تركز الأبحاثُ الطبية غالبا حول َتأثير ِسرطان الثدي على المرأة المصابةِ به، ونادرا ما يتوجه الباحثون إلى دراسةِ تأثير إصابة ِالمرأة على صحة ِزوجها النفسية والجسدية ؛ الزميلة ديما نجم أعدت تقريرا استعرضت فيه أهم النتائج التي توصلت إليها الأبحاث حول صحة أزواج المصابات ..
يتجسد تأثير إصابة المرأة بسرطان الثدي على صحة شريكها في عدة طرق ، فقد يولد لديه شعورا بالضيق والتوتر ، وبالتالي يسبب ضررا لمدى الدعم المعنوي والاجتماعي والاقتصادي الذي يقدمه لزوجته المصابة ، كما انه قد يزيد من خطر إصابته باضطرابات نفسية كالادمان وتقلب المزاج .
في بحث دنماركي هو الاول من نوعه الذي اعتمد على معطيات من سجل دولي حول دخول المستشفى بسبب حالات الاكتئاب واضطرابات المزاج الاخرى لدى أزواج النساء المصابات بسرطان الثدي، تمت متابعة أكثر من مليون رجل لمدة ثلاث عشرة سنة، وتم التوصل إلى النتائج التالية :
لدى أزواج النساء اللواتي تم تشخيص اصابتهن بسرطان الثدي في فترة البحث ، ظهر ارتفاع بنسبة 40% في احتمال دخول المستشفى بسبب حالات الاكتئاب ثنائي القطب او اضطراب آخر في المزاج ، مقارنة مع الازواج الذين لا تعاني نساؤهم من سرطان الثدي .
بينما ارتفع بنسبة خمسين في المئة احتمال دخول المستشفى بسبب حالات الاكتئاب لدى الرجال الذين تقدم الورم عند نسائهم بعد العلاج الاول .
وأما الازواج الذين توفيت نساؤهم بسبب المرض ، فكانت نسبة دخول المستشفى لديهم أربعة أضعافها مقارنة بالرجال الذين بقيت نساؤهم على قيد الحياة .
دراسة أخرى أمريكية أثبتت أن مشاعر الذنب والاكتئاب والخوف من الفقدان ، كلها عوامل تثير توترا ً حادا ً وشدة نفسية مزمنة قد تستمر لسنوات ، حيث أبدت النتائج وبشكل ملحوظ مستويات أعلى من التوتر والشدة النفسية لدى الرجال الذين ساءت حالات زوجاتهم ، إضافة إلى التعرض لتعب وإرهاق أكثر أثر على أدائهم لوظائفهم اليومية ، كما سجل المشاركون سبع أعراض جسدية مترافقة مع هذا التوتر ، تراوحت بين المشاكل الهضمية والصداع وآلام الرأس والسعال والغثيان ، كما ارتبط مقدار التدهور في الوظيفة المناعية بمقدار التوتر، فكلما ازداد توتر الرجل حول مرض زوجته كلما قلت الاستجابة المناعية لجسمه .
وفي سياق متصل ، قامت دراسة أخرى في السويد بمتابعة أزواج المصابين بالسرطان لمدّة عشرين عاماً ، ووجدت أنّ الأشخاص الذين يرعون شريكهم المصاب بالسرطان ، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبيّة والدماغيّة بنسبة تتراوح بين الـ 13% والـ 29% مقارنة بغيرهم .
ويبرر الباحثون سبب ارتفاع الخطر لدى أزواج النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي ، بعدم الاستجابة لاحتياجاتهم النفسية، خاصة وان مرض الزوجة يستحوذ على كل الاهتمام .