أخبار الآن | الولايات المتحدة – BBC inversethe-guardian

مع بداية تفشي فيروس “كورونا” في العالم، دخلت الحكومات في إغلاق تام وفرضت اجراءات صارمة لإحباط انتشار الوباء. وبعد مرور بين 3 و 4 أشهر على تفشي الفيروس، فإنّ العديد من البلدان بدأت ترفع القيود تمهيداً للعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، لا سيما أن الإغلاق أدى إلى خسائر اقتصادية واجتماعية. ومع هذا، فإن التحذيرات تتنامى دائماً بشأن احتمال موجة ثانية للفيروس.

وفعلياً، فإن العلماء يدرسون واقع الوباء من رقم التكاثر، أو إعادة إنتاج الفيروس، والذي يُرمز إليه بالحرف “R”. ويبلغ رقم التكاثر لدى فيروس كورونا المستجد حوالى 3، ولكن التقديرات في هذا الصدد تتباين. فإذا كان رقم التكاثر أعلى من 1، فإن عدد الحالات يزداد بشكل كبير، أما إذا كان العدد أقل من 1، فإن المرض سوف يزول في نهاية المطاف حيث لا يصاب عدد كاف من الأشخاص الجدد للإبقاء على إستمرار تفشيه.

وفي دول مثل كوريا الجنوبية ونيوزيلندا والمملكة المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، فقد جرى تخفيض قيمة الرقم “R” إلى أقل من 1. وفي بلدان أخرى مثل السويد أو روسيا، ما زالت قيمة الرقم “R” بالقرب من الـ1 أو أعلى، مما يعكس الزيادة في عدد الحالات المصابة.

ومع ذلك، فإنه طالما أن هناك أشخاصاً معرضين للإصابة، فإن الفيروس يمكن أن ينتشر من جديد. وفي الواقع، فإن الأدلة تتراكم بشأن أن الموجة الأولى من الوباء أدّت إلى حصانة محدودة أقل بكثر من مستويات مناعة القطيع. وإلى جانب هذا، فإن هناك أماكن معينة لا يعيش فيها الفيروس فحسب بل يواصل انتشاره، ويمثل انتقال المرض في دور الرعاية الآن نسبة كبيرة من الحالات في العديد من البلدان.

ماذا عن الموجة الثانية لـ”كورونا”؟

وفي أجزاء عديدة من أوروبا والعالم، عادت المطاعم والمنتزهات لفتح أبوابها مجدداً، في حين أن دول أخرى تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات والوفيات كما في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبيّة. ويشير الخبراء إلى أنه “على الرغم من عدم انتهاء الموجة الأولى من كورونا، فإن الموجة الثانية المنتظرة سيحدد شكلها سلوكيات الناس، ووسائل التباعد الاجتماعي، وكثافة الفحوصات، ووسائل احتواء المرض الأخرى”.

ويطرح الباحثون سيناريوهات عديدة من بينها أن “نسبة الإصابات ستستمر في الصعود والهبوط، حتى يتم تطعيم معظم السكان أو تطوير مناعة جماعية ضد المرض”. وبحسب المعطيات، فإنّ اختبارات الأجسام المضادة في بعض الأماكن، تكشف أن إجراءات الحجر الصحي كانت مؤثرة للغاية في إبطاء انتشار المرض، وقد تمكنت نسبة 10% من تعداد سكان في دول فرنسا، وإسبانيا، والسويد من تطوير هذه الأجسام المضادة.

ومع هذا، فإنّ خلق الأجسام المضادة يعتبر دليلاً على الإصابة سابقاً بالفيروس، الأمر الذي يدل على وجود مناعة تقي من الإصابة بالمرض، ولو على المدى القصير. إلا أن ذلك يشير إلى أن الغالبية العظمى من الشعب لم تصب بالمرض.

وفي هذا الصدد، تقول عالمة الوباءات في جامعة كولومبيا، أنجيلا راسموسن، إنه “في حال ما فتحت المجتمعات الحياة العامة مرة أخرى قبل أن يتم القضاء على المرض بالشكل الكافي، فإن هذا يعني أن الموجة الأولى من المرض لم تنته بشكل كبير”. وتابعت: “لقد رفعنا إجراءات الغلق العام في الولايات المتحدة رغم تزايد أعداد الإصابات في بعض الولايات، ربما يكون لدينا فقط ذروات إصابة وبؤر تحدث من وقت لآخر مجدداً، وذلك مع تغير سلوكيات الناس”.

وتشير صحيفة “غارديان” البريطانية إلى أنه “يمكن تقليص نسبة الإصابة من خلال ارتداء الأقنعة، واستخدام وسائل النقل العام بتدرج، وتجنب الفعاليات الاجتماعية المزدحمة، إذ إن الأخيرة هي أحد أكبر أسباب انتشار المرض، وهي ضمن الأسباب الرئيسية  لتفشي الموجة الأولى من المرض”.

كذلك، ترى راسموسن أنه “ربما تلجأ الحكومات إلى الحجر العام مجدداً في حال تفشى المرض بشكل كبير، كمحاولة لاحتواء سرعة انتشار المرض”.

موجات لاحقة

يقول الباحثون أنّ “الموجة الثانية تأتي عادة بعد 6 أشهر من أول موجة للمرض”، موضحين أنه “ليس من الضرورة أن يكون كورونا ضمن هذه القاعدة”. وفي الواقع، فإنّ التباعد الاجتماعي والفحوصات سيكونان بمثابة أمرٍ حاسم في مستقبل الجائحة، لكنّ شكلها سيختلف تبعاً لعوامل خارجية هذه المرة بعيداً عن سيطرتنا، كمناعتنا تجاه المرض، وطول المدة التي يمكن لهذه الحماية أن تصمد.

وفي السياق، فقد كشف تقرير من جامعة هارفارد الأمريكية أن “مقاومة بعض الفيروسات التاجية المكتشفة سابقاً تتلاشى في غضون عام، وفي حال لم تكن الحصانة ضد فيروس كورونا دائمة، فمن المحتمل أن يأتي المرض في موجات سنوية أو كل سنتين أو نوبات متفرقة”.

وبشكل أو بآخر، فإنّ موجات تفشي الفيروس قد تتأثر بالطقس، إذ تنتشر معظم فيروسات الأنفلونزا بشكل أسهل وأكبر في فصل الشتاء، ويكشف الباحثون أنّ الفيروس يفضل الهواء الجاف على الرطوبة، ولأن الأشخاص في البيئات الباردة يقضون مزيداً من الوقت في الأماكن المغلقة ويقتربون من بعضهم البعض.

ومع ذلك، فإنه بالنسبة لبعض الدول التي طورت نظاماً صحياً قائماً على الفحص المكثف وتتبع الحالات، فإنه يمكن القول أن الموجة الأولى لـ”كورونا” هي الأخيرة التي يشهدونها. وفي السياق، يقول نيك ويلسون، أستاذ الصحة العامة في جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، إن “الدول التي تمكنت من القضاء فعلياً على الفيروس من خلال إنشاء أنظمة رصد قوية لأي سلسلة تفشي جديدة، قد لا تشهد موجات تفش جديدة أو موجات مستقبلية على الإطلاق”. ولهذا، فإن الفيروس قد لا ينتشر المرض لنفس الأسباب في دول أخرى مثل كوريا الجنوبية وأستراليا، لكن هذا الأمرُ قد لا يكون متاحاً عند معظم الدول خاصة التي لديها كثافة سكانية مرتفعة.

 

 

 

السعودية: تخصيص 150 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات

أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن تخصيص المملكة مبلغ 150 مليون دولار من الدعم المقدم للجهود الدولية لمكافحة جائحة كورونا إلى تحالف العالمي للقاحات والتحصين.

 

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

تحذير من كارثة في أفغانستان مع تزايد الإصابات بكوفيد-19