ما هو الامتنان؟
يمكن تعريف الامتنان بأنه الإدراك والشعور الإيجابي؛ الذي يمكن أن يعبر عنه الشخص عبر الإحساس بالشكر بسبب أي شيء أو أمر يختبره أو يملكه.
يعلّم الأهل أطفالهم منذ الصغر أن يشكروا أي أحد يقدّم لهم شيئاً محسوساً أو معنوياً بشكل فوري وتلقائي، ولكن هل نشعر بالامتنان لوجود الأشياء البسيطة والعادية في حياتنا اليومية؟ وهل لدينا تقديرٌ تجاه الأشياء الصغيرة التي نعتبرها من المسلّمات؟
هناك الكثير من التعريفات للامتنان إلا أن ما يجمع بين كل هذه التعريفات هو الشعور بالشكر الذي يتطلب جهداً مدركاً. يعني ذلك أن الشكر والامتنان يتجاوز الالتزام بأساسيات الأدب ويصل إلى الاعتراف بالمجهود أو اللفتة التي قام به أحد ما تجاهك.
كيف يمكنك ممارسة الامتنان في حياتك؟
الاحتفاظ بمذكرة خاصة للامتنان
إن اقتناء مذكرة خاصة لتسجيل الشعور بالامتنان يعتبر طريقة ممتازة لتنمية هذا الشعور لدينا. كل ما يتطلبه الأمر هو وقت قليل من اليوم لتسجيل الأمور التي تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك مثل وجبة طعام لذيذة أو مغذية أو سماع كلمة إيجابية من قبل أحد الأصدقاء. هذه الأمور من شأنها أن تجعلك تبدأ بالتركيز على الجوانب الإيجابية من حياتك.
عبّر عن حبك وتقديرك للآخرين
إن التعبير عن تقديرك وامتنانك للآخرين من شأنه أن يساهم في تقوية علاقاتك وأن يجعلك تشعر بالتقدير. ابدأ بنفسك عبر التعبير عن مدى حبك أو احترامك أو تقديرك للأشخاص الذين تعتبر وجودهم مؤثراً في حياتك.
انتبه إلى جمال الطبيعة من حولك بشكل دائم
الطبيعة مليئة بالعجائب والمناظر والظواهر التي تبعث على الشعور بالامتنان. يمكنك تخصيص عدة لحظات من يومك لتقدير الجمال الطبيعي من حولك سواءً كان ذلك عند مشاهدة الشروق أو الغروب أو بعض الأزهار أو عند سماع تغريد بعض العصافير.
تقدير الصداقات الحقيقية
تجلب الصداقات الفرح والدعم في حياتنا لهذا من الضروري أن يتواصل الشخص مع أصدقائه، ويستمع إليهم وأن يعبر عن اهتمامه بهم. بنفس الوقت يمكن أن يساهم الاعتناء بالأصدقاء بالتعرف على التأثير الإيجابي الذي يكتسبه المرء جراء هذه الصداقات.
الابتسام أكثر
إن الابتسام يعتبر أسلوباً سهلاً لاكتساب الامتنان والتفاؤل والتعبير عنهما ويمكن أن يحسن مزاج الشخص وأن يبعث لدى الآخرين من حوله على مشاعر الفرح. حتى لو لم تكن تشعر بالحاجة أو الرغبة بالابتسام، حاول أن تبتسم أكثر ولاحظ التغير الذي يطرأ على مزاجك وعلى تواصلك مع الآخرين.
مشاهدة الفيديوهات الملهمة تساهم في تقدير الخير في العالم
في العالم الذي نعيش فيه حالياً من السهل أن نقع في فخ التركيز على الأمور السلبية من أحداث وأخبار تحيط بنا. هناك الكثير من القصص الملهمة والفيديوهات التي تثبت أنه لا يزال هناك خير في العالم.
حاول أن تشاهد هذا النوع من الفيديوهات لأنها قد تجعلك تشعر بالامتنان أكثر وبالتفاؤل.
تعوّد على القيام بفعل خير واحد كل يوم
إن فعل الخير بغض النظر عن حجمه يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير عليك وعلى الشخص الذي يتلقاه. وهنا يمكن أن يتعود الشخص أو أن يجعل واحداً من أهدافه اليومية أن يقوم بفعل خير لشخص آخر سواء كان ذلك بالتعبير عن الإعجاب بعمل أو مظهر الشخص أو عبر عرض المساعدة على أحد بحاجتها.
تفادي المحتوى السلبي على مواقع التواصل الاجتماعي أو التلفاز
يمكن أن تؤدي مشاهدة المحتوى السلبي أو الأفلام الحزينة إلى خفض طاقتك ولفت انتباهك إلى الجوانب السلبية من حياتك. حاول إيجاد المحتوى الإيجابي والذي يرفع الروح المعنوية بهدف رفع الامتنان والفرح.
اتصل بوالديك وعائلتك بشكل دائم
عادة ما يكون الوالدان من أهم مصادر الحب والدعم في الحياة ومع ذلك من السهل أن ننسى أن نتصل بهما وأن نعتبرهما من المسلّمات في حياتنا. حاول الاتصال بوالديك أكثر وعبر عن حبك وتقديرك لهما أكثر.
التطوع في الجمعيات الخيرية
تعتبر هذه الطريقة ممتازة للتعبير عن شكرك وامتنانك لما تمتلكه في الحياة وهي تسمح بإعادة النظر إلى حياتك وتقدير النعم التي تعيش فيها.
إن مساعدة الآخرين و إفادتهم تفيدك بالمقابل عبر رفع إحساسك بالهدف والمسؤولية.
تجنب النميمة
إن الحديث عن الآخرين بشكل سلبي والانخراط في النميمة يمكن أن يخرب العلاقات الاجتماعية وعوضاً عن ذلك يفضل البحث عن الجانب الإيجابي في الناس والتركيز على النواحي الجميلة في شخصياتهم.
إمضاء الوقت النوعي من الأشخاص المقربين
إن إمضاء الوقت النوعي من الأشخاص الذين يعنون لك الكثير يعتبر واحداً من ركائز التعبير عن الامتنان وتقوية الروابط. عند إمضاء الوقت مع الأطفال والشريك، حاول أن تتجنب مصادر الإلهاء وأن تركز على اللحظة الحالية.
وجّه الإطراء لأصدقائك أو أفراد عائلتك عندما يبدون أنيقين
حاول أن تتذكر أن تعبر عن إعجابك بمظهر الأشخاص المقربين منك عندما يبدون أنيقين أو جميلي المظهر لأن ذلك يعتبر طريقة سهلة للتعبير عن تقديرك ويرفع ثقتهم بأنفسهم ويشعرهم أنك تهتم بهم وتقدر المجهود الذي بذلوه.
انظر إلى الجزء المملوء من الكأس
من السهل أن تركز على الجانب السلبي للأمور في المواقف الصعبة، إلا محاولة رؤية الأمور الإيجابية بغض النظر عن مدى صغرها يمكن أن تغيّر منظورك للأمور وأن تجعلك تكتشف أسبابا للامتنان مما يؤدي بدوره إلى نظرة متفائلة أكثر في الحياة.
التأمل باتباع لائحة امتنان
قد يكون التأمل واحداً من أفضل الطرق لتنمية الإحساس بالامتنان حيث يمكنك زيادة تقديرك للأمور الجيدة في حياتك عبر التركيز على لائحة الامتنان أو لائحة الأمور التي تشعر بالامتنان تجاهها خلال جلسات تأملك.
عيش اللحظة الحالية وعدم الندم على الماضي أو القلق على المستقبل
إذا كنت من الأشخاص الذين يفكرون دائماً بالأمور التي حصلت في الماضي أو بالأمور التي يمكن أن تحصل في المستقبل، فقد يكون الامتنان من الأمور التي يصعب عليك الشعور بها أو إدراكها. يمكن أن يساعدك عيش اللحظة الحالية على تقدير الحاضر والأمور الجيدة التي تعيشها اليوم مما يبعث على الرضا والسلام الداخلي.
شكر الأشخاص الذين يقدمون الخدمات في مجتمعك
من السهل أن نعتبر الأشخاص الذين يسهرون على راحتنا ويقدمون لنا الخدمات المتنوعة من المسلّمات وأن لا ندرك الحاجة إلى شكرهم. إلا أن شكر الأشخاص الذين يقدمون الخدمات في المجتمع، حتى ولو كان ذلك جزءاً من عملهم يحفز على التواصل الإيجابي ويمكن أن يشعرهم بالبهجة.
زيارة المسنين في محيطك وقضاء الوقت معهم
بالرغم من نظرة معظم المجتمعات الإيجابية للمسنين فمن الممكن أن يتم نسيانهم أو إهمالهم، ومن الممارسات التي تعزز لديك شعور الامتنان أن تزور المسنين في محيطك سواء كانوا من الجيران أو الأقارب أو حتى ممن يقطنون في مأوى المسنين والحديث معهم أو القيام ببعض النشاطات المسلية.
تقبل التحديات والصعوبات في الحياة وتحويلها إلى فرص للنمو
عندما يواجهك تحدي ما حاول أن تنظر إليه كفرصة للنمو وتوسيع مداركك وخبراتك. حاول الحفاظ على موقف إيجابي وركز على ما يمكن اكتسابه من التجارب الصعبة أو التي تبدو مستحيلة الإنجاز في البداية.