دبي ، الامارات ، 22 مارس 2014 ، متفرقات –
توضع جزيئات متناهية الصغر من البلاستيك (الميكروبلاستيك) في كثير من مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان من أجل تنظيف أقوى. لكن تلك الجزيئات تتسلل في النهاية إلى مياه البحار والأنهار وتعود إلى الانسان من خلال غذائه.
ربما لن يتفاجأ البعض عندما يعلمون أن معظم منتجي مستحضرات التجميل يضعون حبيبات بلاستيكية صغيرة جدا أو ما تسمى “حبيبات الميكروبلاستيك”في منتجات “تقشير” جلد الوجه (البيلينغ) لأن لها تأثيرا منظفا.
ويمكنها أيضا إزالة قشور الجلد الصغيرة بشكل مريح للبشرة. لكن ربما ستكون المفاجأة الكبرى هي أن حبيبات الميكروبلاستيك هذه تضاف إلى معاجين الأسنان أيضا لأنها تنظف دون أن تضر مينا الأسنان، فهي حبيبات ناعمة. كما توجد حبيبات الميكروبلاستيك أيضا في معظم منتجات العناية بالشفاة والماسكارا والماكياج.
ومن يقرأ فقرة المكونات المكتوبة على أنبوبة كريم تقشير البشرة “البيلنغ” أو عبوات مستحضرات التجميل أو أنبوبة معجون الأسنان، سيجد في كثير منها مصطلحات مثل البولي إيثيلين (PE) أو البولي بروبيلين (PP)، وهذه ليست سوى مسميات لمواد مستخرجة من البلاستيك. بالإضافة إلى ذلك، نشرت جمعية “اتحاد حماية البيئة والطبيعة في ألمانيا” المعروفة اختصارا باسم “بوند” قائمة بأسماء الشركات ومنتجاتها، التي يمكن أن يتم العثور فيها على “الميكروبلاستيك”.
لذلك، فإن وجود البلاستيك في مستحضرات التجميل ليس سرا. مع هذا فإن شركات مستحضرات التجميل نفسها لا تحب الحديث عن هذه المسألة. ورفضت مرارا وتكرارا الحديث مع DW بهذا الشأن.
البلاستيك موجود في مستحضرات التجميل ومواد العناية بالبشرة…
في المقابل، هناك عديد من الشركات التي تنبه إلى خططها الراغبة في صناعة بدائل لحبيبات الميكروبلاستيك و”التحول تدريجيا” في عملية الإنتاج. فشركة “لوريال” مثلا ردت كتابة على سؤال لـ DW تقول إنها تريد استبدال البلاستيك بحلول عام 2017.
كما أجابت خطيا أيضا على سؤال لـ DW شركة بايرسدورف منتجة ماركة “نيفيا” الشهيرة بأنه بحلول نهاية عام 2015 سيختفي البلاستيك من جميع منتجاتها.
أكثر من 20 ألف طن بلاستيك سنويا في بحر الشمال
لكن القضية أكبر من أن تقف عند حدود أدوات التجميل، فالبلاستيك يتسلل في نهاية المطاف إلى الأنهار والبحار عبر مياه الصرف. لذلك تدعم جهات حكومية في ألمانيا مشروعا لقياس نسبة البلاستيك الموجود في مياه بحر الشمال وبحر البلطيق أطلق عليه اسم “ميكروبلاست”، لأن السياسة في ألمانيا تريد الحصول على معلومات موثوق منها قبل اتخاذ قرارات يحتمل أن تمنع من خلالها استخدام الميكروبلاستيك.
ورغم استخدامهم لمعدات حديثة يواجه المشاركون في هذا المشروع مصاعب جمة: فحبيبات الميكروبلاستيك متناهية الصغر وليست هناك حدود لصغرها، حسب ما يوضح المهندس مارتين لودر المشارك في هذا المشروع.
مخلفات البلاستيك في المحيطات
ووفقا لمنظمة “نابو” لحماية البيئة، فإن أكثر من 20 طنا من النفايات البلاستيكية تتسلل سنويا إلى بحر الشمال. وبمرور الوقت تتحلل هذه الكمية إلى جزيئات أصغر وأصغر. ويؤكد المهندس مارتين لودر على أن نسبة البلاستيك في بحر الشمال ستزيد في السنوات المقبلة. وكالمغناطيس تجذب حبيبات الميكروبلاستيك الملوثات الموجودة في المياه مثل مبيدات الآفات الزراعية والمواد الكيميائية الصناعية. لهذا فالأسماك والحيوانات البحرية الأخرى لا تبتلع البلاستيك فحسب، بل تبتلع معه أيضا خليطا ساما شديد التركيز، يصل إلى بطون البشر في نهاية المطاف.
الشمع والسيليكا بدلا من البلاستيك
وبداية من نيسان/ أبريل هذا العام سيقوم مارتين لودر وفريقه بزيارة لمحطات معالجة مياه الصرف في ألمانيا لمعرفة ما إذا كان وإلى أي مدى تستطيع تلك المحطات تنقية المياه من حبيبات الميكروبلاستيك، التي جاءت من مستحضرات التجميل ومعجون الأسنان. وفي مراحل قادمة ستكون هناك دراسات لمدى تركيز جزيئات الميكروبلاستيك في المياه العذبة، أي في البحيرات والأنهار. ويأمل لودر أن توضع في غضون عامين بيانات كافية أمام السياسة لتتمكن من اتخاذ قرار. وقد صارت لدى لودر قناعة بأن “جزيئات الميكروبلاستيك ينبغي ألا يكون لها مكان في البيئة”؛ لأن هناك بدائل جيدة، أثبتت وجودها شركات مستحضرات تجميل طبيعية مثل شركة فيليدا (Weleda)، التي تستخدم حبيبات الشمع كمنظف في منتجات غسيل البشرة. وتستخدم أيضا “السيليكا” (رمال الكوراترز) في معجون الأسنان كمادة منظفة بجانب صودا الخبز وكربونات الكالسيوم التي تعد أحد المكونات الرئيسية للحجر الجيري والرخام. ويعترف المتحدث باسم مجموعة Weledaفي مقابلة مع DW أن الاقتصار على استخدام المواد الخام الطبيعية فقط يجعل عملية التصنيع معقدة جدا، ولكنها على أي حال أفضل للبيئة وللإنسان.