يعتبر الاحتفاء بعيد الأضحى مرتبطا بمجموع القراءات الدينية والفقهية التي دققت في كل الجوانب بالدليل، كما أكدته الدراسات الطبية والعلمية فيما يخص الضمانات الصحية المرافقة لسنة نبوية، وموعد ديني لصلة الرحم يكرس قيم التضامن، وليس فقط سلوك غذائي ومظهر من المظاهر السلبية والدخيلة على ثقافتنا مثل التباهي و الولائم، بما لها من انعكاسات نفسية، وصحية وجب الانتباه إليها.
أما عند ذبح الأضحية فقد قال الحديث النبوي الشريف كما جاء في رواية مسلم "إن اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُل شَيءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذبْحَة وَلْيُحِد أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ " فهذا تعبير واضح له مدلوله و تفسيره العلمي و الطبي، من أجل تفادي أي مضاعفات جانبية، لأن المقصود بذلك هو أن يكون السكين حاد بالقدر الكافي و معقم مع تنظيف و تهيئة المكان و القيام بالذبح في وضعية تتيح للدم التدفق من الوريد بشكل سلس يحول دون تختره.
ثم أن عملية سلخ الأضحية عادة ما ترافقها اجتهادات و عادات سلبية من قبيل النفخ الذي يترتب عنه انعكاسات صحية على مستوى الجهاز التنفسي وإمكانية انتقال العدوى و حدوث تسممات، فيما تبقى عملية الاستهلاك في حاجة إلى مستوى عالي من الوعي بخطورة التناول الغير السليم لأحشاء السقيطة كالكبد و الرئة المعرضة للإصابة بأمراض عادة ما تظهر على شكل أكياس مائية، و يرقات الدودة الشريطية وهو مرض طفيلي عبارة عن نقط بيضاء، نفس الأمر ينطبق على الرئة المصابة بتلوث الدم ما يفرض القيام بفحص دقيق لإزالة كل الشكوك.
كما تشكل طريقة استهلاك اللحم الحلقة الأساسية الواجب التعامل معها بحذر و توازن دقيق لاعتبارات صحية محضة ارتبطت بأنماط التغذية التي ترسخت بشكل سلبي أبرز تجلياتها تقارب الوجبات، والإفراط في كمية اللحوم التي تتحول إلى وجبة رئيسية بدون منازع على امتداد اليوم، وتجاوز الكميات المحددة من حيث الحاجة إلى اللحوم التي يجب أن تتراوح ما بين 15 و 20 في المائة من مجموع الوجبة بمختلف مكوناتها، هذا دون الحديث عن الإقبال الملحوظ على المشروبات الغازية و السكريات، وأصناف الحلويات المرافقة لمناسبة العيد مما يزيد من تعقيد الأمور.
لحم الأغنام لا تحتوي على سكريات، كل ما في الأمر أنها غنية بالذهنيات و الشحوم منها ما يظهر و منها ما هو متواجد بين ثنايا طبقات اللحم، ويصعب إزالتها مع تفاوت نسبتها حسب نوعية أعضاء الخروف.