أجبر سكان سيراليون البالغ عددهم ستة ملايين ، على البقاء في منازلهم في إطار حملة توعية ، تستغرق ثلاثة أيام سعيا لوقف تفشي وباء ايبولا ، الذي اعتبرته الأمم المتحدة تهديدا للسلام والأمن الدوليين .
وفي سياق متصل وافقت فرنسا وألمانيا على إقامة جسر جوي مع الدول الأفريقية التي ينتشر فيها ايبولا ، كما سيرسل الجيش الألماني مئة جندي وأربع طائرات لتنسيق هذه المساعدة .وأوضح رئيس سيراليون أن هذه الحملة تهدف إلى توعية السكان ، وهو رهان كبير بعد إقدام قرويين في غينيا المجاورة على قتل ثمانية من الصحافيين وأعضاء فريق للتوعية من الوباء .
وسيراليون وغينيا وليبيريا هي البلدان الأكثر تضررا من الوباء الذي أدى إلى وفاة 2630 منذ مطلع العام ؛ وخلت شوارع العاصمة فريتاون بالكامل إلا من عربات الخدمات وسيارات اسعاف ، بحسب مراسل فرانس برس .
وسمح للسكان بالخروج لقضاء حاجات أساسية كجلب المياه أو الذهاب للصلاة بعد السادسة مساء .هذا ويعمل حوالي 30 ألف متطوع على زيارة 1,5 ملايين منزل ، وتكمن مهمتهم في تقديم صابونة لكل عائلة ومعلومات حول ايبولا وتشكيل لجان حراسة ، مع الامتناع عن دخول المنازل . وسيخطر المتطوعون الاجهزة المتخصصة عند رصد مرضى أو جثث .
وتنوي السلطات توزيع أسًرة إضافية حول العاصمة بعد توقع ارتفاع في عدد الاصابات المسجلة والتي بلغت 1673 حتى الان من بينها 562 وفاة .ويتضاعف هذا الخطر في حالة ايبولا الذي أثار ردود فعل بين القرويين تنفي وجوده وأحيانا بعنف كما حصل في غينيا .
وهي المرة الاولى التي يصف فيها مجلس الامن حالة طوارئ صحية بانها تشكل خطرا على الامن والسلم الدوليين، وإحدى المرات النادرة في تاريخه التي يتدخل فيها في ازمة متعلقة بالصحة العامة .وأكدت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن هذا الفيروس "اكبر تحد واجهته الامم المتحدة ووكالاتها على الاطلاق في زمن السلم" .
ودعا المجلس "الدول الاعضاء الى تقديم مساعدة عاجلة" للدول التي تفشى فيها الوباء ، فيما قدرت الامم المتحدة الحاجة إلى مليار دولار على ستة أشهر لذلك .وأوضح المتحدث أن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ونظيرته الالمانية اورسولا فون دير ليين اتخذا هذا القرار خلال اجتماع في باريس الجمعة .
وتنوي باريس وبرلين اقامة قاعدتهما في دكار عاصمة السنغال التي ستنطلق منها المساعدات الى الدول المصابة بالوباء الذي اعتبرته الامم المتحدة "تهديدا للسلام والامن الدوليين