“بلباس أبيض وشعلات نار”.. هكذا احتفل الإيزيديون بعامهم الجديد
هنا في معبد لالش في وادٍ بالقرب من محافظة دهوك الكردية شمال العراق، يحتفل الإيزيديون بعامهم الجديد، “الأربعاء الأحمر” كما يسمّونه وهو رأس السنة الأيزيدية، الذي يصادف “الأربعاء الأول” من شهر أبريل/نيسان كل سنة، وذلك حسب التقويم الشرقي الذي يتأخر عن نيسان التقويم الغربي بثلاثة عشرة يوم.
بعد غروب الشمس، يحتشد الإيزيديون نساءً ورجالاً بمختلف أعمارهم عند المعبد الذي يتخذونه مركزاً للاحتفال من أجل أن يؤدوا طقوسهم بإشعال الفتائل التي ترمز تقليدياً إلى أيام السنة، لأنه حسب اعتقادهم كذلك أن اليوم الجديد يبدأ بعدما تغرب الشمس.
لقد سيطر “اللون الأبيض” على الاحتفال، حيث ارتدت النساء الأيزيديات لباساً أبيضاً بهذا اليوم وأشعلن الفتائل وهن يشاركن بمراسم الاحتفال برأس السنة الأيزيدية الجديدة التي تصادف 16 إبريل هذا العام.
وضمن معتقداتهم أيضاً بهذا اليوم، يقوم الإيزيديون بسلق البيض الذي يرمز إلى تشكل الأرض وانبعاث الحياة والولادة، حيث يقومون بتعليق قشور البيض الملوّن مع زهور شقائق النعمان بواسطة العجين على أبواب البيوت كدلالة منهم على أن عاماً جديداً قد حل، وهذه كلها “دلالات تاريخية وروحية ودينية” موجودة عندهم بديانتهم الأيزيدية.
يعد “رأس السنة الأيزيدية” أو “سري صالي” أو “عيد التكوين والخليقة” كما يطلقون عليه، من الأعياد القديمة المقدّسة والمهمة عند الإيزيديين، حيث يحتفلون فيه ببداية الحياة.
يتركز الإيزيديون في مناطق شمال غرب العراق وشرق سوريا، ويبلغ عددهم نحو 1.6 مليون نسمة في العراق حسب الإحصاءات.
لقد قل عدد الإيزيديين بعد العامين 2014 و2017، حيث سيطر تنظيم “داعش” على معظم المناطق التي يسكنها الإيزيديون في شمال العراق، وخلال هذه السنوات الثلاث قام التنظيم الإرهابي بقتل الآلاف من الإيزيديين وارتكب أهوالاً شتّى بحق من بقي منهم على قيد الحياة، ومنذ ذلك الحين تبقى في قلبهم غصّة، ومازالوا يستذكرون تلك المأساة عند احتفالهم كل عام.