كشفت إحدى الدراسات أن 67% من الجيل Z ما زالوا خائفين من تغطية نفقاتهم
هناك الملايين من خريجي دفعة 2024 من الجيل Z ممن أنهوا دراستهم ويقررون الانضمام إلى القوى العاملة، لذلك يدعو بعض قادة الأعمال إلى إعادة تشكيل ممارسات العمل التقليدية لخلق بيئات يمكن أن يزدهر فيها الجيل زد بشكل أكبر، وبعد 5 سنوات من تأثير الجيل Z على مكان العمل، يواجه الخريجون الجدد حالياً عددًا من العقبات، بدءًا من تطوّر الذكاء الاصطناعي وتأثيره على العديد من الوظائف الجديدة، والتغلب على الانتقادات السابقة حول مدى صعوبة العمل مع هذا الجيل.
هناك 6 عقبات يتوقع قادة الأعمال أن يواجهها الجيل Z عند دخولهم إلى العمل:
1. المنافسة مع الذكاء الاصطناعي
إن أكبر منافس للجيل Z هو “الذكاء الاصطناعي التوليدي”، حيث قال كوزمين بيتيجوي، المدير المالي في شركة “Flywire” أنه رأى شركات كثيرة تخفّض وظائف المبتدئين أو الخريجين الجدد لصالح استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لأتمتة المهام الشاقة التي كان الموظفون الجدد يقومون بها سابقًا من أجل اكتساب الخبرة في هذا المجال، حسب موقع Forbes.
وأضاف المدير المالي قائلاً “أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لهذه المجموعة، وليس عائقًا أمام التوظيف حال تم الاستفادة منه بالشكل المناسب، ونصيحتي للخريجين الجدد هي تسخير الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على أداء وظائفهم بشكلٍ أفضل ومساعدة مؤسساتهم على العثور على الكفاءات”.
2. سمعة الجيل Z
يعترف بيتيجوي قائلاً “كان هناك الكثير من التعليقات السلبية حول أخلاقيات عمل الجيل Z وسلوكه في مكان العمل”، حيث أفادت دراسة حديثة أن 45% من مديري التوظيف يقولون إن الجيل Z هم الأسوأ في الإدارة، وإن أقرانهم السابقين، الذين يشعرون بالتشهير وسوء الفهم، يتلقون سمعة سيئة من الأجيال السابقة وقادة الأعمال، فيتم انتقاد العمال الأصغر سنًا بسبب وجود الكثير من القواعد، ورفض الامتثال لمطالب الشركات، ولأنهم أيضاً معارضون ويفتقرون إلى الآداب والموثوقية والمرونة.
كما يؤكد بيتيجوي أن “الشيء الوحيد الذي يعجبني في الجيل Z هو أنهم يميلون إلى بذل قصارى جهدهم في العمل، وغالبًا ما يعطون الأولوية لبيئات العمل والمنظمات التي تحركها الأهداف، وتتفاعل مع المجتمع الأوسع وتعطي الأفضل”، و”لقد وجدت أن الجميع يبذلون قصارى جهدهم عندما تتوافق هذه الأشياء، فالإنجاز الحقيقي في العمل يأتي من الرضا الشخصي والمهني ومن جلب أنفسنا بالكامل إلى العمل، ولهذا السبب، أعتقد أنه يمكننا تعلم الكثير من الجيل Z حول النجاح في مكان العمل”.
3. عدم اليقين الاقتصادي
يواجه الخريجون من الجيل Z سوق عمل هشًا وتضخمًا مستمرًا وارتفاعًا في معدلات الديون بسبب أزمة تكلفة المعيشة التي تؤثر على دخول الجيل Z للقوى العاملة، واكتشف تقرير حديث من “Handshake”، أن الشؤون المالية والاقتصاد هي مصادر مستمرة للتوتر، وأن العديد من خريجي عام 2024 قلقون بشأن التعرض للإرهاق أو الكفاح من أجل التقدم أثناء انتقالهم إلى العمل بدوام كامل، وعلى الرغم من ثقتهم في العثور على وظيفة، فقد كشفت الدراسة أن 67% من الجيل Z ما زالوا خائفين من تغطية نفقاتهم.
4. الشركات التي لا تقوم بتعيين موظفين مبتدئين
يفقد العمال المبتدئون الثقة في الحصول على وظيفة بسبب متطلبات الشركات، ففي شهر مارس، انخفض معدل التوقعات الإيجابية إلى 46.1٪، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2016، وذلك بسبب سوق التوظيف المنخفض والحد الأدنى من معدل الدوران، وذلك وفقًا لدراسات وإحصائيات عدة، حيث أن الشركات ليست حريصة على توظيف موظفين مبتدئين هذا العام، بل إنهم يخططون لتوظيف خريجين جدد أقل بنسبة 5.8% مما فعلوا في العام الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن الذكاء الاصطناعي قادم للوظائف المبتدئة فقط، وهناك 27% من الشركات تصنف برامج توظيف الخريجين كأولوية أولى لها للعام المقبل، وتركز 57% من المؤسسات بشكل أكبر على توظيف المواهب وتطويرها داخليًا.
5. المرونة
لقد نشأ الجيل Z مع الأدوات والتكنولوجيا التي خلقت عقلية “في أي مكان وفي أي وقت” والتي تؤثر على تعليمهم وعلاقاتهم وسلوكياتهم الترفيهية والتسوقية، حيث تقول مارسي ميريمان، مديرة الرؤى الثقافية واستراتيجية العملاء في الأمريكتين في شركة EY “إنهم يتوقعون نفس السهولة والمرونة عند دخولهم عالم العمل، فعندما لا يتم تلبية هذه التوقعات، من المرجح أن نشهد تراجعًا في الإبداع والإنتاجية والولاء”.
وأضافت ميريمان قائلة “سينتقل الموظفون الأكثر طموحًا وموهبة عندما لا يرون رغبة الشركة في التغيير، أو إذا لم يتحركوا بالسرعة الكافية، حيث سينتقل البعض إلى شركات أخرى، وسيجد الكثيرون نفس المشاكل وسيصابون بالخدر تجاهها، كما سينطلق الجيل Z هو الآخر من تلقاء نفسه ويجد طرقًا جديدة للعمل، وسيصبح العديد من هؤلاء الروّاد معطّلين ومحفّزين للتغيير، مما يمثل تحديًا وربما يقلب الشركات التي تختار التشبث بالوضع الراهن رأسًا على عقب”.
6. الأنظمة القديمة وغير الفعالة
تشير ميريمان إلى أن “القوى العاملة القادمة تستعد لاكتشاف ما تواجهه من تناقض صارخ بين التقنيات الاستهلاكية المتطورة التي اعتادوا عليها طوال حياتهم والأنظمة القديمة والمرهقة وغير الفعالة السائدة في العديد من أماكن العمل اليوم”، فقد “تمكنت العديد من الشركات، التي غالبًا ما تكون راسخة في طرق عملها التقليدية – سواء كان ذلك من خلال سياسات أو مفاهيم أو تقنيات طويلة الأمد – من الوصول إلى وضعها الحالي دون تكييف أنظمتها الداخلية مع التطورات السريعة التي تحدد العصر الرقمي.
كما أن الجيل Z – وهي مجموعة نشأت في عصر الإشباع الفوري والتجارب الرقمية السلسة، بدءًا من طلب البقالة إلى التخطيط للمناسبات الاجتماعية بنقرة بسيطة على هواتفهم الذكية – ممكن أن تجد توقعاتهم لبيئة عمل سلسة وفعالة لا تلبيها هذه المنصات القديمة والممارسات.