أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
من المعروف أن للغناء فوائد كثيرة ، يريح الأعصاب ،يفرغ الطاقات ، يدخل السعادة على القلب ، والأمر لا يقتصر هنا ، فالعلم أثبت قدرات الغناء الخارقة في مساعدة مرضى الشلل الرعاشي .
فقد خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الشلل الرعاش، المعروف بمرض “باركنسون”، يمكنهم تحسين قدراتهم بالغناء كوسيلة علاجية.
وتوصلت الدراسة التجريبية إلى أن العلاج بالغناء يؤدي إلى حدوث عدد من الحركات اللاإرادية مع تحسين الحالة المزاجية وتخفيف الضغط العصبي.
ودعا الباحثون إلى التعامل مع نتائج الدراسة بحذر، لكنهم قالوا إن المزايا التي تعود على المرض تضاهي المزايا الناتجة عن تناول الأدوية.
وقالت إليزابيث ستيغمولر، من جامعة ولاية أيوا الأمريكية :”نشهد حدوث تحسن كل أسبوع عندما يغادر المرضى مجموعات الغناء.”
وأضافت : “نعرف أنهم يشعرون بتحسن كما ترتفع حالتهم المزاجية.وإن كانت بعض الأعراض، مثل النقر بالإصبع وطريقة المشي، لا تستجيب للأدوية، فهي تتحسن عن طريق الغناء”.
ويسبب مرض باركنسون فقدانا تدريجيا للتحكم في الجهاز الحركي، مما يؤدي إلى حدوث رعشة لا يمكن السيطرة عليها مع وجود تصلب وحركة بطيئة وصعوبة في المشي، وقد تحدث مشكلات في التفكير والسلوك أيضا.
وتشخص بريطانيا سنويا إصابة نحو 145 ألف شخص بمرض باركنسون.
ويرتبط هذا المرض بمستويات غير كافية من مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ، ولا تزال أسباب حدوثه غير مفهومة. ويُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا في حدوثه.
ودرس فريق ستيغمولر 14 مريضا شاركوا في مجموعة علاج بالغناء.
واستطاع الفريق تسجيل قياسات معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول للمشاركين.
وتبين للفريق انخفاض جميع القراءات الثلاث عن طريق الغناء، ولكن ليس بمقدار ذي أهمية إحصائية.
كما يبحث الفريق التأثيرات المحتملة للغناء على الالتهاب والمرونة العصبية، وقدرة الدماغ على تعويض الإصابة أو المرض، ومستويات الدم في هرمون الأوكسيتوسين.
وقالت إليزابيث شيرتكليف، من ولاية أيوا الأمريكية :” قد يكون جزء من أسباب تراجع الكورتيزول هو أن المشاركين في الغناء يشعرون بالإيجابية وتراجع التوتر العصبي أثناء الغناء مع الآخرين في المجموعة. وهذا يشير إلى أننا يمكن أن ننظر إلى هرمون الأوكسيتوسين الرابط.”
وأضافت :”ندرس أيضا معدل ضربات القلب وتغيراته، والتي يمكن أن تخبرنا كيف يحدث الهدوء والاسترخاء الفسيولوجي للفرد بعد الغناء.”
وتوصلت دراسة سابقة لنفس الفريق إلى أن الغناء يمكن أن يحسن طريقة التحكم في التنفس والقدرة على البلع بالنسبة لمرضى باركنسون.
وقُدمت الدراسة خلال اجتماع جمعية علوم الأعصاب 2018 في سان دييغو في الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: