دبي، الإمارات العربية المتحدة،15 نوفمبر 2013، وكالات –

احتفل العالم يوم أمس بيوم مكافحة مرض السكري، والذي يحتفى به في هذا التاريخ سنوياً، منذ عام 1991م بمبادرة من الاتحاد الدولي للسكري، وذلك كرد على زيادة حالات الإصابة بالمرض في العالم .

وتقول الامم المتحدة ان عدد المصابين بمرض السكري في جميع انحاء العالم بلغ 382 مليون شخص، وان من المتوقع أن يصبح السكري سابع أسباب الوفاة الرئيسية في العالم بحلول عام 2030م، والذي سيصل عدد المصابين فيه الى ما يزيد على نصف مليون حالة اصابة .

ويعتبر اليوم العالمي للسكري يوم عالمي للتوعية من مخاطر داء السكري، بعد ان تم تحديد تاريخ 14 نوفمبر من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، إحياءً لذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922م والتي تعتبر المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة.

ويعد السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن استخدام تلك المادة بشكل فعال، ممّا يؤدي إلى زيادة تركيز السكر في الدم (فرط سكر الدم).

وهناك نمطان للسكري، يعرف الاول باسم السكري المعتمد على الأنسولين، أو السكري الذي يظهر في مرحلة الطفولة، وهو قلّة إنتاج مادة الأنسولين .

فيما يعرف النمط الثاني والذي يُسمى السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة، ويحدث بسبب استخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل غير فعال، ويظهر أساساً جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني .

ويعتبر النمط الثاني من السكري، الأكثر شيوعاً من السكري من النمط الاول، ويمثّل نحو 90 بالمائة من مجموع حالات السكري في جميع أرجاء العالم، ويضاف الى هذان النمطان، السكري الحملي وهو فرط سكر الدم، ويتم التعرف إليه سريعاً خلال فترة الحمل .

وتشير التقارير الى ان مرض السكري اودى بحياة 1.1 مليون شخص في العام 2005م، وان أكثر من 80 في المائة من وفيات المرض تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، ومنها منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والتي يبلغ عدد المصابين فيها بالمرض 36 مليون شخص .

ويبلغ عدد مرضى السكري في الصين وحدها 92.3 مليون شخص، أي أكثر من أي دولة أخرى، في حين ينتشر المرض بسرعة في دول أفقر مع زيادة التمدن، وقد أصبح 4 من بين كل 5 مرضى بالسكري يعيشون في دول ذات دخول منخفضة أو متوسطة .

كما وتحتل مصر المرتبة الـ 9 عالمياً ومن الدول التي تعاني من اعلى معدلات الاصابة بالسكري في العالم، ويبلغ عدد المصابين فيها 7.5 مليون شخص، ما يعادل أكثر من 16.6 في المائة من نسبة عدد السكان .

وتقول الجمعية اليمنية للسكري ان اخر الاحصائيات تشير الى ان عدد المصابين بالمرض في بلادنا يبلغ 900 ألف مصاب، فيما يوجد عدد أخر غير مشخص ويبلغ 700 ألف مصاب .

وتؤكد بأن أعداد المصابين بهذا المرض في تزايد مستمر من عام الى اخر، وهو ما يستدعي تذكير المجتمع بخطورة المرض ومدى تسارع انتشاره وتنبيه راسمي السياسات الصحية والمسئولين عن تقديم الخدمات الصحية، بضرورة بذل الجهود المواكبة لحجم ازدياد المشكلة الخاصة بالمرض .

ويرى الخبراء إن العالم يخسر المعركة ضد مرض السكري، بعد ان قفز عدد المصابين بالمرض إلى 382 مليون مصاب هذا العام، وهو مستوى قياسي، في الوقت الذي يتنبأ الاتحاد العالمي للسكري ان يقفز العدد بنسبة 55 بالمائة ليصل إلى 592 مليون مصاب بحلول عام 2035م .

ويشير التقدير الأحدث للاتحاد الدولي السكري الى معدل انتشار عالمي والذي تبلغ نسبته 8.4 بالمائة من عدد البالغين في العالم، ويزيد عن العدد المسجل في عام 2012م وهو 371 مليون مصاب .

ويقول الاتحاد في النسخة السادسة من /اطلس السكري/ ان معركة حماية الناس من الإصابة بمرص السكري ومضاعفاته المعوقة والمهددة للحياة، تمنى بالفشل، خاصة وان عدد الوفيات بسبب المرض تبلغ حالياً 5.1 مليون وفاة سنوياً .

ويشير الاتحاد العالمي للسكري إلى ان المرض يكبد العالم انفاقاً سنوياً على الرعاية الصحية قيمته 548 مليار دولار، وان هذا الرقم سيزيد على الأرجح إلى 637 مليار دلاور بحلول عام 2035م .

ويعود تاريخ معالجة السكري إلى العام 1922م عندما حقن العالم الكندي فريديريك بانتينغ طفلاً مصاباً بنوع خطير من السكري بهرمون الانسولين لأول مرة في تاريخ البشرية، وفيما بعد نقل بانتينغ حقوق استخدام الانسولين إلى جامعة تورونتو الكندية .

وقد ساعد اكتشاف بانتينغ وزميله تشارلز بست في إنقاذ حياة ملايين البشر، وحصل بانتينغ على جائزة نوبل في الطب لعام 1923م، فيما تجاهلت لجنة الجائزة تحقيقات تشارلز بست لكونه طالباً، ما جعل بانتينغ يتخلى طوعاً عن نصف قيمة جائزته المادية لصالح بست اعترافاً بدوره في اكتشاف الانسولين .

ولم تعرف البشرية أية وسيلة لمكافحة مرض السكري خلال قرون طويلة، وكان المصير الوحيد الذي كان ينتظر المصاب بهذا المرض هو الموت، إذ أن الحياة بدون هرمون الانسولين الذي يضمن امتصاص الغلوكوز، أمر مستحيل تماماً .

وعلى الرغم من أن السكري لا يزال يعتبر مرضاً لا يعالج، لكن الانسولين يساعد في السيطرة على سير المرض والذي تنتشر الاصابة به مع اتباع المزيد من الناس في البلدان المتقدمة انماطاً غريبة من الحياة .

وينصح معظم الاطباء للوقاية من الإصابة بالسكري، بممارسة النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي صحي وتجنب التدخين والتقليل من مدخول السكر والدهون المشبّعة، اضافة الى التشخيص المبكر من خلال إجراء فحوص دموية بسيطة .
سبأ