أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)
عند الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني، يصبح الجسم عاجزاً عن إنتاج كميات كافية من الأنسولين أو لا يستجيب للأنسولين بشكل صحيح، ويمكن لهذا المرض أن يستمر مدى الحياة.
اقرأ أيضا: دراسة: كثرة جلوس الأطفال أمام التلفاز تعرضهم لخطر الإصابة بالسكري
كما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم وإلى عجز الخلايا عن الحصول على الطاقة التي تحتاجها لتعمل بشكل صحيح. ويُرجّح أن يصيب هذا المرض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، أو أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن، أو أي شخص سبق وأن أصيب أفراد أسرته بمرض السكري.
ولم يكن هناك قبل هذا البحث أي علاج حاسم لمرض السكري من النمط الثاني، على الرغم من أن الخبراء افترضوا إمكانية الشفاء منه منذ فترة طويلة.
وقد أثبت فريق من العلماء الكنديين صحّة هذه النظرية بالفعل. إذ يمكن شفاء بعض مرضى السكري من النمط الثاني من خلال الجمع بين تغيير نمط الحياة، والعلاج الدوائي المكثف باستخدام الأدوية الفموية وحقن الأنسولين. ونشر الباحثون دراستهم في مجلة الاستقلاب وطب الغدد الصمّاء السريري "Clinical Endocrinology & Metabolism".
واختبر الباحثون نظريتهم عند مرضى السكري الذين ظهرت عليهم الأعراض منذ فترة تصل إلى ثلاث سنوات. وخضع الأشخاص قيد الدراسة إلى نظام تمارين رياضية شخصي، ونظام غذائي صارم من شأنه مراقبة وتحديد إجمالي السعرات الحرارية المتناوَلة في اليوم بـ 500-700 سعرة، بالإضافة إلى العلاج الدوائي بواسطة الأدوية التي تسيطر على الجلوكوز.
وبعد أربعة أشهر من التدخّل، كشفت الدراسة أن 40٪ من الأشخاص الـ 83 الذين خضعوا للدراسة، تمكّنوا من التوقف عن أخذ الأدوية، ودخلوا في حالة من الشفاء الجزئي أو حتى الكامل.
واحد من كل عشرة
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة ناتاليا ماك إنس من جامعة ماك ماستر، بأن نتائج هذه الدراسة التجريبية تشير إلى أن مرضى السكري من النمط الثاني لديهم خيارات أكثر لعلاج المرض.
وقالت ناتاليا في بيان صحفي صادر عن جمعية الغدد الصمّاء: "إن النتائج تدعم الفكرة التي تقول بأنه يمكن الشفاء من مرض السكري من النمط الثاني، على المدى القصير على الأقل، وذلك ليس من خلال العمليات الجراحية للبدانة فحسب، بل بواسطة الأساليب الدوائية. وقد يقوم هذا البحث بتحويل إطار علاج مرض السكري من مجرد السيطرة على الجلوكوز إلى النهج الذي نقوم فيه بتحفيز شفاء المرض ومن ثم مراقبة المرضى للكشف عن أي علامات للانتكاس".
ووفقاً لتقرير الجمعية حول حقائق وأرقام الغدد الصمّاء، فإن شخصاً من بين كل 10 أشخاص بالغين في أمريكا يعاني من مرض السكري من النمط الثاني.
وتقول ناتاليا بأن زيادة احتمال شفاء هذا المرض قد يكون دافعاً قوياً للمرضى للبدء بإجراء تغييرات في نمط الحياة والحفاظ عليها. كما يمكن لهذا العلاج الجديد أن يريح بنكرياس المرضى وأن يقلّل من تخزين الدهون في أجسامهم، وبالتالي تحسين إنتاج الأنسولين على المدى الطويل.
ويُذكر بأنه قد ثبتت الآن فعالية هذا العلاج على المدى القصير فقط، ولكن يمكن للمزيد من الدراسات وغيرها من المشاركات الدوائية أن تؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج أفضل ومعدلات شفاء أعلى.
اقرأ أيضا:
دراسة: نقص السكر في الدم يشكل خطرا كبيرا على قلوب مرضى السكري
سوء التغذية يسبب نصف وفيات أمراض القلب والسكتة والسكري (دراسة)