تزايد جرائم القتل في العاصمة الصومالية مقديشو
- جماعة الشباب الإرهابية كانت وراء بعض هذه الجرائم
- وجرائم أخرى ناتجة عن انتشار تعاطي المخدرات
مع تزايد جرائم القتل في العاصمة الصومالية مقديشو، تداولت وسائل إعلام صومالية تقارير، تحمل تحليلات يحاول باحثون من خلالها فهم العوامل المؤدية إلى عودة المدينة مرة أخرى إلى حالة من شيوع جرائم القتل والاعتداءات الجسيمة، ما يضاعف القلق والخوف بين سكان العاصمة خلال الشهرين الماضيين.
وحتى الأسابيع الثلاثة الماضية ، كان من النادر أن تمر ليلة دون أن يُقتل مدني بالرصاص في مقديشو كما علمنا، ولحوادث القتل الحاصلة ثلاثة تصنيفات، فمنها ما تعلن الأجهزة الأمنية أنها جرائم تمت من قبل عناصر جماعة الشباب الإرهابية، وبعضها نفذته عصابات من عناصر أمنية او عسكرية حكومية منفلتة، تهدف إلى سلب ممتلكات المدنيين، وبعضها ناتج عن انتشار تعاطي المخدرات في مقديشو، هذه المدينة التي أهاليها لا تكاد تخلو أيامهم من حداد ودفن للضحايا دون وجود خطة حاسمة لمعالجة هذه المشكلة.
ومع مرور البلاد في موسم الانتخابات هذا، وتساءل الكثيرين عن سبب تعرض العاصمة لهذه الأزمة الأمنية وخاصة هذه الأيام، وتتمحور الأسباب حول ما يلي:
1- تردي الأوضاع الاقتصادية
تواجه العاصمة الصومالية ركوداً اقتصاديًا، وتراجعاً في المساعدات الخارجية ، وتراجع واردات التجار، في ظل القلق من الوضع السياسي في البلاد.
وأدّى ذلك إلى تراجع تداول الأموال إلى حد كبير في البلاد، وقد أثرت هذه الأزمة الاقتصادية على كل شرائح المجتمع.
ومع التدهور الاقتصادي في العاصمة، يحاول بعض الجنود الفاسدين انتزاع الممتلكات الثمينة للمارّة، وتؤدي مقاومة ذلك من قبل المدنيين إلى زيادة عدد الضحايا.
2- انشغال القادة العسكريين بالعملية السياسية
لقد أدى نظام الرئيس “فرماجو” إلى تسييس جميع القادة العسكريين الحكوميين، ما أدّى بكبار القادة العسكريين إلى البقاء في فنادق العاصمة، محاولين إيصال أحد أقربائهم من المقربين من النظام، لإقناع قبيلة كلِّ منهم لقبول ترشيح ذلك القريب، ومع انشغال تلك القيادات العسكرية، ظهرت حالة من الفراغ الأمني.
3- الخلافات بين أجنحة السلطة
في الفترة الماضية، تكررت الخلافات بين كبار قادة البلاد، وانقسمت القوات المسلحة حول هذه المسألة عدة مرات، وفي كل مرة يصطدم فيها كبار المسؤولين في الدولة، يحدث تراجع في كفاءة القيادات الأمنية والعسكرية.
علماً بأن الصراع بين رئيس الدولة محمد عبدالله فرماجو ورئيس وزرائه محمد حسين روبله هو عامل مسبب للإهمال الأمني في العاصمة “مقديشو”، إذ تراجع التعاون بين بعض أجهزة وفروع القوات العسكرية والأمنية بشكل كامل الآن.
4- ضعف التعاون بين القوات الأمنية والشعب
في العاصمة الصومالية “مقديشو” ، يلاحظ ضعف العلاقة بين الأجهزة الأمنية والعموم، وهناك انعدام للثقة، والجنود لا يملكون رؤية واضحة لجذب العامة، أو الاندماج في المجتمع.، وهو ما يجعل الجيش والقوى الأمنية ذاتها عرضة لتهديدات أمنية يمكن تجنبه، لذا يسود الاعتقاد بأن الأجهزة الأمنية والشعب مشتركون في حاجتهم للأمن لكنهما غير متفقان.
5- تجارة وتعاطي المخدرات
تشهد العاصمة زيادة في تعاطي وتهريب أنواع المخدرات الخطرة، ومع أن هذه المدينة قد نجت منذ فترة طويلة الحد من أزمة من ذلك النوع، فإنّها الآن أصبحت مسرحاً لتداول تلك المخدرات بكثافة بعد أن انتشرت بين الشباب والجيش.
لا توجد جهود واضحة لمكافحة تلك الظاهرة، ولازالت التوعية الدينية هزيلة في هذا الصدد، والنتيجة أن يفتح الجنود النار دون قصد على من يريدون.
6- إفلات المجرمين من العقاب
مقديشو مليئة بالعناصر الأمنية والعسكرية ممن ارتكبوا اعتداءات جسيمة، ومنها القتل، في الشهرين الماضيين، كان معظم من تسبب بمقتل الضحايا المدنيين من عناصر حكومية، ومعظمهم أولئك القتلة لم يتم القبض عليهم أو معاقبتهم، وفي كل مرة تضعف فيها العقوبة، تزداد جرأة المتجاوزين على ارتكاب الجرائم.
ما هي الحلول المقترحة؟
يعتقد المهتمون بالشأن الأمني في الصومال، أنه إذا اعتزلت القيادات العسكرية والأمنية انخراطها الحالي في العملية السياسية وركزت على عملها، وتم تجريم الصراع بين كبار القادة والأجهزة الأمنية، فيمكن إنشاء رؤية جديدة للعلاقة بين عموم الشعب والأجهزة الأمنية للعمل معًا لمكافحة تعاطي المخدرات، والحد من العمليات الإرهابية، أو الاعتداءات التي تقوم بها العناصر الأمنية المنفلتة، بما يضمن تحسّن الوضع الأمني في مقديشو عمّا هو عليه اليوم.