أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
أظهرت دراسة حديثة أن الحد من استهلاك اللحوم يمكن أن يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 43% مقارنة بالمستوى الحالي، ما يعني وجود فرصة هائلة للتغذية المستدامة للكوكب بحلول عام 2050.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في نوفمبر 2018 من التأثيرات والدواعي السلبية، التي يمكن أن تخلفها صناعة اللحوم بالبيئة من عقب تزايُد انبعاثات الغازات الدفيئة، ما يجعل من كل قطعة لحم يتم التهامها مصدراً إضافياً لتلوُّث البيئة.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها دورية “إنفيرومنتال ساينس آند تكنولوجي”، أمس الأربعاء”، أن “حب البشر للحوم يضر كوكب الأرض، ويفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض، ما يستوجب تقديم العديد من الإستراتيجيات التي تستهدف تقليل هذه الآثار الملوثة للبيئة”.
وتشير الإحصائيات الصادرة عن “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة” (الفاو) إلى أن إنتاج اللحوم زاد في الاتحاد الأوروبي بنسبة 16% تقريباً بين عامي 1990 و2016، بينما ارتفع الاستهلاك بنسبة 13% في نفس الفترة.
من جهته، يقول الباحث في جامعة “جنوب الدنمارك” والباحث الرئيسي في الدراسة، جانج ليو، – في تصريحاتٍ له “اخترنا ألمانيا كي تكون مسرحاً للدراسة، وقمنا بفحص سلسلة إمدادات اللحوم الألمانية بأكملها لتقييم تأثير إستراتيجيات التخفيف من استهلاكها على البيئة وانبعاثات الغازات الدفيئة”.
وأضاف ليو أن “النتائج التي توصلنا إليها أكدت أن لحوم البقر كانت الأعلى من حيث إطلاقها للغازات الدفيئة في مرحلة إنتاج اللحوم، وذلك مقارنة بلحوم الخنزير والدواجن، كما أن تحسين وسائل التخلص من نفايات اللحوم كان له تأثير عميق على الحد من الانبعاثات، واتضح أن إجمالي الانبعاثات يمكن تخفيضه بنسبة 43٪ مقارنةً بالمستوى الحالي، ما يوفر فرصة هائلة لتحقيق الاستدامة بحلول عام 2050 من خلال الحد من هدر الغذاء، وتغيير نمط التجارة، وتغيير بنية النظام الغذائي”.
وأكدت الدراسة أن هناك حاجة ملحة إلى منهج منظم لاستكشاف وتحديد الإستراتيجيات المختلفة والسياسات المستقبلية في قطاع الإنتاج الحيواني وتصنيع اللحوم، والتي يمكنها تخفيف تغير المناخ.
يقول ليو إن “تغيير هيكل النظام الغذائي عن طريق تقليل استهلاك اللحوم أو إحلال لحوم الدواجن ونحوها محل لحوم الأبقار سيظل الطريقة الأكثر فاعليةً للحد من انبعاثات سلسلة اللحوم بأكملها، كما أن استهلاك فضلات اللحوم في مجال التغذية الحيوانية قد يمثل فائدةً كبيرة على الصعيد البيئي”.