إيجابيات وسلبيات استئجار وشراء المنازل
مع الارتفاع الهائل في تكاليف السكن خلال السنين القليلة الماضية، يقع الكثيرون في حيرة من أمرهم إذا ما كان من الأفضل شراء منزل أو استئجاره. فمع أن أسعار المنازل في ارتفاع متزايد، فالإيجارات أيضاً ترتفع بشكل جنوني لدرجة أن كلفة السكن قد تكون أكبر أجزاء ميزانيتك الشهرية ولذلك من الواجب أن يفكر الشخص في وضعه من هذه الناحية ويقرر بحكمة.
لكل من امتلاك أو استئجار منزل أو شقة إيجابيات وحسنات كثيرة وكذلك سلبيات، نستعرضها معكم في هذا المقال بهدف مساعدتكم في الوصول إلى قرار سليم.
شراء منزل أو شقة
إيجابيات شراء منزل
لا بد أن شراء المنزل خطوة إيجابية ضخمة على المدى الطويل من الناحية المالية، وفي ما يلي نشرح لكم بالتفصيل أصل هذه الإيجابيات.
بناء الأصول المالية وتجميع الثروة
عندما تستأجر منزلاً أو شقة، فإن الدفعات الشهرية (الإيجار) يذهب كلياً إلى شركة أو شخص آخر، أما عندما تشتري منزلك الخاص فإن الدفعات الشهرية تصبح أقساطاً تدخل في ممتلكاتك الخاصة وتصبح جزءاً منها. وإذا حصل في المستقبل وبعت ملكيتك هذه فإن كمية الأموال المدفوعة على شكل أقساط تؤخذ بعين الاعتبار في السعر.
الأقساط الثابتة
كما ذكرنا سابقاً فإن الإيجارات في صعود دائم خلال السنين القليلة الماضية ويشهد الكثير من المستأجرين ارتفاع الإيجارات بشكل سريع لدرجة أن البعض يضطرون لترك الشقق التي يستأجرونها.
باستثناء الضرائب التي تترتب على المالكين ودفعات التأمين التي يختارها صاحب المنزل أو تفرضها بعض الحكومات فإن أقساط الملكية عادة ما تتمتع بمعدل فائدة ثابت وتحافظ على حجمها إلى أن ينتهي القرض، أي أن الدفعة الشهرية المتوجبة عليك الآن هي ذاتها الدفعة التي تتوجب عليك بعد 10 سنين، على عكس لإيجارات، وهذا الثبات يوفر عليك الكثير من المال.
الإحساس بالأمان
إن امتلاك منزل أو شقة يعطي صاحبها إحساساً بالأمان لا يمتلكه المستأجرون. ما لم يحصل شيء طارئ وخطير في حياتك، فأنت الوحيد الذي تقرر متى تترك المنزل الذي تمتلكه وليس عليك أن تقلق بشأن مالك البيت الأساسي الذي يمكن أن يرفع الأجرة أو يبيع المنزل كلياً.
الحرية والسلاسة في العيش
عندما تمتلك منزلك الخاص يصبح لديك الحرية الكاملة في تقرير تفاصيل ممتلكاتك. يمكنك أن تجدد غرفة أو اثنتين أو تدهن الجدران أو تستثمر أموالك في تجهيزات جديدة وتحسن كما تشاء في المنزل. يمكنك أيضاً أن تعيد إكساء منزلك بالكامل وتجهيزه بأفضل الخامات والمواد بالطريقة الشخصية التي تناسبك أنت وهذا الأمر غير متوفر للكثير من المستأجرين.
سلبيات شراء منزل أو شقة
لا يمكن إنكار إيجابيات شراء بيتك الخاص، ولكن هناك بعض السلبيات التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار قبل الإقدام على هذه الخطوة.
تكاليف صيانة المنزل الدورية
عندما تكون مستأجراً، ليس عليك القلق حول إجراءات الصيانة الدورية وتكاليفها، فعندما يتعطل شيء ما تتصل بصاحب المنزل الذي من مسؤوليته أن يتكفل بتكاليف الإصلاح، أو على الأقل هذا هو المتعارف عليه في معظم دول العالم.
أما عندما تكون أنت مالك المنزل ليس هناك أحد لتتصل به، وقد تصبح تكاليف الصيانة والإصلاح عبئاً مادياً ضخماً وعبئاً نفسيا خصوصاً أنها تتسبب بالقلق والتوتر للكثيرين.
صعوبة الانتقال
إن شراء المنزل التزام ضخم جداً في الكثير من الأحيان وتشير الإحصاءات إلى أن الكثيرين يبيعون المنازل التي اشتروها خلال 5 سنين من تاريخ الشراء لأنهم يُصدمون بتكاليف الشراء في بعض الأحيان أو لأنهم لا يتأقلمون مع المنطقة التي اشتروا عقاراً فيها ولا ينوون الاستقرار بها لبقية عمرهم. فإذا كنت غير واثق من نيتك للعيش في منطقة ما طوال عمرك، لا تشترِ فيها منزلا لأن الانتقال من منزل مستأجر إلى آخر أسهل بكثير من الانتقال بين المنازل المشتراة.
الشراء والخطورة المالية
الحالة الطبيعية لأسعار المنازل هي الارتفاع، ولكن في بعض الحالات تنخفض قيمة العقارات بشكل عام أو العقارات في منطقة محددة لأي سبب من الأسباب. إذا كنت تنوي بيع المنزل بعد فترة لأي سبب من الأسباب فإن تذبذب الأسعار قد يسبب لك خسارة مادية.
استئجار شقة أو منزل
تماماً مثل الشراء، لاستئجار المنزل إيجابيات وسلبيات متنوعة نناقشها جميعا معكم كالتالي:
إيجابيات استئجار المنزل أو الشقة
قد لا يكون الإيجار الشهري دائماً أقل من أقساط البنك عند شراء المنزل، ولكن بسبب الازدياد الجنوني في أسعار العقارات الذي شهدته السنين القليلة الفائتة، فمن الممكن أن تكون الإيجارات أقل من الأقساط كما أن الإيجار يوفر عليك تكاليف الصيانة الدورية والإصلاحات المتكررة للمنزل.
الإيجار يعتبر مسؤولية أقل
واحدة من أهم إيجابيات الاستئجار تكمن في عدم الحاجة لتحمل كافة المسؤوليات والأعباء المالية، فعند مواجهة أي مشكلة تتعلق بالمنزل ليس عليك إلا الاتصال بصاحب العقار مما يجعل حياتك أسهل بشكل ملحوظ خصوصاً إذا لم يكن لديك خبرة في تصليحات المنزل أو إذا كنت جديداً في المنطقة ولا تعرف أحداً فيها ممن يعملون بإصلاحات المنازل.
بالطبع من المؤسف أن يتم إجراء صيانة أو إصلاحات في المنزل الذي تقطنه حتى ولو كنت مستأجراً لأن ذلك قد يسبب فوضى وتعطيلاً في أعمالك وقد يسبب اتساخ المنزل، إلا أنك في حالة الاستئجار تكون معفى من العبء المادي لهذه الإجراءات.
الانتقال من المنازل المستأجرة أسهل
يجد المستأجرون أنفسهم أمام مهملة سهلة عندما يضطرون أو يفضلون تغيير مكان السكن. فإذا كان عقد إيجارك لمدة عام مثلا وقررت تغيير المنزل بعد انتهاء هذا العقد، ليس عليك إلا إخطار صاحب المنزل وحزم أمتعتك وحاجياتك عند الرحيل وهو أمر سهل بالمقارنة مع بيع منزل وشراء آخر وما يترافق مع ذلك من إيجاد مشتري وبيت جديد وإجراءات مالية وقانونية.
سلبيات استئجار المنزل
من الصحيح أن الاستئجار يعتبر الطريق الأسهل لإيجاد مسكن، ولكن له السلبيات التالية:
الارتفاع التدريجي في الدفعات الشهرية
قد ترتفع الأجرة الشهرية التي تدفعها لقاء استئجار منزل بين العام والآخر، وقد شهدت السنين الماضية ارتفاعا ملحوظا في معدلات أسعار الإيجار مما يجبر الكثيرين على ترك شققهم التي يستأجرونها والبحث عن شقق أصغر أو في أحياء أخرى. للأسف ليس للمستأجر قول في حجم المبلغ الذي يدفعه شهرياً مما قد يشكل مصدر قلق لدى الكثيرين خصوصاً عند وجود أطفال.
حرية محدودة داخل المنزل
تتفاوت مستويات الحرية وسلاسة التعامل بين صاحب المنزل والمستأجرين بشكل كبير، على سبيل المثال قد لا يسمح صاحب المنزل للمستأجر بطلاء الجدران أو تغيير بعض أجزاء المنزل على هواه. وبهذا لا يكون للمستأجر نفس قدر الحرية التي يتمتع بها أصحاب المنازل لأنه ليس ملكيتهم الشخصية.
صعوبة بناء الثروة مع الاستئجار
يعتبر بناء الثروة وتجميع الأصول المالية مهمة صعبة للغاية بالنسبة للمستأجرين لأن المدفوعات التي يقومون بأدائها بشكل شهري لا تتراكم في رصيدهم على هيئة عقار أو لا تعود عليهم بأي إفادة على المدى الطويل. لهذا السبب يعتبر استئجار المنزل حلاً مناسباً على المدى القريب خصوصاً بالنسبة للشباب إلا أنه ومع مرور الوقت يفضل التفكير والتوصل إلى خطة لشراء منزل ليكون لدى الشخص فرص أكبر لتحقيق الأمان المادي.