أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ديما نجم)
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفاة مئة وثمانين يمنيا بوباء الكوليرا خلال الأسبوعين الأخيرين في اليمن، فيما يشتبه بإصابة أحد عشر ألفا، مشيرة الى تدهور الأوضاع الصحية في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون.
لا يقتصر إجرام الانقلابيين في اليمن على التخريب والدمار وقتل الأبرياء بالسلاح فحسب، وإنما على إهمال الصحة العامة كذلك، فبينما حذرت عدة منظمات حقوقية ودولية من خطر انتشار واسع لوباء الكوليرا المعدي والذي راح ضحيته العشرات في البلاد، يواصل الانقلابيون تعنتهم ورفضهم لاستقبال المرضى في مستشفيات صنعاء بعد ان أعلنوها مدينة منكوبة، اذ منعت وزارة الصحة التابعة لحكومة الانقلابيين المستشفى الجمهوري من استقبال أي حالات إصابة بالوباء، وبررت ذلك بإعطاء الأولوية في قسم الطوارئ بالمستشفى لاستقبال حالات المصابين من مقاتليها في جبهات القتال.
الأسرى لدى الميليشيات لم يسلموا هم أيضا من الوباء، اذ انتشر بشكل كبير في المعتقلات والسجون التي يحتجز فيها الانقلابيون المدنيين والمعارضين، فبحسب رابطة أمهات المختطفين فقد تفشى وباء الكوليرا في سجون هبرة والسجن المركزي وسجن الأمن السياسي، مشيرة الى أن الأوضاع الإنسانية والصحية للمختطفين في المعتقلات تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وسط مناشدات دولية بالتدخل السريع لإنقاذ حياة المختطفين المصابين، ونقلهم إلى المستشفيات، وتقديم الخدمات الصحية ومواد التعقيم والماء الصالح للشرب.
وتشهد صنعاء والمحافظات الأخرى التي تسيطر عليها الميليشيات حالة من تردي الوضع المعيشي والصحي، اذ يعيش المدنيون وضعاً مأساوياً وسط انعدام مياه الشرب الصحية وانتشار المخلفات في الطرقات العامة، علاوة على زيادة نسبة الفقر لأكثر من 85% بحسب البنك الدولي.
وبدأ تفشي مرض الكوليرا منذ أن سيطرت الميليشيات الحوثية والانقلابية على العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول من عام 2014، اذ أعلنت الأمم المتحدة انتشار هذا الوباء القاتل مطلع العام الماضي بعد إصابات أودت بحياة العشرات خلال تلك الفترة.
وفي مارس/ آذار المنصرم، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، انتشار الوباء المعدي بمحافظات عمران وحجة والضالع وتعز وإب، وقالت إن طاقمها يستقبل أعداداً متزايدة في هذه المحافظات، وأن هناك مرضى يأتون من مناطق عديدة تبعد عشرات الكيلومترات، معربة عن قلقها من أن يستمر المرض بالانتشار ويخرج عن السيطرة.
وفي آخر حصيلة أعلنت عنها لجنة الصليب الأحمر فقد توفي حتى الآن مئة وثمانون شخصا على الأقل، فيما يشتبه بإصابة أحد عشر ألفا في أربع عشرة محافظة يمنية من ابريل/ نيسان الماضي، مشيرة الى ان الوضع بات خطيراً جداً، اذ يرقد على السرير الواحد أربعة مصابين، فيما ذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان أن أكثر من سبعة ملايين شخص يعيشون في مناطق متأثرة بالكوليرا.
من عدن د. محمد مصطفى ياسين مدير عام الرعاية الصحيـــة الأولية
اقرأ أيضا:
وزير الصحة اليمني يوجه المستشفيات بمعالجة مرضى الكوليرا مجانا
الصحة العالمية: 51 شخصا يلقون حتفهم بسبب "الكوليرا" في اليمن