أخبار الآن | إيران – وكالات
في حين تواصل وزارة الصحة الإيرانية التلاعب بأعداد الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس “كورونا” المستجد، أعرب أحد المسؤولين في مقبرة “بهشت زهراء” في طهران عن قلقه من عدد الوفيات في العاصمة الإيرانية، والتي قال أنها “وصلت إلى مستوى غير مسبوق في الأيام الـ75 الماضية”، مشدداً على “وجوب السيطرة على الوضع، وإلا فإنّ طهران ستكون مرّة أخرى في وضع حرجٍ جداً”.
وخارج العاصمة، فإنّ الوضع سيء للغاية، لكنّ المسؤولين الإيرانيين يرفضون الاعتراف تماماً بمدى الأزمة القائمة، سواء في محيط طهران الإقليمي، أو في مقاطعات فارس، أصفهان، مازاندران، زنجان، خوزستان، البرز، لورستان وهرمزجان. وقال مسؤول في جامعة الطب في مقاطعة هرمزجان إن “إصرار الحكومة على إعادة فتح الأعمال أدى إلى ارتفاع ثانٍ في الإصابات والوفيات هناك”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية، سيما سادات لاري، قالت أنّ “مقاطعات خوزستان، هرمزجان، بوشهر، أذربيجان الشرقية، كردستان، أذربيجان الغربية، كرمانشاه، رضوي خراسان وإيلام، ظلت ضمن “الحالة الحمراء”. وأشارت إلى أنه “حتى 6 يوليو/تموز، تم إجراء مليون 820 ألف اختبار لفيروس كورونا في إيران، وهي دولة يزيد عدد سكانها عن 82 مليون نسمة. ويوم الأربعاء، صرّحت لاري أنّ “إجمالي عدد الإصابات تجاوز 248 ألفاً، بعد تسجيل 2691 حالة إصابة جديدة”، لافتة إلى أن “3309 من المصابين في وضع صحي حرج، وأن عدد المتعافين تجاوز 209 آلاف”، وذلك وفقاً للأرقام الرسمية.
وأجمعت وسائل الإعلام الإيراني على وصف أول من أمس، بـ”اليوم الأسود” لفيروس “كورونا”، بسبب تسجيل أعلى حصيلة وفاة يومية، وارتفاع ملحوظ في عدد المحافظات التي تصنفها السلطات في الوضعين الأحمر والإنذار. ويوم الأربعاء، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، حظر إقامة حفلات الزفاف ومجالس العزاء، في ظل ارتفاع عدد إصابات الفيروس. وقال روحاني في اجتماع لمجلس الوزراء إنه “تقرر حظر الأمرين حتى إشعار آخر”، مشدداً على أن “فرض ارتداء الكمامات في الأماكن العامة يجب أن يظل سارياً”.
ووفقاً للمبادئ التوجيهية التي وضعتها وزارة الصحة، فإنّه القرار بشأن ما إذا كان مريض “كورونا” سيخضع للعلاج يتحدّد من خلال نتائج الأشعة المقطعية للرئة. ومع ذلك، تواصل الوزارة معالجة البيانات عن طريق فصل أرقام المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي، عن الذين تم إدخالهم إلى المستشفى لأنهم يعانون من “المتلازمة الرئوية الحادة”.
ورغم التحذيرات التي يُطلقها المسؤولون الإقليميون والمتخصصون في الصحة في العديد من المستشفيات، فإن مكتب العلاقات العامة بوزارة الصحة بقي “إيجابياً”. وقال مسؤول العلاقات العامة بالوزارة كيانوش جاهانبور: “من خلال ارتداء الأقنعة وغسل اليدين ومراعاة قواعد المسافات الاجتماعية ، لدينا فرصة بنسبة 95% للوقاية من الإصابة بالفيروس التاجي“، زاعماً أنّ “البلاد يمكن أن تصد الفيروس في غضون 14 إلى 28 يوماً”. وعلى الرغم من استبدال جاهانبور رسمياً بسادات لاري كمتحدثة باسم الوزارة في 9 يونيو/حزيران، إلا أن الأوّل لا يزال يدير جوانب العلاقات العامة للوزارة.
نحو الأسوأ.. وأزمة نقص المعدات بارزة
وإزاء المشهد القائم، فإنّ الكثير من الجهات دقّت ناقوس الخطر، محذرة من الأسوأ. في غضون ذلك، أعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي أنّ “بلاده ستشهد بداية موجة جديدة لتفشي فيروس كورونا”، موضحاً أنّ “الوزارة لم تحصل سوى على 30% من الموازنة المخصصة لها في مكافحة كورونا”. وهدّد نمكي بـ”كشف الخفايا” إذا تعرض لضغوط وقال: “كنا نعلم أن استئناف الأنشطة، سيرفع الإحصاءات، لم يكن جهلنا، إنما ضعف الاقتصاد”.
وعلى الرّغم من أن المستشفيات تقدم شكاوى منتظمة حول نقص المعدات، يصرّ مسؤولو وزارة الصناعة والمناجم والتجارة على أنهم “يخططون لتصدير أجهزة التنفس الصناعي ومكثفات الأوكسجين”. وقال راشد حيدري مقدم، رئيس جامعة العلوم الطبية في همدان، إن “مكثف الأكسجين يمكن أن يخدم احتياجات 40 مريضاً، لذلك إذا تجاوز مرضى وحدة العناية المركزة هذا العدد، فإن تزويدهم بالأكسجين قد يصبح مشكلة”، مشيراً إلى أنه “في أواخر يونيو/حزيران وأوائل يوليو/تموز، واجهت مقاطعة همدان صعوبة في الحصول على مكثفات الأكسجين التي تحتاجها”.
ولفت إلى أنّ “عدد المرضى الذين يعانون من متلازمة الرئة الحادة في همدان قد زاد 3 أضعاف، وإذا وصل إلى 4 أضعاف، فلن يتمكن النظام الصحي من التأقلم بسبب نقص مكثفات الأكسجين”.
تحميل الناس المسؤولية
وعلى الرّغم من أن الموجة الاولى من الوباء في مقاطعة هرمزجان، التي تضم 520 مريضاً من مرض كوفيد 19 في المستشفى، لم تكن خطيرة بشكل استثنائي، إلا أن إصرار الحكومة على إعادة فتح الأعمال تسبب في أن يكون هناك موجة ثانية أسوأ بكثير. ووفقاً لحسين فرشدي، رئيس جامعة هرمزغان للعلوم الطبية، فإن “عدد المدن ضمن خانة الحالة الحمراء في المقاطعة ارتفع إلى 10″، كما لفت إلى أنّ “ارتداء الأقنعة أصبح إلزامياً في نهاية يونيو/حزيران عبر المحافظة”.
وكانت مقاطعة خوزستان تُصنّف كمنطقة “حمراء” على مدار الأيام الـ50 الماضية، ويعيش أكثر من 50% من سكان المقاطعة في مناطق هي ضمن وضع الإنذار “الأحمر” أو “البرتقالي”. ومع ذلك، فقد استثمر مسؤولو الصحة الوقت في “إلقاء اللوم على الناس بدلاً من اتخاذ خطوات فعالة لوقف الأزمة المستمرة”. وفي حال لم يتم تحميل الناس مسؤولية تفاقم الأزمة، فإنه يجري تحويل الانتباه إلى عوامل خارجة عن سيطرة الحكومة. وعلى سبيل المثال، قال محمد علوي، رئيس مركز خوزستان الصحي، إن “السبب الرئيسي لاستمرار انتشار الفيروس التاجي هو العواصف الترابية التي دمرت خوزستان لسنوات، مما تسبب في مضاعفة معدل الربو في المقاطعة”، كما ألقى باللوم على ضغط الدم والسمنة كأسباب أخرى لاستمرار انتشار الفيروس التاجي في المقاطعة.
الصحة العالمية: لم نشهد مثيلا لكورونا منذ قرن
أعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء الثلاثاء، أنها ما زالت تحاول تعزيز معرفتها بشأن انتقال فيروس كورونا، الذي لم يشهد مثيله العالم منذ أكثر من قرن، محذرة من أن الجميع معرضون للإصابة، ومعتبرة أن الفيروس أخذ “سكان العالم رهائن”.
مصدر الصورة: getty
للمزيد: