أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (البيان)

أكد الدكتور عامر الشريف، المدير التنفيذي لقطاع التعليم في مدينة دبي الطبية، أن جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، التي استقبلت الدفعة الأولى الشهر الماضي هي أول جامعة على مستوى المنطقة تستخدم المحاكاة الطبية في التعليم والتدريب، وهو ما ينسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بضرورة توفير تعليم أكاديمي متميّز وتدريب مستمر في مجال الرعاية الصحية، لتعزيز مهارات الطلاب والأخصائيين من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بأفضل وسائل المعرفة والتدريب، لافتاً الى أن باب الاستفادة من البرامج التدريبية متاح أمام جميع كليات الطب، والمؤسسات الصحية لمساعدة الأطباء على صقل مهاراتهم وخبراتهم العملية.

أقرأ أيضا:دراسة: مسكنات الألم لها علاقة بزيادة خطر الإصابة بقصور في القلب

وقال الدكتور عامر في لقاء خاص مع "البيان": إن نظام المحاكاة السريرية يستخدم دمى قادرة على التنفس والنظر إليها، وإعداد السيناريوهات لحالات طبيعية تحاكي الواقع، لإعداد المتدربين على حالات ستواجههم في المجال الطبي، ليتمكنوا من تطبيق المهارات والدروس النظرية على الدمى البشرية، وتقليل نسبة الأخطاء في بيئة المستشفى وغرفة العمليات.

أقسام
وأوضح أن المركز يضم أقساماً عدة، لتوفير بيئة متكاملة للأطباء، فهناك غرفة تعتبر ما قبل المحاكاة، ليتدرب الأطباء على المهارات الأساسية، كالتحكم بمجرى التنفس وتعريف المتدربين بآلية وضع المحاليل الوريدية وكيفية توصيلها بدمى المحاكاة، تماماً كما لو كان الأمر حقيقياً، وهي دمى ذكية تتفاعل مثل البشر، وغرفة أخرى لتبديل الملابس للنساء وأخرى للرجال، وغرفة العمليات للعناية المكثفة، وقسم الحوادث والطوارئ ليتعلم الطبيب في غرفة آمنة لتقليل الأخطاء من خلال التدرب على سيناريوهات مختلفة، والتدرب على كيفية تواصل الفريق الواحد مع بعضه خلال العمليات.

أقرأ أيضا: "التجويع" طريقة جديدة للقضاء نهائيا على خلايا الورم السرطاني

وأشار الى أن الدمى تتمتع بدرجة عالية من الذكاء، فإذا أعطيت إبرة تتفاعل، وتتنفس بطريقة طبيعية، وتتفاعل مباشرة مع الطبيب، وتظهر على الشاشة أدق التفاصيل مباشرة عند العمل على جزء معين من الدمية.

وأوضح أن المركز يضم، أيضاً، غرفة خارجية توجد بها أجهزة مراقبة وتحكم، ليرى الأساتذة والمشرفون مدى تفاعل الأطباء مع السيناريو الموضوع وكيفية التواصل والأخطاء، التي ارتكبت لتفاديها عند التعامل مع الإنسان في المستشفيات، ويعطي الأساتذة التعليمات للأطباء من خلال الغرفة، وفي وحدة العناية المركزة للأطفال يطبق المركز، السيناريو الخاص بالطفل والمراهق والبالغ، وهناك أجهزة للتحكم بالدمى ومطورة ومعقدة، أما في الجناح الطبي فالأمر مختلف، حيث إن الدمى متحركة وبإمكانها التجول في المركز من خلال التحكم فيها، ليتدرب الطبيب على كل الحركات والإصابات، فإذا وقع الشخص، يتم توضيح الطريقة الأنسب لتحريكه وإسعافه، أما جناح الولادة فهناك دمية حامل للتدرب على كيفية التعامل مع المرأة الحامل، وكيفية مراقبة وضعها الصحي قبل الولادة، وتحاكي الدمية الأمور المعقدة في الولادة سواء كانت بطريقة طبيعية أو قيصرية، إضافة إلى حضانة للطفل وكيفية الاهتمام به، إضافة إلى قسم محاكاة الأسنان.

مستشفى مصغر
وأضاف الشريف أن مركز خلف أحمد الحبتور للمحاكاة الطبية، يعد أول مركز متكامل في المنطقة وهو عبارة عن مستشفى مصغر، يضم كل الأقسام الطبية، كالعناية المركزة، إضافة لأقسام أخرى للأطفال والنساء والولادة وأمراض الجناح الطبي وغيرهما، والربط الإلكتروني في المركز يجعل التواصل والتدقيق وافتعال السيناريوهات سهلاً ومتاحاً، ويضم المركز أحدث الأجهزة الطبية من شركات عالمية، ليمارس الطبيب أو الطالب عمله في بيئة آمنة وسليمة، والخطأ وارد في التعلم ويتبعه شرح عملي للأخطاء التي ارتكبت خلال تنفيذ السيناريوهات، ليكون الجميع قادراً على العمل فريقاً واحداً من أجل تقديم خدمة أفضل للمريض.

أقرأ أيضا: بشرى سارة.. علاج مرض السرطان أصبح حقيقة!

وأشار إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن التدريب على المحاكاة يعرف الطالب والطبيب إلى بيئة العمل ويحسن التواصل بين فريق العمل ويقلل من نسبة الأخطاء الطبية التي قد ترتكب.

جديد المركز
كما كشف الدكتور الشريف أن المركز طرح برامج متميزة ومعتمدة عالمياً، بالتعاون مع جامعات عالمية لطرح برامجهم في المركز، وتحديداً التعاون مع مستشفيات جامعة كامبريدج لإطلاق مجموعة من البرامج التعليمية الطبية، لتدريب مقدمي الرعاية الصحية على تقنيات التخدير بشكل عام وإدارة الحالات الطارئة، خلال عمليات التخدير، إضافة إلى التعرف الى مجموعة من التعقيدات الطبية المصاحبة للتخدير والمرتبطة بالشعب الهوائية والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، إضافة إلى المضاعفات المرتبطة بالتخدير الموضعي وعند إجراء الجراحة في مناطق الكبد والمسالك البولية.

وأكد أن الدمى تستجيب بشكل لحظي عند تنفيذ الإجراءات الطبية اللازمة في خطوة تعزز من ثقة العاملين في القطاع بأنفسهم وتهيئهم للتعامل مع مختلف الحالات الطبية التي قد تواجههم على أرض الواقع، وتساعد في اتخاذ القرارات الطبية الصحيحة خلال الحالات الطارئة.