أخبار الآن | غزة -فلسطين – (رويترز)

هبة الشرفا أول مُعلمة مُساعدة فلسطينية من بين المصابين بمتلازمة داون تنجح في تغيير نظرة مجتمعها والمنطقة والعالم لهذا المرض ..

وتُعلم هبة طلابا آخرين مصابين بذات المتلازمة ، على أمل أن تترقى في عملها بجمعية الحق في الحياة الخيرية بغزة لتصبح معلمة. وتختلف هبة عن باقي المعلمين في مدرستها بكونها مُعلمة كانت طالبة بذات المدرسة. ومنذ نعومة أظفارها أظهرت هبة عزيمة صلبة وإرادة قوية بخصوص التعلم.

وقالت لتلفزيون رويترز "جيت ع الجمعية وأنا صغيرة كان عمري أربع سنين. جيت وأنا صغيرة في جمعية الحق في الحياة. كنت أنا أقرأ وأهجي مع المعلمة وأقدر أنا أستوعب الحروف عشان أنا أحكيها وأهجيها وأكتبها حرف حرف." وتحلم هبة بأن تكون مسؤولة بنفسها عن تعليم الفصل الدراسي بشكل كامل وعن تحضير الأسئلة وما إلى ذلك.

وأضافت "باحلم أكون مثلا أصير أنتي (مُعلمة) هيك على طول. أمسك صف لحالي. يعني أصير يعني جد بجدية زي المس (المُعلمة) تبعتي نوال بن سعيد. يعني بدي أنا يعني نفسي أصير زيها. إنه بالصف يعني إنه بدي شُغل. أعمل هيك بالصف.. أعمل وسائل مثلا.. بطاقات.. هيك يعني أعمل زيها هيك بالضبط."

وفي الفصل الدراسي تتواصل هبة مع طلابها -وهم مثلها من المصابين بمتلازمة داون- بأسلوب فريد لاسيما وأن لديها قدرة على فهمهم أكثر وكذلك فهم احتياجاتهم. وتوضح نوال بن سعيد وهي مُعلمة هبة ومُعلمة تربية خاصة في جمعية الحق في الحياة أن إصرار هبة على تحدي إعاقتها هو ما جعلها أول مُعلمة بمتلازمة داون في الجمعية وقطاع غزة.

وقالت نوال بن سعيد "طبعا هبة أصبحت أول مُدرسة متلازمة داون في جمعية الحق في الحياة لأنها طبعا أثبتت وجودها وتحدت الإعاقة وهيك صارت أول مُدرسة داون في كل القطاع." وهناك طلاب في جمعية الحق في الحياة يسيرون على خطى هبة الشرفا ويتدربون ليصبحوا مساعدي معلمين مثلها. من هؤلاء تلميذ لهبة يدعى محمود أبو سويرح يتمنى أن يتسنى له ذات يوم تعليم طلاب آخرين مثل هبة.

وقال أبو سويرح "باحب أكون زي هبة مُساعد بيساعد بأعلم بأعلمهم بأروح ع الصف بأقريهم." وتختص المدرسة التابعة للحق في الحياة بتعليم طلاب يعانون من متلازمة داون والتوحد. وينتظم في المدرسة نحو 600 طالب إضافة إلى نحو 150 آخرين يتعلمون بمنازلهم.

ويرى نبيل حنيد مدير البرامج التأهيلية في جمعية الحق في الحياة أن نجاح هبة -رغم إعاقتها- في مسؤولية تعليم صف مدرسي يُغير نظرة الأهل والمجتمع والعالم بأسره للمصابين بمتلازمة داون.

وقال "الآن هبة أصبحت يعني حالة تعتبر نادرة بالنسبة لمتلازمة داون. كمُعلمة تقود فصل دراسي ببراعة بصراحة. طبعا هذا شيء بيغير نظرة الأهل أو بيغير نظرة المجتمع أو بيغير نظرة العالم كله بالنسبة لذوي الإعاقة من متلازمة داون."

ومنذ ولادة هبة تُساعدها نهى أبو شعبان والدتها في دراستها. وتُرجع الأم نجاح ابنتها في مهامها إلى ثقتها في نفسها الناتجة عن إشراك الأسرة لها في كل أمور الحياة والعلاقة الطيبة لجميع أفراد الأسرة معها.

وأوضحت الأم ذلك قائلة "بنحاول نقوي ثقتها بنفسها يعني ما نتركهاش لوحدها أبداً. نشاركها في كل أمور حياتنا يعني. طلعاتنا.. زيارتنا.. فُسحاتنا.. كله تكون معانا. كل الناس بيعرفوها وبيتعرفوا عليها وعرفوها وانبسطوا معها وهي انبسطت معاهم. فما كانش عندها أي غُربة يعني بالمجتمع يعني فتعودت على هذا الشيء.

فهذا ولَد عندها الثقة بنفسها واعتمادها على نفسها وعلاقاتها في أخوتها في أخوها في أمها وأبوها كله كانت ممتازة جدا يعني. فهذا يعني كان من الأساسيات إنها تكون مُميزة يعني." وتساعد منظمات عديدة في الشرق الأوسط وأوروبا جمعية الحق في الحياة على القيام بمهامها من خلال إمدادها بما يلزمها لتحقيق ذلك.

 

إقرأ أيضاً

علماء: الجنين قادر على التغلب على "متلازمة داون" وتشوهات النمو الأخرى
عرض أزياء يجمع 2.1 مليون دولار لصالح مرضى متلازمة داون