ترميم كنيستين دمرهما داعش في الموصل قبل سنوات

أقيم اليوم في مدينة الموصل العراقية طقوس تكريس دير مار كوركيس الواقع شمال مدينة الموصل بعدما حاول تنظيم داعش الإرهابي تدميره في عام 2015.

تنظيم داعش الإرهابي وخلال فترة احتلاله مدينة الموصل شمال العراق والتي استمرت لثلاث سنوات سوداء ، قام بتجريف إحدى كنيستي الدير والمقبرة القديمة التابعة للدير في مارس من عام 2015.

وكان داعش قد اقدم وبخطة ممنهجة على تدمير اغلب المعالم الأثرية في مدينة الموصل عند سيطرته عليها منتصف عام 2014 ، فقد فجر العديد من الجوامع والكنائس والاديرة لعل ابرزها جامع النبي يونس ومنارة الحدباء فقد اقترف هذه الأفعال بحجج واهية وبهدف تدمير معالم الموصل.

طقوس التكريس والتي حضرها المصلون لأول مرة بعد تحرير مدينة الموصل حيث كانت بمثابة إفتتاح للدير الذي يزوره المسلمين قبل المسيحيين بحسب ما قاله الراهب في الدير يوسف يونو عجم.

خلال مقابلة أجراها مراسل تلفزيون الآن مع الراهب في دير مار كوركيس الأب يوسف يونو تحدث وقال “هذا الصباح عشنا فرحة كبيرة عندما رأينا أحد المعالم التاريخية بمدينة الموصل عاد ليفتتح ابوابه امام الناس والمصلين، بالإضافة لكونه مركز ومكان ديني فهو يعتبر معلم اثري مهم بمدينة الموصل”

يضيف الأب يوسف ويقول ” الذي نطالب به هو ان يكون هنالك اهتمام بالمعالم التاريخية الموجودة بمدينة الموصل وخاصة التي دمرتها ايادي الارهاب فنأمل من الحكومة في محافظة نينوى ان تهتم بهكذا آثار ومعالم تاريخية”

هذا الدير الذي يرجح أن يعود تاريخه لأواسط القرن العاشر يعتبر من الأماكن الأثرية المهمة في مدينة الموصل والتي تحتوي على العديد من المعالم الدينية والأثرية القديمة جداً، لكن يد الإرهاب طالتها ودمرت غالبية هذه المعالم.

محمد معن آل زكريا أحد سكان مدينة الموصل تحدث هو أيضا لتلفزيون الآن وقال ” نحن نقف اليوم في أحد أهم الأماكن التاريخية والحضارية في مدينة الموصل ، قرون عديدة من الحضارة و التاريخ يحمله هذا المكان كما تحمله مكانات اثرية حضارية اخرى في مدينة الموصل ومحافظة نينوى عموماً ، هذا الدير لايقل أهمية عن باقي الأماكن التاريخية ، كثير من الأحداث كثير من الأيام والذكريات موجودة كمسلمين ومسيحيين لنا في هذا المكان في دير مار كوركيس عندما نذهب في أيام الربيع خاصة في أيام عيد الشهيد مار كوركيس 24 نيسان في كل عام يحتفل المسيحيون والمسلمون في هذا المكان فبالتأكيد العودة لهذا المكان من قبل المسيحيين والمسلمين من بعد ترميمه شيء جيد ويبعث التفاؤل ، وكذلك حركة الاعمار التي تشهدها محافظة نينوى مهمة جدا أن نعود لنحتفل جميعا بهذا اليوم وهذا التاريخ وبهذا المكان لنقول أن مدينة الموصل ستبقى مدينة للتعايش وكل المحاولات اليائسة لاخارج السكان الأصليين من هذه المدينة هي محاولات فاشلة ومستحيلة وان شاء الله العودة القريبة لكل المسيحين في مدينة الموصل للاحتفال بكل الأعياد في كل الاديرة الكتائس”

وعن عودة الطقوس الدينية للمسيحيين ومشاركة المسلمين أفراحهم تحدثت زينة متي التي قدمت من سهل نينوى للمشاركة بتكريس الدير تحدثت لتلفزيون الآن وقالت ” احنا اليوم جدا سعيدين بحضورنا بمناسبة تكريس كنيسة ماركوركيس بمدينة الموصل بوجود الاباء الكهنة والمطارين فرحانين جدا والاجواء كانت جدا ملائكية بوجود جوق المرتل وبمشاركة المؤمنين الحاضرين بأكثر من منطقة من سهل نينوى وايضا بمشاركة اخواننا المسلمين الساكنين الموصل”

“الكنيسة تعنيلنا كثير لانه بيها النا ذكريات طفولة هي وباقي كنائس مدينة الموصل الشعور اليوم كان جدا رائع صراحة انه عشنا مراسيم القداس بهاي الكنسية بعد ما فقدناها لأكثر من 6 سنوات نتمنى انه دائما تكون مشاعر السلام تعم البلد والناس يكونون عايشين بمحبة وسلام مانطلب اكثر شي من الله غير أن يعم السلام علينا احنا واخواننا المسلمين كنا ومازلنا عايشين بطريقه مسالمين كجيران كاهل كاصدقاء بحياتنا ماكان اكو تفرقة بيناتنا ولاكان اكو عنصرية او انه انا مسيحي وهو مسلم وبالعكس التسميات الي اجت بعد داعش والاحتلال كانت هذه التسميات عابرة احنا ماتخصنا احنا كنا عايشين قبل وحالياً عايشين بمشاعر محبة و سلام وتآخي”

وتشهد مدينة الموصل عودة تدريجية لمسيحييها الذين تركوا مدينتهم إجباراً عندما سيطر تنظيم داعش على الموصل وسرق كل املاك ومقتنيات مسيحيي المدينة.