ما هي فوائد الروتين الصباحي اليومي؟
إذا كان روتين صباحك يتألف بشكل رئيسي من الضغط على زر الغفوة عدة مرات والنهوض متأخراً والخروج من منزلك حافياً وتحمل حذاءك بيدك لكي تتمكن من اللحاق بموعد جامعتك أو عملك، فقد تكون هذه المقالة الحل الجذري لهذه المشكلة اليومية.
يهبّ الكثيرون من أسرّتهم بنشاط وحيوية في الصباح دون أي معاناة وينطلقون في نشاطاتهم اليومية وصراعات الحياة فور غسل وجوههم، لكن في المقابل يعاني الكثيرون في الصباح الباكر وتبدأ التحديات بالنسبة لهم قبل أن يستيقظوا وأولها وأصعبها هو الاستيقاظ والنهوض من الفراش وتحضير أنفسهم للخروج من المنزل.
لكن ليس هناك حاجة للصباح لأن يكون أمراً مؤلماً أو عصيباً حيث قد يكون الحل هو روتين صباحي مدروس وشخصي ليصبح الصباح وقتاً مثالياً للتحضير لباقي اليوم بأفضل شكل.
فوائد الروتين الصباحي اليومي
قد يكون للحالة الجسدية تأثيرا كبيرا على الحالة النفسية، كما أن صحتنا العاطفية تتأثر بمشاعرنا اللحظية وكيف ندبر أمور حياتنا. على سبيل المثال يمكن أن تتسبب عجلتنا على مدار اليوم وركضنا للحاق بالموعد التالي إلى الشعور بالتقصير أو إلى الإرهاق.
في حال استمرار هذا النمط من إدارة الوقت، قد تبدأ مشاعر اليأس والإحساس أننا لن نتمكن من إنجاز أي أمر كما يجب بالتطور. أما الإحساس بالإمساك بزمام الأمور والسلام يمكن أن يساهم بصحة عاطفية إيجابية ويمكن أن يسهّل علينا حياتنا.
فائدة الروتين الصباحي اليومي للعلاقات الشخصية
من السهل عند الشعور بالعجز أو التوتر أن تظهر المشاعر السلبية هذه في علاقاتنا الشخصية مع الأشخاص المهمين في حياتنا. كم مرة أفرغت شقاء النهار أو عصبية العمل في وجه الأشخاص المقربين؟ يمكن أن يساهم الروتين الصباحي اليومي في جعلنا أكثر ثقة وإنتاجية ومقاومة للمشاكل ويمكن أن يجعل علاقاتنا العاطفية أكثر عمقاً وإيجابية.
الروتين الصباحي يساهم في زيادة الإنتاجية
يمكن أن يساهم الروتين الصباحي اليومي في وضع إيقاع معين ليومنا وأن يسمح لنا أن نتحكم ونجدول حياتنا و مواعيدنا عوضا عن أن تتحكم مواعيدنا بنا. مع بدء اليوم بشكل نشيط ومنظم يمكننا أن نركز على المهام الأساسية التي يتوجب القيام بها وأن نرتب أولوياتنا مما يزيد من إنتاجيتنا بدون شك.
الروتين الصباحي يمكن أن يرفع ثقتنا بأنفسنا
إن الثقة بالنفس قد تعني في الكثير من الأحيان أن الشخص معجب بأدائه أو مجهوده ولذلك يمكن العمل على رفع الثقة بالنفس عبر القيام بإجراءاتٍ عملية في هذا الخصوص. يمكن أن يساهم أداء المهمات بشكل كامل وإيجابي بإعطائنا شعوراً بالإنجاز وتعزيز الثقة بالنفس وهنا يكمن دور الروتين الصباحي اليومي حيث يساهم في ترتيب الأولويات وتنظيم أدائنا خلال اليوم.
الروتين الصباحي اليومي يعطي إحساساً بالسلام
يمكن أن يسبب التوتر والقلق العديد من المشاكل النفسية والعاطفية والجسدية في حياتنا وعلاقاتنا وقد يجعلنا نشعر أنه من المستحيل لنا أن نتم كل المهمات التي يتوجب علينا أداؤها أو نشعر أننا دائماً متأخرون.
كذلك قد يساهم روتين الصباح اليومي في توفير الوقت اللازم لممارسة بعض التمارين التي يمكن أن تساهم بسلامنا النفسي مثل التأمل أو الصلاة أو القراءة الروحية مما يساعد في إعطاء الشعور بالسلام.
نصائح للروتين الصباحي اليومي
أعطِ نفسك الوقت
قد يكمن السر في تحقيق هذا الأمر في عدم الضغط على زر الغفوة، من الصحيح أن ذلك قد يكون صعباً خصوصاً في البداية، إلا أن الروتين الصباحي اليومي الناجح يتضمن وقتاً كافياً لك للاستفادة من روتينك الصباحي والاستمتاع به أيضاً.
تختلف المدة التي يحتاجها الإنسان لإتمام روتينه الصباحي بين شخصٍ وآخر إلا أنها تقدر بحوالي 30 إلى 90 دقيقة. هناك اعتقاد شائع خاطئ حول الحاجة للاستيقاظ في الرابعة صباحاً لكي تتمكن من إتمام روتين صباحي يومي جيد. يقترح أخصائيو الإنتاجية أن وقت الاستيقاظ يختلف من شخص إلى آخر ويعتمد على الاحتياجات الشخصية ومعرفة التوقيت الواقعي المناسب لك الذي يمكنك الاستمرار عليه.
تحريك الجسم مهم في الروتين الصباحي
ربما كان روتينك الصباحي السابق يسمح لك أن تمسك هاتفك الذكي بمجرد أن تفتح عينيك في الصباح ثم أن تمضي 45 دقيقة وأنت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة أو حتى تقرأ إيميلات العمل. إلا أن خبراء الإنتاجية يقترحون أن الروتين الصباحي يجب أن يضع بعين الاعتبار التوقف عن فعل بعض الأمور وليس أن يركز فقط على الأشياء التي يجب أن نفعلها.
عند التوقف عن إضاعة الوقت أمام الشاشات يمكننا استغلال هذا الوقت في تحريك الجسم والقيام بتمارين التمدد أو التأمل مثل اليوغا أو حتى الذهاب في جولة على الأقدام خارج المنزل. باختصار، أي حركة جسدية صباحاً هي أفضل من الاستلقاء في السرير والانشغال بالهاتف الذكي لأن إيقاظ الجسم والعضلات من شأنه أن يوقظ الدماغ كذلك.
الهدوء ضروري أيضاً في الصباح
بقدر ما يكون تحريك الجسم ضرورياً في الصباح بهدف إيقاظ الجسم والدماغ، بقدر ما يكون الهدوء والحفاظ على حالة من السكون مهماً. يفيد الخبراء أن السكينة التي قد ننعم بها في الصباح قد تكون مفتاح البدء بيوم مثمر ونشيط.
يمكن أن تكون بعض التمارين في الحصول على السكينة مثل التأمل وتمارين التنفس والصلاة، والتي يمكن أن نعتبرها جزءاً من الروتين الصباحي اليومي، مفيدة وذلك لأن وقت السكينة يمكن أن يساهم في جعلك تشعر أنك ثابت وأن تركيزك عالي و جاهز للتركيز على مهماتك اليومية.
تناول الغذاء الصحي من أهم خطوات الروتين الصحي
لطالما سمعنا أن النهار الجيد يبدأ بإفطار مغذي، ومن الصحيح أن الغذاء الذي يدخل جسمنا يؤثر بشكل كبير على صحتنا الجسدية وعلى مستوى طاقتنا وعلى موقفنا النفسي خلال باقي اليوم.
إذا كان غذاؤنا الصباحي ضئيلاً من حيث القيمة الغذائية التي يحتويها فلن يترك لدينا شعوراً جيداً أو يعطي ما يحتاجه الجسم من قيمة غذائية ضرورية لضخ الطاقة بشكل مستمر بعده لساعات. لهذا السبب لا يجب أن يتسرع الشخص في خياراته الصباحية من حيث الطعام وأن يعمل على انتقاء وجبة صحية تحتوي على البروتين والفواكه والحبوب الكاملة بشكل يومي.
المرونة في الروتين الصباحي اليومي
حاول أن لا تحصر نفسك بفكرة الروتين الصباحي المثالي لأن الهدف هنا ليس الوصول إلى الكمال في هذه العادة الجديدة في حياتك، من الكافي في البداية أن يكون لديك اندفاع وطاقة في هذا الخصوص والتوصل إلى ما يناسبك بشكل شخصي.
تعني المرونة هنا أن تسمح لنفسك بالتأقلم وتعديل الروتين الذي تعتمده والتجريب حتى الوصول إلى ما يناسبك أو لا يناسبك. من المهم التذكر أن الروتين الصباحي يهدف إلى الوصول إلى حياة أكثر إنتاجية وسلاما وليس تعريض نفسك لتوتر إضافي.
الاستمرارية بعادات الروتين الصباحي
إن أكثر العادات المفيدة في حياتنا هي التي يمكننا المواظبة عليها بشكل دائم، وإذا كانت فكرة الروتين الصباحي اليومي جديدة عليك فلا داعي للقلق لأن الاستمرار والإصرار على هذه العادات كفيل بجعلك تعتاد عليها.
مع استمرار العمل على عادات الروتين الصباحي ستشعر بالتأثير الإيجابي له على يومك كاملاً وذلك بدوره سيحفزك على متابعة ممارسة هذه العادات مع نمو الإحساس أن خطواته ليست أمراً واجباً وإنما أمراً أنت تسعى إليه.
التحكم بالتكنولوجيا الحديثة
بالرغم من جهودنا الحثيثة لعدم السماح للتكنولوجيا بدخول حياتنا، قد يكون من الصعب تلافيها في بعض الأحيان. ليس من الضروري أن تحاول إقصاء التكنولوجيا بشكل كامل خلال تشكيل روتينك الصباحي لأن ذلك قد يكون صعباً خصوصاً أن معظم الناس يستخدمون الهاتف الذكي كمنبه للاستيقاظ. عوضاً عن ذلك يمكن أن نحد من استخدام التكنولوجيا وأن لا ندعها تتحكم بنا وتستولي على وقتنا.