الكثير من الآباء والأمهات والمعلمين يضربون الطفل بدافع التنفيس عن الضغوط التي يتعرضون لها، وليس بدافع التربية وتقويم السلوك، والكثير منهم تعكس تصرفاتهم تجاه أطفالهم الجو الذي تربوا فيه، ما يجعلهم يعيدون ممارسة ما تلقوه في صغرهم، حيث يؤكد اختصاصيون نفسانيون أن ما يتلقاه المرء في صغره من عنف يعاود إنتاجه على أولاده بطريقة لا إرادية، إذ يجد نفسه يمد يده إلى ابنه ويضربه أو يدفعه دلالة على عدم قبول سلوكاته أو يعرضه لإهانة لفظية، كل ذلك تمارسه الأم أو الأب رغم الحب الجارف للأبناء، لكن الاندفاع نحو العنف يكون أقوى من المشاعر، وعادة ما يصدر عن الأهل الذين يعنفون أبناءهم سلوك عكسي غير متوازن لإرضاء الطفل بعد الضرب، ما يجعل الطفل يعيش في بيئة وجدانية غير متوازنة، وتؤكد دراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب يكونون عرضة لبعض الأمراض، إلى جانب الاختلالات النفسية وعدم الاعتداد والثقة بالنفس، والاستعداد للجنوح والانطواء وغيرها من مظاهر غير سوية في سلوك الطفل التي تظهر مستقبلاً.
وتقول الدكتوره هالة وديع، استشاري طب الأطفال، أن الكثير من الآباء والأمهات المصريين لا يعرفون الطريقة المثالية لمعاملة أطفالهم.
وأشارت أن تعامل الأهل بطريقة خاطئة مع أبنائهم يؤدي إلي نشأتهم بطريقة غير سوية، مليئين بالتعقيدات النفسية، ولا يكون بإمكان الأهل الاعتماد عليهم بشكل كامل.
وأضافت وديع، خلال حوارها ببرنامج "صباح التحرير" على فضائية "التحرير"، أن الأطفال يجب تعويدهم على كيفية التعامل بطريقة صحيحة في الحياة بدون المكافئة بـ"الحلوي".
وذكرت، أن تقديم الحلوى للطفل يجب أن يكون مرة واحدة أسبوعيا، ولا يزيد عن ذلك حتى لا يزرع فيه صفة التعامل بمقابل مع الآخرين.
وشددت وديع، على أن عقاب الطفل عند القيام بخطأ لا يكون قبل سنتن من عمره، فيتم إظهار ملامح الغضب على الوجه فقط بدون ضرب حتى لا نكسبه العدوانية خلال تعامله مع الناس.
وتابعت، أن وصف الطفل بأنه سيئ تجعله يأخذ هذه الصفة لنفسه، لذا فلابد وأن يركز الأهل على وصف الفعل لا الطفل بالسيئ، مع التأكيد بأن تكراره ليس من العادات المحببة