أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (وكالات)
كتب العلماء في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مديسن" إن عقار ميدوستورين، لدى استخدامه في العلاج إضافة إلى العقاقير الأخرى السائدة في العلاج حتى الآن، نجح في إطالة عمر المرضى ثلاث مرات. إذ يتدخل العقار في الخلل الجيني في جين FLT3، ويعمل بهذه الطريقة على إطالة حياة المرضى، خصوصًا الشباب.
شارك في البحث وتطوير العقار البروفيسور أرنولد غانزر، رئيس قسم أمراض الدم في هانوفر، والبروفيسور يورغن كراوتر من قسم الأمراض السرطانية. وذكر غانزر أن أهمية العقار تنبع من أنه أول عقار يجاز ضد هذا المرض منذ عقود. وأكد أن عقار ميدوستورين فعّال أكثر في معالجة سرطان الدم النخاعي الحاد الذي يصيب الشباب.
عمل العقار، عند استخدامه كعقار إضافي إلى العقاقير التقليدية في معالجة المرض، على تحسين حالة ثلث المرضى بشكل حاسم. وعقار ميدوستورين لا ينتمي إلى عقاقير السايتوستاتيك الكلاسيكية المستخدمة في علاج المرض، إنما يعود إلى مجموعة من الأدوية الجزيئية، التي تعمل على التحويرات الجينية التي تسبب المرض في الخلية.
وهو عقار حوّره العلماء عن عقار ساريبتومايسيس ستورورسبوريوس، الذي يمنع انقسام الخلايا السرطانية وتنامي عددها. وينشّط ميدوستورين أنزيمات خاصة، تكبح جماح عامل النمو في الخلل الجيني FLT3.
ولأن ميدوستورين يعمل على هذا الخلل الجيني المسبب لسرطان الدم النخاعي الحاد، فلا بد من التأكد من وجود هذا الخلل في المرضى قبل معالجتهم به. وثبت من الأبحاث الماضية أن هذا الخلل الجيني يتواجد في ثلث المصابين بالمرض.
وأشار غانز إلى 8 مختبرات فقط في العالم قادرة على الكشف عن هذا الخلل الجيني المسبب للمرض، وأن أحدها في مستشفى هانوفر الطبي. وعند تجربة العقار على المرضى الحاملين للخلل الوراثي في هانوفرن، نجح ميدوسوترين في إطالة عمر المرضى، بعد العلاج، من 25.6 شهرًا كمعدل إلى74.7 شهرًا. واعتبر الباحث هذا الإنجاز حاسمًا في علاج سرطان الدم النخاعي الحاد.
نال العقار بعد التجارب الناجحة أجازة إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية منذ إبريل الماضي، كما نال أجازة المفوضية الصحية الأوروبية، ثم أجازة وزارة الصحية السويسرية.
ومعروف أن سرطان الدم النخاعي هو من أمراض سرطان الدم المعروفة، وهناك منه المزمن والحاد. ويعبر المرض عن تكاثر بلا حدود لخلايا معينة من خلال الدم في النخاع الشوكي. وتعمل الخلايا المريضة الكثيرة بالتدريج على إزاحة الخلايا السليمة من الحبل الشوكي ومن الدورة الدموية. ويعتبر النخاع الشوكي من مناطق إنتاج كريات الدم المهمة في الجسم.
المزمن منه يصيب البشر من عمر يزيد في العادة على 50 سنة، وقليلًا ما يصيب الشباب. ويصيب المرض ثلاثة من كل 100 ألف في السنة في ألمانيا كمعدل. هذا يشكل بالأرقام 3600 مريض جديد بسرطان الدم النخاعي الحاد في ألمانيا. ويصاب الرجال عادة بالمرض أكثر من النساء بنسبة واحد إلى واحد ونصف.
يشكل النوع الحاد منه نسبة عالية من أنواع سرطان الدم، ويصيب الشباب بنسبة 20%. ومن الصعب تشخيص المرض في بدايته بسبب تشابه الأعراض مع أمراض غير سرطانية أخرى، ويلجأ الطبيب عادة إلى فحصين لتشخيص الحالة، أحدهما عبر فحص الدم، والثاني عن طريق سحب الدم من النخاع الشوكي.
يعود الفضل في تسمية "ليوكيميا" إلى الباحث الألماني رودولف فيرشوف، الذي شخّص سرطان الدم للمرة الأولى في العام 1845. وكانت أوصاف مرض الليوكيميا، الذي وصفه فيرشوف، تتطابق مع وصف سرطان الدم النخاعي المزمن اليوم
إقرأ أيضا:
وداعا للكيماوي.. علاج السرطان بـ"مقاتلين" من الجسم
ثلث أسباب السرطان "سوء الحظ" وليس السلوك الغذائي (دراسة)