معطيات تكشف: ضعف التطعيم ضد كورونا يهدد الولايات المتحدة
- أقل من نصف سكان الولايات المتحدة تم تطعيمهم بالكامل ضد “كورونا”
- وسط سلالة “دلتا” فإن الولايات المتحدة قد تشهد إرتفاعاً كبيراً في الاصابات
تتواصل الحملات الداعية إلى تلقي اللقاح المضاد لـ”كورونا” في الولايات المتحدة، خصوصاً وسط تفشي متحور “دلتا” من الفيروس.
وتتعزز قوة هذه الحملات من خلال البيانات التي تؤكد على فعالية اللقاحات في الوقاية والتحصين من “كورونا”. ووفقاً لشبكة “CNN” الأمريكية، فإنّ معدل التطعيم يرتفع في الولايات حيث كان السكان فيها أكثر تردداً في الحصول على اللقاح.
وعلى سبيل المثال، ففي لويزيانا، ارتفعت معدلات التطعيم اليومية بنسبة 111% مقارنة بما كانت عليه قبل 3 أسابيع، علماً أنه تم حتى الآن تطعيم 37% من السكان تطعيماً كاملاً.
وبحسب “CNN”، فقد تم تطعيم أقل من نصف سكان الولايات المتحدة بالكامل ضد كورونا. ومع ارتفاع الحالات، يحث الخبراء على العودة إلى للتدابير الاحتياطية التي تذكرنا بالأيام السابقة للجائحة.
وفي السياق، قال أستاذ الطب والجراحة في جامعة “جورج واشنطن”، والمحلل الطبي في CNN، الدكتور جوناثان راينر: “ما أود قوله بصراحة هو إذا لم تتلق اللقاح الآن في الولايات المتحدة، فلا يجب عليك الذهاب إلى حانة، وربما لا يجب عليك أن تأكل في مطعم. وأنت معرض لخطر الإصابة بالعدوى”.
ومع كون سلالة “دلتا” شديدة العدوى السلالة السائدة الآن، قد تشهد الولايات المتحدة 200 ألف حالة جديدة من فيروس كورونا المستجد يومياً خلال الأسابيع الـ6 المقبلة، بحسب ما قاله المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، الدكتور توم فريدن.
وكانت آخر مرة سجلت فيها البلاد أكثر من 200 ألف حالة إصابة جديدة في يوم واحد في يناير/كانون الثاني، وفقاً لبيانات جامعة “جونز هوبكنز”.
وأشار الأطباء في ألاباما، وميسيسيبي، وفلوريدا، وميسوري إلى أن المستشفيات تمتلئ بمرضى “كورونا” مرة أخرى، والفرق الآن هو أن المرضى أصبحوا أصغر سناً من السابق.
ورغم تحذيرات العديد من المسؤولين والخبراء من أن أفضل طريقة للحماية من الفيروس تأتي من اللقاحات، إلا أنه تم تطعيم 49.1% فقط من سكان الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وأكّد راينر أنه في حال ظلت شريحة كبيرة من الأشخاص مقاومة للتطعيم، فسيكون أمام الولايات المتحدة خياران للسيطرة على انتشار العدوى، وهما إغلاق الأعمال التجارية، وهم أمر لا يرغب سوى القليل من الأشخاص القيام به، أو العودة إلى ارتداء الكمامات.
بيانات تكشف أهمية التطعيم
ومؤخراً، ذكرت بيانات صادرة عن المركز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) إنه لم يكن هناك حالات إصابة بعد اللقاح، أدت إلى دخول المستشفى أو الوفاة لأكثر من 99.99% من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ضد “كورونا”.
وتسلط البيانات الضوء على ما أبرزه خبراء الصحة البارزون في البلاد لأشهر، وهو أن اللقاحات التي تكافح فيروس كورونا المستجد فعالة للغاية في الوقاية من الإصابة بالأمراض الخطيرة والوفاة نتيجة “كورونا” وأنها أفضل طريقة في البلاد لإبطاء الجائحة، وتجنب المزيد من المعاناة.
وأبلغت مراكز السيطرة على الأمراض عن 6587 حالة إصابة بـ”كورونا” بعد تلقي اللقاح اعتباراً من 26 يوليو/تموز، بما في ذلك 6239 حالة دخول إلى المستشفى، و1263 حالة وفاة. وفي ذلك الوقت، تم تطعيم أكثر من 163 مليون شخص في الولايات المتحدة بشكل كامل ضد الفيروس.
وعند تقسيم حالات الإصابة الخطيرة بعد اللقاح على إجمالي السكان الذين تلقوا التلقيح بالكامل، تُظهر النتيجة تعرض أقل من 0.004% من الأشخاص المحصنين بالكامل لحالة إصابة أدت إلى دخول المستشفى، وبلغ عدد الأشخاص المطعمين بالكامل الذين ماتوا بسبب حالة اختراق لـ كوفيد-19 أقل من 0.001%.
وحدثت معظم حالات العدوى بعد تلقي اللقاح حوالي 74% منها، بين البالغين الذين بلغت أعمارهم 65 عاماً، أو أكثر، بحسب “CNN“.
ومنذ مايو/أيار، ركزت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على التحقيق في حالات “كورونا” التي استدعت الذهاب للمستشفى فقط، أو الحالات المميتة منها بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل.
وشاركت الوكالة دراسة هذا الأسبوع أظهرت أن متغير “دلتا” ينتج كميات مماثلة من الفيروس في الأشخاص المطعمين وغير المطعمين عند إصابتهم.
ومع هذا، يواصل الخبراء القول إن التطعيم يقلل من احتمالية الإصابة بـ”كورونا” في المقام الأول. ولكن، بالنسبة لأولئك الذين يصابون بالعدوى، تشير النتائج إلى أنه يمكن أن يكون لديهم ميل مماثل لنشره مثل الأشخاص غير المحصنين.
شاهد أيضاً.. هل عاد فيروس كورونا إلى مهده مدينة “ووهان” ؟