوار الاحتراف، وليس فقط الموهبة مهما بلغ حجمها. قد تكون الموهبة دافعاً مبدأياً ممتازاً، أو قد تمكن صاحبها من قطع أشواط صعبة وطويلة بسلاسة إلى حد ما، لكنها غير كافية بالتأكيد.
ومن هنا نجد أنه حتى لو لم تتمتع بموهبة الرسم، فإن ذلك لا يعني أبداً أنك غير قادر على النجاح به أو الاحتراف كرسام، إلا أنك في هذه الحالة ستحتاج إلى كم أكبر من التصميم والإصرار والتمرين والتدريب.
دليل المبتدئين في تعلم الرسم
فكر في دافعك لتعلم الرسم
قبل أن تنطلق في شراء مستلزمات الرسم وحاجياته وصب الألوان على القماش أو الورق الأبيض، فكر في السبب الذي يدفعك لتعلمه بالدرجة الأولى وبالنتيجة التي تطمح للوصول إليها بعد تعلمه.
إجابتك على هذا السؤال هي ما سيحدد الطريق التي تسير عليها للوصول إلى إتقان هذا الفن إذ أنه ليس هناك درب ثابتة في تعلم فنٍ مثل الرسم لأن كل شخص لديه اهتمامات وميول خاصة ومهارات أولية معينة مما يحدد طريق النجاح.
على سبيل المثال يظهر البعض مهارة خاصة في خلط الألوان بينما يمتلك الآخرون عيناً ثاقبة في تنوع درجات الظل وهذا يحدد نوع الرسم الذي يمكن للشخص تعلمه بناءً على بذرة الموهبة التي يمتلكها بالفطرة.
أما إذا كان سبب تعلم الرسم هو التعبير عن النفس وإفراغ الطاقة والمشاعر عبر هواية مبدعة، فقد يكون من المفيد اتباع دروس متباعدة والتمرن الكثير بشكل شخصي في المنزل.
اختر المادة التي تستخدمها في الرسم
ليست المادة التي تنتقي تعلم فن الرسم بواسطتها بالضرورة هي ما تستخدمه طيلة حياتك، ولكن يفضل أن تلتزم بنوع من الألوان في بداية مشوارك مثل الألوان المائية أو الزيتية أو الأكريليك أو حتى بقلم الفحم مما يتيح لك تعلم التقنيات والتفاصيل الخاصة بهذا المجال دون التفكير في المادة التي تستخدمها في كل مرة.
الألوان الأكريليكية
تعتبر خيار المبتدئين الأول لأنها لا تستدعي خبرة سابقة في المزج أو مواد أخرى إلا أنها تجف سريعا.
الألوان الزيتية
من الشائع للفنانين المحترفين الاعتماد على الألوان الزيتية لأنها تعطي تنوعاً ضخماً وأبعاداً لما يتم رسمه إلا أن التحكم بها قد يكون صعباً بعض الشيء بالنسبة للمبتدئين.
الألوان المائية
تعتبر الألوان المائية أصعب أنواع الألوان التي يمكن استخدامها في الرسم بسبب طبيعة الماء الصعبة ولأنها لا تتيح للرسام مجالاً كبيراً لتصحيح الأخطاء.
قلم الفحم
قد يكون قلم الفحم أسهل أداة لتعلم الرسم إلا أنه لا يقدم تنوعاً كبيراً للرسام ولا يكسبه أي خبرة في تعلم تقنية استخدام الفرشاة أو الألوان.
اشترِ حاجيات الرسم الخاصة بك
عندما تقرر نوع المادة التي تستخدمها في الرسم لن تضطر لشراء الكثير من الحاجيات لأنك لن تحتاج إلى كل شيء ببساطة. وأهم ما يجب شراؤه هو:
- حاملة لوحات.
- القماش أو الورق المقوى.
- لوحة مزج الألوان.
- فراشي الرسم المناسبة لنوع الألوان التي تستخدمها.
- مشاحف للرسم.
- الألوان.
- مادة حالة في حال استخدام الألوان الزيتية.
- فوط لتنظيف الفراشي بين كل استخدام والآخر.
ليس عليك بالضرورة أن تبتاع كل الألوان التي تجدها في السوق في المرحلة الأولى خصوصاً أن ذلك سيولد لديك حساً إبداعياً وخبرة عملية في مزج الألوان التي يمكنك أن تكتفي ببعض منها مثل الأحمر والأزرق والأصفر والأبيض.
التعرف على أساسيات فن الرسم
بالرغم من أهمية الممارسة العملية لفن الرسم وأي فن تنوي تعلمه، إلا أنك قد تمضي سنينا وأنت تمارس الرسم دون أن تتقدم بسبب جهلك بأساسيات الرسم التي تتضمن معرفة الألوان وحلها وتركيب اللوحة وتخطيطها والحواف وسحب الفرشاة بالطريقة الصحيحة، وهنا يبرز دور التعلم والتدريب والمثابرة بعيداً عن الموهبة التي تعتبر محدودة مهما كانت فذة.
تعتبر معرفة الأمور السابقة بمثابة الأعمدة التي تبني فوقها لوحتك وفنك وبصمتك الخاصة في هذا المجال، ورغم أن تعلمها قد يأخذ بعض الوقت أو يجعلك تشعر أنك بعيد شيئاً ما عن الرسم فعليا، فإنها تقربك منه كثيراً بمجرد أن تستوعبها.
فكر فيما ترسمه قبل أن تبدأ الرسم
إن أكبر التحديات التي يمكن أن تواجهها عند الرسم تبدأ قبل أن تمسك الفرشاة حتى وهي اختيار موضوع اللوحة. من المفروض أن يكون موضوع اللوحة إبداعيا وأن يقدم تحدياً لك وللمتلقي وأن تشعر بحاجة ملحة إلى تصويره أو تجسيده في لوحة. قد تساعدك الأسئلة التالية على تحديد موضوع اللوحة القادمة لك:
- هل هناك فكرة أو سبب ضخم يجعلك تريد أن ترسم هذا الموضوع بالذات؟
- هل هناك تناسق واضح ومحدد للألوان؟
- هل لموضوع لوحتك تصميم مثير (تنسيق الأشكال والأحجام والخطوط والألوان)؟
- هل هناك شيء يمكنك إضافته للموضوع لتحسينه؟
- هل بإمكانك فعلاً رسم الفكرة التي تدور في ذهنك وهل لديك المعدات اللازمة لذلك؟
- ما هي المشكلة التي يمكن أن تواجهك أثناء الرسم؟
- هل الفكرة إبداعية وخلاقة؟
- هل ما قمت برسمه يشدك ويجذبك وهل أنت راضٍ عن النتيجة؟
لوحتك الأولى
قبل أن تبدأ برسمتك الأولى عليك أن تدرك أن الأمر أصعب مما يبدو عليه، لذلك يُنصح أن تبدأ بموضوع أو انطباع عام لا يحتوي على كم هائل من التفاصيل.
مع ذلك، عليك أن تشعر بالفخر عندما تنهي لوحتك الأولى لأن الأمر، سواء كان يعتمد على الموهبة والتمرين أو على التمرين فقط، يتطلب تصميماً وإرادة وصبراً كبيراً.
المراجعة والتعديل والتحسين
بمجرد انتهائك من لوحتك الأولى، ابتعد قليلاً ولا ضير في أن تتركها ليوم أو اثنين حتى تغيب عن ذهنك بعض تفاصيلها ثم حاول تحديد الأماكن التي يمكنك تحسينها فيها. من غير المتوقع أن تكون لوحتك الأولى أو لوحاتك الأولى تحفاً فنية جديرة بأن توضع في اللوفر إلا أنها مهمة جداً في طريقك إلى التطوّر خصوصاً إذا تمكنت من النظر إليها بعين الناقد.