الصحة النفسية للرجل لا تقل بأهميتها عن صحته الجسدية

كم مرة سمعت عبارة أنت رجل، عندما هممت بـ “فضفضة” مشاكلك على العلن، قد لا يكون ذلك على سبيل أنك تبحث عن الحل، وإنما مجرد تذكير نفسك، والناس.. بأنك كائن حقيقي ولست هلامي، لديك مشاعر، تفرح وتحزن، تسرد وتشتكي، ولست فضائياً بعيداً عن هموم الآدميين.

بالمقابل، أصبح العديد من الرجال يميلون مؤخراً إلى الاعتناء أكثر بصحتهم الجسدية، والمحافظة على صحة قلبهم، والخضوع للفحوصات الوقائية مع تقدمهم في السن.

"أنت رجل فإياك وأن تشتكي".. ماذا يجب أن نعرف عن الصحة النفسية للرجل؟

إلاّ أنّهم ما زالوا يتوهمون أن كل شيء تحت السيطرة عندما يتعلق الأمر بصحتهم العقلية وبالتالي لا يقومون بطلب المساعدة على الإطلاق. بالإضافة إلى تفضيلهم عدم الإفصاح عن مشاعرهم عند مواجهة أمراض خطيرة مثل سرطان البروستات.

قد تتأرجح صحة الشخص العقلية خلال فترة حياته ما بين حالة إيجابية من ناحية وصولاً إلى أعراض خطيرة من ناحية أخرى مؤثرةً بذلك على حياتهم اليومية.

وهنا فرصة للحديث عن ذلك في شهر حزيران، المخصص لمتابعة الصحة النفسية للرجل.

“لا تظهروا ضعفكم”

لا يتبع الرجال -عادةً- طريقةً محددةً للتعبير عن المشاكل التي تسبب لهم الحزن والتوتر والقلق والغضب، بل يميلون -في الغالب- لكتم مشاعرهم. ذلك أن الرجال يعيشون في الأساس -منذ الصغر- تحت ضغط رسالة واحدة “لا تظهروا ضعفكم”، كما تقول الدكتورة برين براون في كتابها “الجرأة”.

وفي الوقت ذاته، يمتنع الرجال عن طلب المساعدة، حتى من المقربين منهم كالأصدقاء، والأهل والزوجات.

ويرى الباحثون أن التنشئة الاجتماعية للأطفال وتربيتهم على الصلابة وقوة التحمل، وتجنب أي سلوك ينظر إليه على أنه يشير للضعف، بما في ذلك مظاهر التعبير عن الحزن، قد تؤدي إلى تعرض الرجال للاكتئاب لاحقا، ذلك أن المجتمع بشكل عام لا يتقبل بكاء الأطفال الذكور في الصغر، ولا حتى اكتئاب الرجال في الكبر.

"أنت رجل فإياك وأن تشتكي".. ماذا يجب أن نعرف عن الصحة النفسية للرجل؟

لماذا لا يعترف الرجال بمشاكلهم؟

تقول مؤسسة صحة الرجال الألمانية، إن تشخيص الأمراض النفسية لدى الرجال يعد أمرا صعبا للغاية؛ نظرا لأنهم يتعاملون مع مشاكلهم النفسية من خلال قمعها وعدم الاعتراف بها.

وأوضحت المؤسسة، أن كتم الرجال لمشاكلهم النفسية يرجع لكونهم يرونها لا تتوافق مع الصورة الذهنية النمطية الذكورية؛ كونها تعبر عن الضعف والعجز والفشل الشخصي.

إستراتيجيات المواجهة الذكورية

وأضافت المؤسسة الألمانية أن الرجال يحاولون مواجهة المشاكل النفسية من خلال اللجوء إلى “إستراتيجيات ذكورية”، تتمثل في:

-العدوانية.
-الغضب.
-الانسحاب الاجتماعي.
-الانهماك في العمل.
-الإفراط في ممارسة الرياضة.
-الهروب إلى العالم الافتراضي.

كما حذرت من عواقب وخيمة قد تترتب على عدم تشخيص ومعالجة الاكتئاب لدى الرجال، منها:
-عدم القدرة على العمل.
-التدهور الاجتماعي.
-الوحدة.
-اضطرابات القلق.
-التفكير في الانتحار.
-الإصابة بالأمراض مثل السكري والسكتة الدماغية.

"أنت رجل فإياك وأن تشتكي".. ماذا يجب أن نعرف عن الصحة النفسية للرجل؟

ولتجنب هذه المخاطر الجسيمة، أوصى الخبراء بمواجهة الرجال لمشاكلهم النفسية، وعدم النظر إليها باعتبارها وصمة عار، مع ضرورة الخضوع للعلاج النفسي في الوقت المناسب.

تحرّك من أجلك ومن أجل غيرك

قم بالجري أو المشي، قيامك بهذا الأمر سيكون لأهدافٍ جيدة، أوّلها طرد أي أفكار أو طاقة سلبية تكمن داخلك وثانياً تذكير الرجال الآخرين بقيمة الحياة وأهميّتها وأنّه ليس هناك عذراً يمنعهم من المضي قدماً سواء كانت لديهم حالة مرضية أو اضطرابات عقلية.

أيضاً تابع الحسابات التي تهمّك مواضيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي: إبحث عن الصفحات الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحتوي على أمور تساعدك على تحسين مزاجك. قد تكون هذه الأمور عبارة عن صور/ مقاطع فيديو عن الحيوانات، اقتباسات يومية تحفيزية و مُلهمة أو أساليب و طرق لعيش حياة أكثر سعادة. قم بمشاركتها مع الأشخاص الذين تهتم لأمرهم وساعد في نشر طاقة إيجابية.

وتوقّف عن التفكير – إمّا بقراءة كتاب، مشاهدة فيلم أو لعبة فيديو إلخ: سيكون عقلك في أفضل حالاته عندما تملاء وقتك بأنشطة ذات مغزى غير العمل، سواء كان ذلك ركوب الدراجات، أعمال النجارة أو لعب الطاولة.

إدارة صحتك العقلية بطريقة فعّالة ستمنحك تحسينات جذرية في نوعية حياتك، تضاعف قدرتك على دعم عائلتك وأصدقائك وستتيح لك أداء عملك بشكلٍ أفضل.