ذكرت تدوينة على موقع المجلة الطبية البريطانية (بي.إم.جيه) الشهيرة كتبها ريتشارد سميث، وهو رئيس التحرير السابق للمجلة. قال سميث فى تدوينته: "إن الموت بالسرطان، هو الأفضل" حيث يمكن للمريض أن يقول وداعا، وأن يفكر فى حياته، ويكتب رسائله الأخيرة، بل ربما يزور أماكن خاصة للمرة الأخيرة، وأن يستمع إلى أفضل المقطوعات الموسيقية، وقراءة أحب الكتب إلى نفسه، والاستعداد وفقا لمعتقداته للقاء خالقه.
وحث سميث (62 عاما) زملاءه من الأطباء على التوقف عن "تبديد المليارات فى محاولة للعلاج من السرطان" وقال إن الموت بسلام بمرض السرطان أمر ممكن ب"الحب والمورفين والويسكي".
وتعليقا على ذلك، قال كبير أطباء أبحاث السرطان في بريطانيا بيتر جونسون في بيان. إن المليارات التي تنفق سنويا على البحث عن علاج للسرطان أنفقت في مسارها لأن هذا المرض قتل الشباب، فضلا عن كبار السن "وكلما عرفنا المزيد عن السرطان، كلما كان بإمكاننا إتاحة خيارات للمرضى".
أبحاث جديدة
وفي نفس السياق وصل باحثون في دراسة نشرت مؤخراً إلى أن التحولات العشوائية في الحمض النووي (دي إن إيه) في مختلف أجزاء الجسم أثناء الانقسام المعتاد للخلايا هي السبب الرئيسي في الكثير من أنواع السرطان. مما يعني أن أكثرية أنواع السرطان سببها "الحظ العاثر" الذي يؤدي إلى هذه التحولات العشوائية.
وقام الباحثون بدراسة 31 نوعاً من أنواع السرطان ووجدوا أن 22 نوعاً، من بينها سرطانات الدم والبنكرياس والعظام والخصية والمبايض والمخ، تعزى إلى حد كبير إلى هذه الطفرات العشوائية.
ووجد الباحثون أن الأنواع التسعة الأخرى، ومنها سرطان القولون والمستقيم وسرطان الجلد المعروف باسم سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الرئة المرتبط بالتدخين، ترتبط ارتباطاً قوياً بعوامل وراثية وبيئية مثل السلوكيات الضارة والتعرض للمواد المسرطنة.
الإصابة بمرض السرطان تكون مفاجئة وقاسية. ومن الممكن تجنب ما يقرب من نصف حالات الإصابة بالسرطان. فالتدخين وحده هو المسبب لكل خامس إصابة بالسرطان. كما أن التبغ السام لا يؤدي إلى الإصابة بالسرطان فحسب، بل إلى الإصابة بأنواع أخرى من الأورام، ما يعني أن التدخين من المسببات الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان ولكنه ليس الوحيد.
من جانبه، أشار توماسيتي إلى أن حدوث التحولات الضارة في الجينات "لا يرجع إلى سبب معين سوى العشوائية"، لأن الخلايا الرئيسية للجسم، التي يطلق عليها خلايا المنشأ أو الخلايا الجذعية، تتفرع منها مختلف الأنسجة. وأضاف توماسيتي أن الدراسة تبين أن تغيير نمط حياة المرء وعادات له مثل التدخين لتفادي السرطان قد لا يساعد على منع الإصابة بأنواع معينة من السرطان لكنه قد يكون ناجعاً ومفيداً مع أنواع أخرى من السرطان. ولم تشمل الدراسة كل أنواع السرطان، إذ تم استبعاد سرطان الثدي والبروستانا لأن الباحثين لم يتمكنوا من التحقق من معدلات انقسام الخلايا الجذعية.