أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (روناك عادل)
ربما هي أبسط الإشارات المفهومة المستخدمة بين الناس ، لكن هل سبق وجربت ان تقضي يوماً او على الأقل بضعة ساعات فقط من دون كلام مستخدماً فقط لغة الإشارة في التواصل مع الاشخاص الآخرين؟ ربما تبدو الفكرة صعبة لمن يستطيع النطق والكلام والتعبير بالغة الصوت والكلمة ، لكن لمن لايستطيع فهو مضطر لذلك .. قد تستغرب عند معرفتك ان عدد الاشخاص الصم حول العالم هو 72 مليون أصم ، بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم . يعيش 80% من أولئك الاشخاص الصم في البلدان النامية ،
وكما لتخاطب الاشخاص فيما بينهم عدة لغات حول العالم ، فأيضا لغة الإشارة لها أكثر من لغة ، وللغرابة الأشخاص الصم يستخدومن أكثر من 300 لغة إشارة حول العالم .
ولأهمية لغة الإشارة بالنسبة لشريحة واسعة حول العالم ، فقد إختارت الأمم المتحدة أن يكون لها يوم دولي يُحتفي بها ، اذ حددت يوم الثالث والعشرين من شهر أيلول سبتمبر من كل عام يوما دولياً لها ، لإذكاء الوعي بأهمية لغة الإشارة في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.
يعد هذا اليوم فرصة فريدة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الأشخاص الصم ومستخدمي لغة الإشارة الآخرين . في عام 2020، أصدر الاتحاد العالمي للصم تحدي القادة العالميين . و يهدف هذا التحدي إلى تعزيز استخدام لغات الإشارة من قبل القادة المحليين والوطنيين والعالميين بالشراكة مع الجمعيات الوطنية للصم في كل بلد ، فضلاً عن المنظمات الأخرى للصم .
ولغات الإشارة هي لغات طبيعية مكتملة الملامح على الرغم من اختلافها هيكليا عن لغات الكلام التي نتعايش معها جنبا إلى جنب . وتوجد كذلك لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في اللقاءات الدولية وأثناء ترحالهم وممارسة نشاطاتهم الاجتماعية. وتعتبر تلك اللغة شكلا مبسطا من لغة الإشارة وذات معجم لغوي محدود ، ولا تتصف بالتعقيد مثل لغات الإشارة الطبيعية.
لنرى مع بعض كيف تقرأ احرف اللغة الإنجليزية مثلا بالغة الإشارة ؟ لتكوين جملة ؟
وتعتبر اتفاقية إتاحة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام لغات الإشارة ، وتدعو إلى تعزيز ذلك الاستخدام، كما أنها تساوي بين لغات الإشارة واللغات المتكلمَة وتـُلزم الدول الأطراف بتسهيل تعليم لغة الإشارة وتعزيز الهوية اللغوية للصم.
قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أشار إلى ضرورة الاستفادة المبكرة من لغة الإشارة والخدمات المقدمة بها ، بما في ذلك التعليم الجيد بلغة الإشارة ، الذي يعد أمرا حيويا لنمو أبناء فئة الصم ونمائهم ومطلباً بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا ، وبما يضمن العمل مع فئة الصم من باب الأخذ بمبدأ ‘‘لا غنى عن رأينا في أي شأن يخصنا’’.
ووقع الاختيار على تاريخ 23 أيلول/سبتمبر لأنه تاريخ انشاء الاتحاد العالمي للصم في عام 1951. ويمثل هذا اليوم يوما لميلاد منظمة دعوية واحد من أهم أهدافها هو الحفاظ على لغات الإشارة وثقافة الصم بوصف ذلك من المتطلبات الأساسية للإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.
وأُحتفل لأول مرة باليوم الدولي للغاتِ الإشارة في عام 2018 في إطار فعاليات الأسبوع الدولي للصم ،
اما اول أسبوع دولي للصم فقد اُحتفل به في شهر أيلول/سبتمبر من عام 1958، وتطوَر منذ ذاك إلى حركة عالمية يُراد منها الوحدة بين فئة الصم والتوعية المركزة على إذكاء الوعي بقضاياهم والتحديات اليومية التي يواجهونها .
مصدر الصورة: story blocks