دبي، 17 سبتمبر ، الجزيرة- مع مضي أسبوع على بدء العام الدراسي يبرز موضوع الغذاء الذي يقدم للطفل في المدرسة ودوره في نموه وتأثيره على صحته، وإن كانت الأطعمة السريعة والعصائر السكرية تلعب دورا في إصابة الطفل بعدد من المشاكل الصحية منها البدانة وتسوس الأسنان، فإن مسؤولية الأم والمدرسة هي توفير بدائل مغذية ومفيدة للطفل تغنيه عن الأغذية الفارغة كتجهيز صندوق الطفل بحبة فواكه أو عصير طبيعي وشطيرة من الجبن ووحبة خضار كالخيار، وعلبة من الحليب طويل الأمد، وأكدت الدراسة دور الأم في تحضير غذاء الطفل.
ويشرح اختصاصي التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية زهير العربي أن الغذاء بشكل عام هو مجموعة من العناصر الغذائية يحتاجها الجسم لتكوينه والقيام بالوظائف الحيوية وممارسة نشاطاته اليومية. فكلما كان الغذاء متوازنا وصحيا كان الجسم قويا ومعافى ونشيطا، ولذلك يجب الحرص على تناول الطفل وجبات تحتوي على المجموعات الغذائية التي تعطيه كميات متوازنة من المغذيات كالفيتامينات والمعادن والبروتينات والطاقة اللازمة لنموه ونشاطه.
مواد فارغة ويحذر العربي، وهو حاصل على شهادة تغذية الرياضيين من الولايات المتحدة، من مخاطر الأغذية غير الصحية بالمدرسة على صحة الطفل، مثل الشيبس والعصير الصناعي والمشروبات الغازية والشوكولاتة، إذ يؤكد أنها تعتبر مواد فارغة من المغذيات اللازمة للنمو والنشاط البدني في يوم الطفل، فهي تعطيه طاقه فارغة غير مفيدة له، كما تؤثر على التحصيل المدرسي، لافتا إلى أن الدراسات قد أثبتت أنه كلما كانت الوجبات اليومية متوازنة زاد التحصيل العلمي للطفل.
وحول طريقة تحضير صندوق غذاء الطفل بالمدرسة، ينصح العربي الأم بأن يكون محتوى الصندوق من الأغذية المفيدة والصحية، وتشمل حبة فواكه أو عصيرا طبيعيا وشطيرة من الجبن أو الحمص أو معجنات، وحبة خضار كالخيار، وعلبة من الحليب طويل الأمد، مؤكدا دور الأم في تحضير غذاء الطفل.
ولأن الطفل يجهل فوائد الغذاء الصحي للجسم فقد يرفض أخذ هذا الصندوق أو يطلب وضع الشيبس مثلا فيه، ولإقناع الطفل بغذائه الصحي يقول العربي إن على الأم التعامل بتروِ مع طفلها وإقناعه بفائدة هذه المواد، وذلك عبر شرحها له، كما يمكنها أن تريه بعض الصور للنمو وصورا للدماغ وتطوره وتأثير الغذاء عليه، كما قد تخوفه أحيانا بالحديث عن مضار المأكولات غير المفيدة مثل تسوس الأسنان.
وحول مسؤولية المدرسة تجاه طلابها، يؤكد العربي أنها تستطيع توفير مقصف صحي يحتوي على مواد مفيدة، كما يمكنها استبعاد المواد الضارة وغير المفيدة كالشيبس والحلويات. ويضيف الأخصائي أن إدارة المدرسة تستطيع أيضا عمل محاضرات وعرض أفلام حول الغذاء الصحي، وتنظيم مخيم ومعرض للغذاء الصحي واستضافة مختصين بالغذاء، بالإضافة لجعل جزء من المنهاج المدرسي يتحدث عن المجموعات الغذائية.
ويؤكد الأخصائي العربي أن المقاصف المدرسية بدولة قطر عموما ممتازة ولا تقدم على الأقل أغذية غير مفيدة، لافتا إلى أنه تم التعاقد حاليا مع شركات أطعمة ومطاعم تحضر وجبات صحية تناسب الطلاب وفيها خيارات متعددة ومدروسة بشكل جيد ويشرف عليها المجلس الأعلى للتعليم.
وينصح العربي الأم التي لديها طفل بدين وتريد تحضير غذاءه المدرسي بالابتعاد التام عن الوجبات السريعة والعصائر المحلاة والمشروبات الغازية والشيبس والمواد الدهنية، وأن تقوم تحضير وجبات صحية له مع وضع كمية معتدلة من الطعام.
أما في البيت، فيقول الأخصائي إنه على الأم وضع صحن به كميات محددة من الطعام للطفل ومحاولة إقناعه بذلك، مشيرا إلى أهمية عدم دفع الطفل لتناول أكثر من حاجته من الطعام، منذ صغره. كما ينصحها بتشجيع طفلها على ممارسة الرياضة اليومية، وعدم السماح له بتناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز.