أثبت العلم الحديث أن هناك علاقة بين تغير مزاج الإنسان وتعاقب الفصول من خلال دراسات عديدة للسلوك البشري الذي يختلف فيه الناس عن بعضهم البعض في تفاعلهم وتعاطيهم مع حالة الطقس والظروف الجوية.
يغلب على الكثيرين الشعور بالحزن لدرجة يصلون فيها إلى الإكتئاب عند تساقط الثلوج وهبوب الرياح الرعدية في فصل الشتاء، خاصة في الدول الإسكندنافية والنرويج التي تقصر فيها ساعات النهار بشكل كبير، ويقل تعرض الناس إلى الشمس التي تحجبها الغيوم لأشهر طويلة، الأمر الذي يدفع البعض إلى الانتحار رغم رغد العيش الذي تتميز فيه هذه الدول الغنية. بينما في دول أخرى تنتشر الفرحة والابتهاج بقدوم الشتاء، فلا يتوانى أحدهم عن الخروج للركض و اللعب في الأجواء الشتوية القاسية، وخير مثال على ذلك دول الخليج.
والتفسير العلمي لذلك أن الإنسان يشعر بضيق في التنفس في الأجواء الحارة نتيجة تباعد ذرات الأكسجين في الهواء، مما يجعله يتنفس بشكل غير طبيعي فيصيبه التوتر والانفعال الذي يظهر على سلوكه.
ويعد فصل الربيع هو أفضل الفصول من الناحية النفسية حيث تزداد فيه ساعات النهار التي تبعث بالنفس النشاط والحيوية، وتزهر فيه أكثر الأشجار فيضفي ألواناً زاهية تؤثر بإيجابية على الإنسان.
وفيما يتعلق بفصل الخريف الذي تتناقص فيه كمية أشعة الشمس وتعرض الإنسان للضوء ينتج عنه شعور البعض بالاكتئاب الموسمي.
وفيما يتعلق بعدم تشابه تغيرات المزاج المرتبطة بالطقس يعتقد بعض الاختصاصيين في الطاقة أن تغير مزاج الإنسان وحالته النفسية تبعاً لحالة الطقس يرتبط بوقت ولادته، فمن يولد والشمس مشرقة تبقى الشمس بالنسبة له مصدراً للطاقة والحياة، وهو العكس لمن يولد في الليل.
بالإضافة إلى الحالة النفسية لدى الإنسان المؤلفة من إشعاعات داخلية، وهي إما متنافرة أو متجاذبة من شأنها التأثلاحظ الانسان منذ القدم ارتباط حالة الطقس في فصول السنة مع حالة المزاج، فنسمات الربيع تريح النفس، بينما حرارة الصيف وبرد الشتاء ترتبط بالانفعالات النفسية الحادة في بعض أماكن العالم، وربما في أماكن أخرى قد تبعث في النفس الفرح والسرور.