أخبار الآن | خدمة تقصي صحة الأخبار من فرانس برس
من منا لم يتلق عشرات أو ربما مئات الرسائل عبر الواتساب ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، والتي تضمنت معلومات عن فيروس كورونا وكيف نشأ (مؤامرة، سلاح بيولوجي، مخطط قديم) ونصائح طبية لوصفات سحرية تضمن علاج المصابين في ساعات معدودات، في الوقت الذي عجزت فيه حتى ساعة إعداد هذا التقرير، أكابر مختبرات العالم عن وضع حد لعبث الفيروس وفتكه بأرواح البشر.
خدمة فضح الأخبار المزيفة التي تقدمها وكالة “فرانس برس” أوردت خطوات لكشف التضليل الذي يصلنا يومياً عن فيروس كورونا، مع أمثلة أوردتها الوكالة عن بعض الرسائل المضللة ومعلومات تقنية عن واتساب في نقل المعلومات باعتباره أبرز منصة يتم تناقل الأخبار عليها في العالم.
وتؤكد الوكالة الفرنسية في بداية تقريرها، أنه تم تناقل ملايين الرسائل المضللة عبر منصات مثل “أنستغرام” و”تويتر” و”فيسبوك”، إلا أن واتساب انفرد بنقل 65 مليار رسالة مضللة حول كورنا منذ بدء تفشي الجائحة.
وتكمن المشكلة وفق “أ.ف.ب”، أن خاصية تشفير الرسائل التي يتمتع بها واتساب، تجعل مهمة الصحفيين في تقصي الحقائق عن مدى مصداقية الرسائل المتناقلة، أمراً صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً، وذلك لأن تلك الخاصية لا تمسح بتتبع المصدر الأصلي أو تاريخ الرسالة.
أمثلة عن رسائل مضللة
أوردت الوكالة بعض الرسائل المضللة التي تم رصدها من قبل الفريق المتخصص بفرنس برس، فعلى سبيل المثال تم تقصي رسالة تضمنت ملاحظة صوتية وصورة مع ادعاءات بأن الملابس والبطانيات التي شوهدت في الصورة تعود إلى مرضى COVID-19 في الصين وتم شحنها إلى أفريقيا للبيع. طلب المتحدث في الملاحظة الصوتية من الأشخاص “مشاركة هذه المعلومات مع الأصدقاء والعائلات والمجموعات على واتساب… وقال في الرسالة: “لا تشتري هذه الأشياء الرخيصة من السوق في الأيام أو الأشهر أو السنوات القادمة… دعهم يعرفون أن الأشياء الرخيصة ستُرسل إلى الأسواق الأفريقية لكي نحصل على هذا الفيروس “.
أجرى الفريق التقني في فرانس برس بحثاً عن تلك الصور، وسرعان ما تبين أن تلك الصورة كانت متداولة على الإنترنت منذ أبريل 2016، أي قبل أكثر من ثلاث سنوات من تفشي كورونا.
زعمت رسالة صوتية أخرى على واتساب أن منظمة الصحة العالمية كشفت أن فيروس كورونا سيقتل نحو 45 مليون شخص في نيجيريا، وبعد تقصي مصداقية تلك المعلومة من قبل الفريق المختص بفرانس برس، وجد أن تلك المعلومة محض ادعاءات، ولم تتفوه المنظمة بتلك المعلومة التي أرعبت السكان في نيجيريا.
إسناد الرسائل الكاذبة إلى مصادر موثوقة
حتى يتم إضفاء نوع من المصداقية على الأخبار الكاذبة، يروج عادة لتلك الأخبار عبر نسبها إلى مصادر موثوقة، على سبيل المثال، (منظمة الصحة العالمية – وكالات أنباء عريقة – شخصيات عالمية لها مصداقيتها). فقبل أيام من إعلان جنوب إفريقيا عن أول إصابة لديها بفيروس كورونا في الخامس من شهر مارس الماضي، تم تعميم مذكرة صوتية على واتساب تدعي أن الفيروس قد وصل بالفعل إلى ذلك البلد، وعزا المتحدث المعلومات إلى مختبرات “لانسيت”، وهو مختبر طبي عريق، قام بدحض الادعاء على تويتر مباشرة.
There are NO infections with the novel 2019 Coronavirus in South Africa. Lancet Labs is working closely with the National Institute of Communicable Diseases (NICD) & all private laboratories in SA & there are NO Novel Coronavirus infections in South Africa. https://t.co/xx98tQtYLI
— Lancet Laboratories (@LancetLab_ZA) March 2, 2020
رسالة أخرى تم تناقلها مئات الآلاف من المرات على واتساب تدعي أنه تم إرسال حقن تحتوي على كوفيد-19 إلى جنوب السودان بهدف نشر الجائحة بذلك البلد، وقد رفض مسؤولو الصحة في جنوب السودان هذه المزاعم ووصفوها بـ”الكاذبة”.
زعمت رسالة أخرى تمت مشاركتها على نطاق واسع على واتساب، أن جميع المدارس في جنوب إفريقيا ستغلق في 16 مارس 2020. في الواقع ، أعلنت الحكومة أنه سيتم إغلاق جميع المدارس اعتبارًا من 18 مارس.
رسالة أخرى على واتساب حذرت السودانيين من استخدام أو توزيع أقنعة الوجه “الكمامات” التي تبرعت بها الصين، وزعمت الرسالة أن بكين زودت دولاً أفريقية بنحو مليوني قناع ملوث بكوفيد-19.
تحدي الخصوصية
يضمن التشفير الشامل لواتساب، أن بإمكانك أنت والشخص الذي تتواصل معه فقط قراءة ما يتم إرساله، ولا يمكن لأي شخص آخر ولا حتى التطبيق ذاته أن يقرأ محتوى تلك المحادثة، وذلك منعاً من الحصول على معلومات شخصية لمستخدمي التطبيق العالمي. هذه الميزة وإن كانت فعالة في الحفاظ على خصوصية المستخدمين إلا أنها تسهل نقل الادعاءات الكاذبة، ويقول “جيسوبيلومي أديتنجي”، وهو مطور البرامج في لاغوس لوكالة فرانس برس، “إن السماح لأي شخص – بما في ذلك مدققو الحقائق – بالوصول إلى بيانات حول رسالة ما سيؤدي إلى التلاعب بالتشفير وبالتالي سينتهك خصوصية الأفراد”.
ولمنع انتشار المعلومات الخاطئة، شدد واتساب سياساته مؤخرًا بما في ذلك حظر حسابات البريد العشوائي ووضع حد لإعادة توجيه الرسائل التي “لا تنشأ من اتصال وثيق”.
ومع المجموعات التي تحتوي على ما يصل إلى 256 عضوًا، لا تزال هناك ادعاءات كاذبة أو مضللة يمكن نشرها على نطاق واسع، ويدرس القائمون على التطبيق، تقليل الحد الأعلى الذي يسمح بتناقل الرسائل المعاد توجيهها، وقالت الشركة في بيان لوكالة فرانس برس، إنها قدمت “مراقبة على مدار الساعة لمنع استخدام واتساب لتوزيع الرسائل الجماعية أو الآلية المتعلقة بكورونا”.
لماذا يتقبل المستخدمون الرسائل الكاذبة بشكل أكبر على واتساب؟
“كيت ويلكينسون”، نائبة رئيس التحرير في منظمة Africa Check لتدقيق الحقائق ومقرها جوهانسبرغ، قالت لوكالة فرانس برس، إن الخصوصية الصارمة لواتساب تغري المستخدمين من أن الرسائل التي تصلهم لا تحتوي على معلومات مضللة، وخاصة أنهم يتلقون غالبًا تلك الرسائل “من أشخاص يثقون بهم”، ونتيجة لذلك يتقبلون المعلومات الواردة بشكا أكبر من تطبيقات أخرى.
كيفية اكتشاف المعلومات الخاطئة على واتساب
يؤكد تقرير فرانس برس، أنه لا يتطلب من الشخص أن يكون صحفياً استقصائياً أو خبيرا ليكتشف الأخبار المضللة، وضمن هذا السياق تورد الوكالة بعض المؤشرات التي تساعد على تمحيص المعلومات التي تصل إلى المستخدمين:
– احذر من الرسائل “المُعاد توجيهها”: وهي خاصية يمكنك ملاحظتها بالرسائل الواردة. ذلك يؤكد لك أن مرسل الرسالة ليس خبيرا وليس مسؤولاً عن المحتوى وبالتالي فإن الرسالة الواردة غير موثوقة.
-إجراء “بحث عكسي” عن الصور: تتم مشاركة العديد من الادعاءات المضللة على واتساب مع صورة لجعلها أكثر تصديقًا، يمكنك إجراء بحث عن الصور لمعرفة تاريخ نشر الصورة على الإنترنت، وما هو سبب ذلك النشر قبل أن تتسرع وتطلق أحكاماً لمجرد رؤيتك لصور على الواتساب.
–احذر من مقاطع الفيديو: خذ لقطة شاشة لأي مقطع يحتوي على معلومات حول COVID-19 وقم بالبحث العكسي عن الصور. هذا قد يسمح لك بالعثور على الفيديو الأصلي.
-ابحث عن مصدر الرسالة الصوتية: ابحث عن المنظمات التي يمكن تحديدها والمذكورة في الملاحظات الصوتية، وتحقق فيما إذا كانت قد أصدرت بيانات رسمية بشأن المعلومات الواردة في الرسالة، يمكنك الاستعانة بمحرك البحث “غوغل” حول ذلك.
–قبل أن تقوم بإعادة توجيه أي رسالة عبر الواتساب أو تطبيق آخر اسأل نفسك الأسئلة التالية:
- ما هو المصدر الأصلي لهذه المعلومات؟
- ما هي مصلحة المرسل في إرسال تلك الرسالة؟
- هل يمكن تأكيد ذلك من قبل وسائل الإعلام ذات المصداقية؟
- ما هو تاريخ نشر تلك المعلومات؟
- هل هناك تحديث على المعلومات الواردة من أي جهة ذات مصداقية؟
وأخبراً تؤكد فرانس برس أنه إذا كنت ترغب في التحقق من رسالة وصلتلك عبر واتساب، يمكنك التواصل مع خدمة التحقق للتطبيق على الرقم: 0033632995264
أقرأ أيضا:
أكثر الكلمات بحثا على غوغل في اليوم الواحد خلال جائحة كورونا